الحماية الاجتماعية لربات البيوت

mainThumb

22-11-2010 08:00 PM

قصة طريفة حدثت قبل أيام ، وكنت شاهدا على وقائعها ، شقيقة صديق لي تقدم شاب لخطبتها، وفي أثناء حوارهما ذكر الخاطب: أنه يفضل الزوجه غير العامله؛ لأنه يرغب أن ترعى أبناءه خير رعاية ووضعه المادي ميسور، فردت عليه المخطوبة: ان العمل يوفر التقدم والتطور ويضمن لي مستقبلي من خلال تأمين راتب تقاعدي يحميني في شيخوختي. فكرر الخاطب ثانية: ان وضعه المادي ميسور ويمكنه من توفير هذه الحماية . عندها صمتت المخطوبة قليلا ثم قالت : لاشك ان عمل المرأه في بيتها عملا مقدسا، وربة البيت تؤدي عملا سام ، وكون الأمر كذلك؛ فمن حقي أن أضمن مستقبلي؛ وحتى أوافق على طلبك؛ لي شرط؛ أن تشركني في الضمان الاجتماعي وتلتزم بدفع الاشتراكات الشهرية المترتبة على ذلك؛ وان يوثق هذا الشرط في عقد الزواج ؛ليكون جزءا من مهرالزواج.


إندهش الشاب من طلبها والتفت اليّ يريد تدخلي . لم أستطع إخفاء اعجابي بمستوى الوعي لدى هذه الفتاة؛ وتدخلت على الفور مباركا طلبها وقلت: لا أعتقد أن هذا الطلب يخالف الشرع؛ ولماذا لاتكون هذه الحالة سابقة حسنة لتحقيق مزيدا من الحقوق لنساء الوطن وبشكل خاص ربات البيوت ؟!،فوافقني الخاطب وقرأنا الفاتحه!!.


هذه القصة تشكل أحد ثمار قانون الضمان الاجتماعي الجديد الذي اتاح لربات البيوت الأشتراك اختياريا في تأمين الشيخوخة والعجز والوفاه مما يسهم في توفير الحماية الاجتماعية لهن وتامينهن برواتب تقاعدية بما يضمن لهن مستقبلا آمنا . وهذا القانون يعد بحق نقلة نوعية في مستوى الحماية التي يقدمها للمواطن الاردني بشكل يضاهي ماتقدمه الدول المتقدمة لمواطنيها في مجال التأمينات الاجتماعية .


لقد استطاعت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي تطوير قانونها بالشكل الذي يرتقي الى مستوى التوجيهات الملكية السامية في توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل كافة شرائح المجتمع الاردني، ولعل أهمها شريحة ربات البيوت، اللواتي كن خارج اطارهذه الحماية، وهذا بحق هو التميز في مستوى الخدمة المقدمة، والذي جعل من فتاة ريفية الطلب أن يكون اشتراكها في الضمان الأجتماعي جزءا من مهرها!!. انجاز من حقنا أن نفتخر به.


a.qudah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد