مخططات وسيناريوهات إسرائيلية للسيطرة على مصادر المياه العربية .. ستفرض "بدون قوة"

mainThumb

28-06-2010 07:00 AM


لا شك بان الكيان الصهيوني، وقبل قيامه بعقود، خطط ورتّب ونظّم له أحباره آلية لقيام كيان مصطنع هزيل بجذوره، قوي بإمكاناته القائمة على القهر والاغتصاب والتي جعلت من هذا الكيان يستمر لأكثر من ستة عقود في ظل بيئة خصبة من التخلف و التردي العربي على المستويين الرسمي والشعبي.



لقد قام الكيان الصهيوني عام 48 على أراض عربية في فلسطين والأردن تحقيقا لوعد مشئوم ليكتمل عقده بعد نكبة 67 حين سيطر على مناطق شاسعة من الأراضي العربية في سوريا ومصر ولبنان ويجهز على بقية فلسطين.



لم يكن بمحسوب العديد من قياداتنا العربية مخاطر هذا التوسع الإسرائيلي حيث اعتقد البعض بانه مجرد عملية استيلاء واحتلال للأرض على حساب شعب عربي أصيل تمثل بالشعب الفلسطيني، ولكن واقع الحال كان اكبر من احتلال توسعي استعماري مقيت وصل إلى حد سلب الهوية والإنسان.



لقد خطط أحبار يهود وبالتعاون مع بريطانيا والغرب على اصطناع كيان وهم يعلمون بان أركانه هزيلة، وبالتالي فقد اعتمد هولاء للعمل على قيام هذا الكيان واستمرار ديمومته من خلال سيطرته على خاصرة العرب ورئتهم في فلسطين إضافة للتحكم بسبل الحياة لديهم ممثلة بالسيطرة على "منابع ومصادر المياه" خصوصا تلك المتعلقة بنهري الاردن واليرموك.



لقد عمد الاحتلال للسيطرة على منطقة الباقورة ليس طمعا في "مشروع روتنبرغ" المدمر بقدر ما كانت حساباتهم اكبر من ذلك بكثير ... لقد سيطر اليهود على الباقورة لخلق أمر واقع جديد تمثل بوضع يدها على جزء من مياه نهر اليرموك من خلال مشاطئته... فحسب القانون الدولي لا يمكن للكيان الصهيوني الاستفادة من نهر اليرموك لعدم مشاطئة هذا الكيان لهذا النهر، وبالتالي عمد اليهود على احتلال الباقورة والسيطرة عليها لأجل هذا الهدف وكان لهم ما أرادوا.



أن مجرد التفكير بكيفية "إدارة هذه الكيان لمصادر المياه" لدولته المصطنعة، نجد البعد الاستراتيجي لمخططات هذا الكيان، فبعد أن سيطر على منابع أعالي نهر الاردن ومصباته في طبريا ، عمل هذا الكيان على تحويل مياه نهر الاردن لمنطقة النقب لتغذية مستوطناته هناك، كما عمل هذا الكيان على حرمان نهر الاردن جنوب طبريا من أي مياه جارية عذبة سوى مخلفات محطات المعالجة إضافة لمخلفات المياه نتيجة المشاريع الزراعية.



لقد أصبحت بحيرة طبريا مكبّا لنفايات هذا الكيان، حيث تلقى بها المياه العادمة والمعالجة خصوصا في الجزء الجنوبي الغربي منها حيث تم تزويد الاردن من هذه المياه في أواخر التسعينيات من القرن الماضي الأمر الذي سبب بلبلة كبيرة في البلد لولا تدخل قيادتنا الحكيمة آنذاك.



لقد أصبحت بحيرة طبريا عبئا بيئيا على هذا الكيان ، فبعد أن أصبحت مياهها غير ذات جدوى بسبب ارتفاع نسبة التلوث إضافة لانخفاض منسوب المياه فيها، ولكي يصبح هذا الكيان في موقع تفاوضي أفضل بصفة المسيطر، فقد عمد هذه الكيان على إنشاء محطات لتحلية المياه لغايات الشرب والاستخدامات المنزلية على طول شواطئ البحر المتوسط ومن المتوقع أن يكتفي هذا الكيان في حاجاته من مياه الشرب لعقود قادمة.



هذه الحقيقة ستجعل هذا الكيان يفاوض العرب والأردن على مصادرهما المائية العذبة لمقايضتها "قسرا بمياه طبريا الملوثة".



أن المخططات الإسرائيلية تتصف بالعمق والذكاء المدعوم من قوى الغرب الحاقد، ومن هنا فإنني اعتقد أن هذا الكيان يخطط إلى ابعد من ذلك من خلال السيطرة على مياهنا في الديسي ومشروع ناقل البحرين إضافة للسيطرة الكاملة على الليطاني ومياه الجولان ولو عادت إلى سوريا ناهيك عن ليّ ذراع مصر من خلال تحريض دول جنوب النيل لتغيير واقع حال محاصصة لمياه النهر معمول بها منذ عقود خلت.



إنني ومن خلال الجزء الثاني من هذه المقالة التحليلية سأوضح للقراء السيناريوهات الإسرائيلية للسيطرة على مصادر المياه العربية دون قوة أو حرب، كما سأوضح كيفية الإدارة الإسرائيلية لمستقبل موارد المياه في المنطقة وتسخير هذه الموارد لصالحها من خلال" المساومة على مياه طبريا" ودمتم.


thabetna2008@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد