كــــلام فـــــي التربيـــــــة الوطنيـــــــة

mainThumb

26-10-2008 12:00 AM

ما من أمة إلا وتسعى لأن تكون سابقة في مضمار السباق الحضاري , وأن تكون قوية عزيزة منيعة تقد ولا تُقاد , تسود ةلا تُساد , وتسعى لأن تطور اوضاعها باستمرار وتتقدم باطراد, وهذا لن يتأتى إلا من خلال تأهيل قدرة وفاعلية أبنائها من اطفال ومراهقين وشباب , ذكورا واناثا , فهذه الفئات هي اكثر العناصر البشرية حيوية وحماسا ونشاطا لتحقيق الاهداف واستعدادا للبذل والعطاء والفداء , وهم الاكثر تشوقا لتحقيق المجد لأمتهم ,والخير والرفاه لوطنهم , وهم أمل المستقبل بكل أطيافه من سياسيين وعسكريين واقتصاديين وتربويين واداريين وعمال وفلاحين .

ولما لهذه الفئات السكانية من اهمية , فان الدول والأمم تولي أهمية خاصة في تربيتهم وتنشئتهم بسياسة تربوية واضحة , ومحددة الأهداف والإستراتيجيات والخطط والمناهج والكتب والوسائل والنظم وضمن بيئة مدرسية واسرية واجتماعية خاصة , وذلك لأن هذه الفئات ( الأبناء ) هم موطن الأمل , ولذا يعزى تقدم اي أمة الى تقدم التربية فيها , ومن هنا نلمس في كل دولة وفي كل اقليم الاهتمام المتزايد بالتربية والتعليم بشكل عام والتربية الوطنية بشكل خاص .

ومن هنا جاء اهتمام مجلس التعليم العالي الاردني باصدار قرار – قبل اربع سنوات – يقضي بتدريس مقرر التربية الوطنية في الجامعات الاردنية ( من المواد الاجبارية ) , نظرا لما لهذا الموضوع من اهمية تربوية وطنية كبيرة في حياة أبناء الوطن , وذلك بتزويدهم بمعرفة نظرية وميدانية عن الوطن (الاردن) أرضا وشعبا , وترسيخ محبة الوطن والأخوة الوطنية لديهم , وتحفيزهم لخدمة القيادة والوطن والشعب بوعي وإخلاص , والتنافس على الابداع لتحقيق التقدم والرقي المنشوديْن في مختلف ميادين الحياة .

ونريد أن نشير هنا الى أن مفردات هذا المقرر تمتاز عادة بالتنوع والإثارة , الأمر الذي يتطلب من مدرسي هذا المقرر تمثّل مفرداته قولا وفعلا في سلوكهم وقناعاتهم اولا وقبل كل شيء , إذ أن " فاقد الشيء لا يعطيه " , فهذا المقرر يختلف عن غيره من المقررات الجامعية بهذه الخصوصية من الصراحة والصدق ومن الولاء والانتماء للقيادة وللوطن , وإذكاء الشعور بالمواطنة وتنمية الحس الوطني , وإنماء القدرة على مواجهة التحديات , وبخلاف ذلك يكون تدريس هذا المقرر عمل ارتزاقي رخيص يعطي نتائج عكسية .

ولذا نؤكد هنا – كما أكدنا مرارا – على أن ثمار تطوير تفعيل وتمث?Zل مفردات هذا المقرر لا يمكن أن يُنضجها إلا المدرس المقتنع بها , والمتحمس لتعليمها بل والمؤمن بها ( أليس حب الوطن من الإيمان ) , والمخلص في تشريب أهدافها لأبنائه الطلبة , كي يصل هؤلاء الأبناء الى قناعة واضحة بأن الانتماء للأرن ( الدولة ) لا يتعارض بل ويعتبر حجر الأساس للانتماء للوطن العربي ( القومية ) والانتماء للعروبة والاسلام ( الأمة ) , وبالتالي الانتماء لكل المنظمات الدولية التي تحترم الانسان والانسانية قولا وفعلا .

نصيحة أخوية أقدمها للزملاء الذين يُدر?Zسون هذا المقرر وهو أن يضعوا نُصب أعينهم باستمرار الأهداف التربوية العامة والخاصة المستوحاة من مادة التربية الوطنية بشكل عام , لأن هذه الأهداف هي التي يجب أن تحكُم مجرى التعليم لهذا المقرربطرفه وأساليبه وتشاطاته ومواقفه, وأن يحاولوا ما أمكن تزويد الطلبة بمعرفة نظرية وخبرات ميدانية عن هذا الوطن الجميل (الأردن) , وترسيخ محبته ومحبة الأخوة الوطنية لديهم , وتحفيزهم لخدمته بل والتضحية من أجله بوعي وإخلاص , للوصول الى التقدم والرقي في مختلف ميادين الحياة , وبذلك نكون قد ساهمنا في بناء شخصية الطالب الأردني بصورة متوازنة بعيدة عن الغلو او التطرف والتعصب والولاءات الضيًقة , وهذا اسمى الأهداف في تدريس مقرر التربية الوطنية ( محليا واقليميا وعالميا ) .

* جامعة البلقاء التطبيقية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد