عجلون بين الرؤيا والرؤية !

mainThumb

30-09-2010 08:48 PM

في أمسية بحرينية جميلة ،اصطحبني فيها صديقي الوفي عقيل العالي الى أحد منتجعات المنامه العزيزه ، وبعد تناولنا العشاء البحري اللذيذ بدأ النعاس يداهمني، لشدة التعب الذي أصابني جراء وقوفي لمدة خمس ساعات متواصلة، أمضيتها نهارا،في تدريب عددامن موظفي مجلس النواب البحريني ،وكونه كان يرافقني في هذه الامسيه عددا من الزملاء المستشارين استأذنت بغفوه لبرهه من الزمن.



      رأيت في منامي عمان الحبيبه أغادرها متجها بسيارتي الى حيث مسقط رأسي ومعشوقتي الجميله عجلون، وما أن وصلت منعطف الرمان حتى وجدت مسارا جديدا الى عجلون، غيرالطريق الذي اعتدت عليه، شارع باتجاهين تحفه الاشجار، للوهلة  الأولى اعتقدت أنني مازلت في المنامه، لكن نظرت لأشاهد لوحة كبيرة كتب عليها: شارع الملكة رانيا العبدالله السياحي ،  فادركت أنني بالاتجاه الصحيح..هذا الشارع أقيم على نفس مسار الشارع العثماني القديم ولكنه أشبه مايكون بالجسر الذي يربط الشقيقتين السعوديه والبحرين...!!! ، وبعد مرورحوالي ربع ساعة من مسيري ،وصلت نهاية الشارع المطل على مشارف المحافظة ، حيث استوقفتي دورية ، اعتقدت أنها تريد مخالفتي، كالمعتاد!!!، لكن تبين أن ألأمر غير ذلك ، طلب مني شراء تذكرة بقيمة دينارفقط لاستخدام الجسر(الشارع السياحي) ، أواشتراك سنوي بقيمة (150) دينارا، كونه كلف خزينة الدولة ملايين الدنانير ،  وأعلموني بأن اشتراك الحافلات السياحية أربعة أمثال هذا الأشتراك ، واصلت مسيري الى أن وصلت الى مثلث القاعده هناك ذهلت بما رأيت، شواخص تحتاج الى دليل سياحي لكثرتها وتشعبها، قرأت الاولى ؛ وقد كتب عليها: ان كنت سائحا توجه الى موقف القلعه  ،ويوجد سهم يوصل اليه، وشاخصه اخرى كتب عليها: ان كنت من سكان المحافظه عليك الاتجاه نحو الشمال حيث النفق الخاص . قلت في نفسي : أنا اليوم ساكون سائحا واتجهت صوب الموقف المخصص، فطلب مني تسليم سيارتي لادارة الموقف مقابل اجره رمزيه، وتم توجيهي صوب مكان يتجمع فيه الزوار، وطلب مني شراء تذكره لدخول عجلون !! قلت : ماذا تذكره لدخول عجلون؟! نعم فأنت سائح!! لكني عجلوني اليس كذلك، بلى ، ولكنك دخلت المسار السياحي.... ففهمت بعد ذلك الرساله ؛ اشتريت التذكره ووكلت أمري الى الله ، دخلت القاعه الكبرى، والتي جهزت بافضل المعاييرالسياحيه، ونظرت من نافذتها لأرى العجب العجاب، عجلون مضاءة بالكامل، أبراج وفنادق سبع نجوم على هضاب عنجره، استراحات ومطاعم سياحيه على امتداد الشارع الرئيسي بالاتجاهين ...، واثناء ذلك طلب الينا التوجه الى البوابه رقم(1) قلت  :هل ساعود الى مطار المنامه، دخلت مع الداخلين فإذا بنا في محطة انطلاق"تلفريك"، يربط القاعده بقلعة عجلون ، فرحت كثيرا ، لأنني كنت اذهب الى محطة حريصا اللبنانية للاستماع" بالتلفريك" ، الذي تم انشاؤها في منتصف الستينات!!،. وبدأنا نحلق فوق عجلون ، ياله من منظر ساحر، فقلمي عاجز عن الوصف ، تمنيت لو كان أستاذي الجغرافي القدير محمد طيفورمعي كونه أقدر مني على ذلك الوصف ، ثم هبطنا بجوار القلعة، ودخلنا من بوابة أوصلتنا بقاعة لها مخرجان : أحدهما يوصل القادم الى ميدان " الخيل" ليمارس هواة ركوب الخيل هوايتهم ،والآخر يوصل القادم بمحطة قطار تنقله الى منطقة عين البستان ، وللزائر أن يختار بين المسارين، فاخترت القطار ليذكرني بقطار مغارة "جعيتا" الشهيره... وبعد أقل من ربع ساعه توقف القطار على ضفاف بحيرة اصطناعية ، وأقول اصطناعية ،كوني لم أشاهدها من ذي قبل ،أما الزائر الجديد للمنطقة ، فسيقتنع أنه في منطقة بحرية تماما !! ، هناك بدأت عيناي تتشققان ؛فتارة أرى منتجع المنامة حقيقة ، واخرى أعود لغفوتي فأرى منتجع عجلون !!، مطاعم بحرية ...شاليهات سياحية...، رائحة أسماك مشوية ،طازجة طبعا،...الخ !!. 



 وكوني ،لم أكن جائعا ، ذهبت ، كعادتي ، لممارسة رياضة المشي ،  التي لااجيد غيرها ، فأستوقفني أحد العاملين ، كونه عرفني ، فطلبت اليه أن يحدثني بالذي حدث لعجلون ؟! ، فذكر من بين ماذكره أن الحكومة أسست شركة لتطوير عجلون سياحيا ، وما رأيته ياعزيزي بعضا من انجازاتها !!!، والذي لم تراه أعظم من ذلك بكثير !!! ، فقلت مستغربا : أبقي شيء أعظم من ذلك ؟!! ، قال بلى ، السوق الشعبي في مدينة عجلون ، ومصنع المواد الغذائية في الوهادنه ، ومدينة الملاهي الضخمة على مثلث عبين ، وكلية السياحة والآثار التابعة لجامعة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الوطنية في مدينة العيون ، اضافة الى سوق الذهب والماس الضخم في الصفا، رجوت صاحبي أن يستأذن ادارته لمرافقتي عبر الحافلة الخاصة الى سوق عجلون الشعبي ، أقلتنا الحافلة السياحية عبر طريق وردي باتجاه واحد ،الى أن وصلنا الموقف المخصص ، فأعلمني أن الدخول للسوق يكون سيرا على الأقدام ، كونه صمم بطريقة تراثية تمنع دخول السيارات اليه ، وقد اقيمت مواقف كافية على مشارف صحن المدينه ، فأعجبني ماسمعت ، ودخلنا السوق ، فلم اصدق انني في عجلون ، نظافة متناهية ..!!،تحف ومنتجات محلية متنوعة ،  مطاعم شعبية تراثية ، شبيهة بسوق واقف القطري الشهير!!، في غمرة هذه المتعة الفريدة ، شعرت بيد تضرب على كتفي ، واذا بصديقي يناديني : أباالعون مابدك نروح ؟!! ،فتحت عين واحده من النعاس واجبته :أريد البقاء في عجلون ؟!! ، فقال :وحد يارجل أنت في المنامة !! ،نهضت مستغربا : المنامة أم عجلون ؟!، وبدأ أخي أبا علي ، كعادته ، يمازحني ، ويقول حدثنا عن أحلامك العجلونية قبل أن تتلاشى ؟! ، فقلت له ستقرأها قريبا ضمن الخطة التنموية لمحافظة عجلون الجميلة .

            
 a.qudah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد