ذاكرة الاغتراب

mainThumb

15-05-2022 12:32 PM

في ثمانيات القرن الماضي التقينا على مقاعد الدراسة في برامج الدراسات العليا لدرجة الدكتوراة في معهد موسكو المركزي للتربية والثقافة البدنية، والحائز على جائزة لينين والذي تاسس مع بداية الثورة البلشفية في عام 1918 ،وتكفل باعداد  وتاهيل الكوادر الاكاديمية والرياضية  من مدربين واداريين لعموم الاتحاد السوفياتي ،ودول متعددة في أسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ودول حلف وارسو لقرن من الزمان، وكان السكن مجاني واجباري للدارسين ،وقد التقيتا بطلبة من معظم دول العالم من كوريا وفيتنام وكوبا وكولمبيا والدول العربية  وغيرها ،وكان للعراق النصيب الاوفر من الاعداد ومنهم من كان على نفقة الدولة كمبعوثين ويشكلون الاكثرية،  واما البقية  كانوا من المحسوبين على المعارضة رغم محدودية اعدادهم ،ومع ذلك  لم نشعر ان هناك خلاف في الفكر آو الاتجاهات السياسية فيما بينهم ،ولكن لظروف لا مجال للخوض فيها وخاصة انها اصبحت في ذمة التاريخ ،وتشتتوا في بقاع الارض ومنهم من انتقل الى رحمته تعالى ،وهنا اود ان اتذكر  واذكر من كانوا في تلك الحقبة بالطالب والدكتور فيما بعد المرحوم  قصي  محمود القيسي والذي كان يتمتع بشخصية محببة من جميع الطلبة والمسؤلين لحضوره الدائم بروحه المرحة في كل المناسبات ،وهوايته المفضلة في الطهي ،ولما كان من الصعوبة العودة الى وطنه العراق في تلك الفترة التحق للعمل بجامعة جزائرية في مدينة مستغانم في الغرب الجزائري بالقرب من مدينة وهران عام 1985وقد استقر هناك وتزوج من جزائرية التي انجبت له محمود (باسم والده) وغنى ،وقد التقيته في الجزائر في مكان عمله اكثر من مرة في مؤتمرات علمية وكان نعم الاخ والصديق الوفي لكل من عرفه في الدراسة والعمل  ،وانتقل الى رحمة الله تعالى قبل سنوات غريبا عن وطنه الذي غادره عام 1978 ، وفهمت من الاخوة الجزائرين ان اسرته تحظى باهتمام الجامعة بعد رحيله وفاء وتكريما لخدماته الطويلة ،واحببت في هذه الخاطرة ان ندعو له  بالرحمة والمغفرة  وان يسكنه الباري عز وجل فسيح جناته؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد