الامه تستعيد زمام المبادرة من جديد !!!!

mainThumb

28-02-2011 11:02 PM

منذ قرن والامه تعصف بها المصائب المتتاليه من انهيار جدر الحمايه لمشروعها الحضاري والريادي والقيادي بعد  ان انهارت الامبراطوريه العثمانيه والتي شكلت ذلك السد المنيع ردحا من الزمن في وجه طاغوت الغزاة الصليبين ولكن ذلك السد انهار بعد الثورة البلشفيه الروسيه عام 1917والتي امتد على اثرها المد الشيوعي والقومي كخيار لدى الامه العربيه للانفكاك من الحكم التركي الذي تحول  الى سياسات التتريك والتفكيك على يد حزب تركيا الفتاه ومصطفى كمال اتاتورك اب الاتراك في القرن العشرين والذي دمر الامبراطوريه العثمانيه خدمه لابناء جلدته من يهود الدونمه بعد ان رفضت هذه الامبراطوريه ممثله بالسلطان عبد الحميد من اعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين !!!



في هذه الاثناء كان وعد بلفور وسايكس بيكو يطبخ على نار هادئه لتمزيق الامه وتفكيكها الى دويلات ومحميات ليسهل لهم السيطرة عليها وزرع هذا الكيان الاستعماري الاجرامي المسمى اسرائيل في قلب العالم العربي واجهاض محاولات  الشريف حسين من تشكيل مملكه عربيه بعد ان قطعت الوعود له بعد القضاء  على الامبراطوريه العثمانيه وكانت التجزئه هي الرد المناسب على تلك الاماني والطموحات ودخل العالم العربي نفقا مظلما وعصرا جديدا سادت فيه النزعه القطريه  والانقسامات والانقلابات والديكتاتوريه والاستبداد مما عمق من حجم الازمه الطاحنه التي تضرب ارجا الامه والنكبات والهزائم المتتاليه وتحديدا في فلسطين وغياب أي مشروع عربي اصلاحي نهضوي تستعيد فيه الامه عزتها وكرامتها التي استبيحت في العراق وافغانستان وغزة ولبنان بل والدخول في عصر مكافحة الارهاب بدعة امريكيا لاستعمار العالم العربي والاسلامي تلك الحرب التي كلفت الامه المزيد من التداعيات والتصدعات بحث باتت الانظمه العربيه ونظامها البائس جزءا من تلك الاحلام الامبراطوريه الامريكيه في السيطرة والنهب والفساد على ايدي المحافظين الجدد ونظرتهم الدونيه للشعوب وفرض الفكر الليبرالي المتوحش في الاقتصاد والسياسه وتدمير معالم المنعه في الامه لصالح     زبانيتها في الارض العربيه بعد ان غزت الحريه والديمقراطيه الجزء الشرقي من اوروبا في اعقاب انهيار حلف وارسو والمعسكر الشرقي !!!



الامه العربيه وتحديدا جيل الشباب اعاد الالق لوجه الامه وهيبتها وكرامتها في ظل ثورات متتاليه تضرب ارجاء العالم العربي وترفض هذه المنظومه المهترئه والتي تربعت على صدور ابناء الامه ردحا من الزمن والتي تجاوزها الزمن التحرري الجديد والذي تبدلت فيه مفاتيح القوه والمنعه السياسيه والاقتصاديه بحيث باتت المعادله الجيواستراتيجيه تفرض التعدديه القطبيه على شعوب الارض ورفض الهيمنه الامريكيه المطلقه والتي انهارت في سبخات دجله والفرات وجبال الهندوكوش وصعود قوى عالميه اقتصاديه وسياسيه  جديدة في ظل لعبة الامم وانتقال مركز الثروة من الغرب الى اقصى الشرق وبقي العالم العربي على حاله وحله وترحاله ينتظر التقاط الفرصه للتغيير الى ان جاءت اللحظه الحاسمه من تونس وبدأ مسلسل الثورات الشعبيه السلميه يطرق ابوب العديد من العواصم العربيه والتي كانت ترى انها محصنه امام الحراك الشعبي والجماهيري والذي انفلت عقاله واصبح خارج السيطرة الامنيه والاستبداديه وجاءت محاولات احتوائه بصوره عكسيه تماما مما ساهم في سقوط الطواغيت والاصنام التي اسهمت في تدمير الامه وتبعيتها للغرب من اجل استمرارها في الحكم على حساب مصالح الامه وبنائها النهضوي والتنموي والتحرري !!!



الامه تعيش لحظة الانتعاش وتستعيد زمام المبادرة للتغيير من جديد ولن يوقف مدها التحرري والنهضوي أي قوة بوليسيه او امنيه وهي مصممه على تغيير قواعد اللعبه التي خضعت لها عقود من الظلم والاستبداد والتبعيه والفساد والذي انهك قوى الامه واوصلها الى حافة الانفجار والنهوض متسلحه بعزيمة ابنائها وارادتهم وعزيمتهم التي لا تلين وما المشهد الليبي الجاري حاليا الاصورة مصغره للوضع المشرق الذي بدات تستعيد به الامه تألقها ورفعتها وعزتها ووحدتها !!!

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد