خبر استخراج الصخر الزيتي .. امل يدعو للتفاؤل

mainThumb

11-12-2010 11:35 PM

تناقلت صحافتنا الصادرة صباح يوم الأربعاء الموافق 8-12-2010 خبرا مفاده بان شركة الأردن للصخر الزيتي  (جوسكو)     The Jordan Oil Shale Company وهي شركة ألمانية مسجلة في الاردن، قد بدأت مرحلة الاستكشاف لإنتاج النفط من الصخر الزيتي.


إنني إذ أستهل مقالتي هذه بشيء من التفاؤل الحذر، فإنني أعتذر للقراء الكرام للإطالة حيث أن موضوع إنتاج النفط من الصخر الزيتي له من الأهمية بمكان أن يكون الحق كل أردني الاطلاع بحقيقة هذا الملف الوطني الحساس .


إنني اعتقد انه لشيء جميل ورائع أن نسمع مثل هذا الخبر... لكن علينا أن نركز على  عنوان الخبر، وهو أن شركة الأردن للصخر الزيتي (جوسكو) قد بدأت  في مرحلة (الاستكشاف) الأولي للصخر الزيتي العميق - في مناطق مختلفة في وسط المملكة حيث منطقة اللجون تحديدا - وليس مرحلة (الإنتاج) الفعلي بالطبع.


ما أود قوله أن الشركة لم تشرع بعملية الإنتاج بعد ،هذا الأمر يقودنا الى  عدم الإفراط في التفاؤل في الوقت الذي يجب علينا أن لا نشعر بالتشاؤم، حيث أن شركة جوسكو لا زالت في مرحلة الاستكشاف وهذا أمر رائع يبعث على التفاؤل الحذر حيث أن مشوار إنتاج النفط من الصخر الزيتي قد بدأ ولكن علينا أن نعلم بأن رحلة إنتاج النفط من الصخر الزيتي ستكون طويلة جدا ومتطلباتها موجعة مريرة وطويلة تتمثل في ثلاث جوانب وهي (توفر التقنية اللازمة للإنتاج) وهي والحمد لله موجودة في العالم وشركة (شل) رائدة في هذا المجال و ستعمل هذه الشركة ضمن تقنية الحقن الحراري والتي ستكون مخلفاتها اقل ضررا من غيرها على الصعيد البيئي رغم وجود مخاطر أخرى تتمثل في آلية ملء الفراغ الناتج عن أنفاق الحقن  والحيز الذي سينتج بعد استخلاص المادة النفطية منه و سنأتي الى ذكر هذه التفصيلات بمقال آخر وبحث آخر إن شاء الله إن وجدنا أنه من المناسب توضيح ذلك للإخوة القرّاء.


ثاني هذه المعوّقات قبل الشروع في الإنتاج تتمثل في (توفير التمويل المالي للمشروع) ويبدو أن هذا الأمر سيكون في المتناول وأنا واثق من ذلك حيث قيادتنا الحكيمة قد رتبت هذه الأمور على ما يبدو وما الحجج التي يسوقها البعض حول عدم وجود التمويل إلا محاولة لدفعنا للتشاؤم والتراجع عن هذا المشروع الطموح.


أما المشكلة الحقيقة والتي ستعيق عمليات الإنتاج  تتمثل في عدم توافر المياه، فمن المعروف بأن إنتاج النفط من الصخر الزيتي يحتاج الى كميات كبيرة من المياه ترافق علميات الإنتاج  إضافة لبحث آليات التخلص من مخلفات الصخر بحد ذاته بعد استخلاص المادة النفطية منه. لذلك فإننا سنواجه عقبة كبيرة في مرحلة الإنتاج ولا يمكن التغلب عليها إلا بتوفير مصدر مائي لذلك واعتقد أن الحل في توفير كميات المياه اللازمة للإنتاج يكمن في تنفيذ ثلاث مشاريع كبرى الأول منها هو تنفيذ مشروع الديسي والذي من المقرر انجازه عام 2013-2014 وهذا المشروع سيوفر لنا 100 مليون متر مكعب من المياه. ثاني هذه المشاريع هو تنفيذ ناقل البحرين (الأحمر-الميت) ولو على مراحل... هذا المشروع يحتاج لتمويل مالي كبير ويبدو أن القيادة الأردنية ممثلة بسيد البلاد قد حسمت الأمر (على ما يبدو) و أن المطلوب هو الانتهاء من الدراسات قبل البدء بتنفيذ المشروع والذي من المقرر أن يتم انجازه بدءا من عام 2022 وعلى مراحل حيث سيوفر لنا حوالي 530 مليون متر مكعب من المياه ستكون كافية لسد عجز المياه لعقود قادمة وإنشاء مشاريع تنموية كبيرة مثل إنتاج الصخر الزيتي على نطاق واسع.


إن جهود شركة شل لإنتاج الصخر الزيتي ستكلل بالنجاح إن شاء الله وذلك بعد 9-10 سنوات من بدء عملية الإنتاج والتي من المتوقع أن تبدأ مرحلة التنفيذ الأولى قريبا حسب مصادر وتصريحات مسئولين في وزارة المياه وهذا يعني أن أول برميل للنفط المنتج من الصخر الزيتي سيرى النور عام 2019-2020 ولكن لا يمكن لنا أن نتوقع رؤية البرميل الثاني (بقية) براميل النفط المنتجة بدون توافر كميات المياه اللازمة للإنتاج.


ويجد بالذكر إن الأردن يحتوي على (50 ) مليار طن من الصخر الزيتي بحدوده الدنيا، وتحتوي هذه الكمية على ( 10 % )من النفط الخام، أي ما يعادل (5 ) مليار طن من النفط ، ومن المتوقع أن تكفي هذه الكمية حاجة الأردن من الطاقة لمئات السنين. وتشير الدراسات  أيضا الى أن الصخر الزيتي المتواجد في عدد من مناطق المملكة وخاصة  منطقة اللجون يعتبر من أجود الأنواع العالمية. ووفقا للإستراتيجية الوطنية للطاقة يتوقع أن تبلغ مساهمة الصخر الزيتي في خليط الطاقة الكلي بحلول العام 2015 ما نسبته ( %11 ) لترتفع إلى ( %14)  عام 2020 ، فيما قدرت الاستثمارات المطلوبة في القطاع ما بين (  1,4 مليار ) بليون إلى  (3,8 ) بليون دولار من إجمالي استثمارات مطلوبة لتنفيذ جميع المشاريع الواردة في الإستراتيجية تتراوح قيمتها ما بين ) 14)  بليونا إلى  ( 18 ) بليون دولار (والله اعلم) .


إن رحلتنا مع الصخر الزيتي ستطول ولن تنتهي في إنتاج النفط فقط بقدر ما ستكون هناك تبعات بيئية سلبية للمشروع كما ستكون هناك نتائج ايجابية كبيرة على صعيد التنمية والتطور في هذا البلد، وأنني اعتقد بأن وجه الأردن سيتغير بعون الله بعد تنفيذ المشاريع الكبرى ممثلة بالديسي والمشروع النووي السلمي وناقل البحرين وتوابعه إضافة لمشروع الصخر الزيتي ودمتم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد