لا توجد ( براءة ) في السياسة ..

mainThumb

13-03-2011 01:00 PM

  (1)

الكثيرون يعتقدون أن المؤسسات السياسية الغربية تتمتع بأخلاقيات عالية لها علاقة تامة بكل شعارات الديمقراطية من مساواة وحرية وعدالة وشفافية واحترام ( باذخ ) للانسان ... الذي يفاقده المواطن العربي في بلاده ... هذا هو الانطباع العام الراسخ للشعوب العربية التي انتفضت على حكامها في تونس ومصر ... وتسري العدوى ( الحميدة ) لشعوب اخرى ولكن في هذه السانحة اود ان ازيح بعض الغبش لان ( الغرب ) ليس فاضلاً كما يجب انما تعلو مصالحه على قيم ( ديمقراطية ) راسخة لديه ... بالتأكيد ان الكثير من نظمه تعافت من امراض الطفولة السياسية من احتكار للسلطة وفصل بين السلطات لكن ليس بشكل مطلق يتعارض مع مصالحه ... وأدل الشواهد على ذلك العدوان على العراق الذي جاءت حيثياته منع النظام العراقي برئاسة الرئيس السابق صدام حسين من امتتلاك اسلحة الدمار الشامل و اثبتت ايام بعد ان قامت الدنيا ولم تقعد بأن كل تلك الاتهامات محض افتراء ... حيث كانت العين على بترول العراق المتدفق كالشلالات ...لا لإنقاذ العراق من براثي الديكتاتورية كما زعموا .... برغم صحيح الادعاء ولكن كلمة حق أريد بها باطل !!!!


( 2 )

التدخل في العراق جاء تحت شعارات برّاقه جداً لتخليص الشعب العراقي من الديكتاتور ( المتهور) على حسب ما رسمت الالة الاعلامية ( الصهيونية ) التي صممت لذلك .. وعلى ذات المنوال وعند بدايات التسعينات من القرن الماضي حين حدث التغيير في السودان وخرجت الثورة الوليدة بشعاراتها الثورية التي أخرجت السودان من العباءة الامريكية ...التي حاربتها بكل ما تملك من نفوذ بدءاً من الحصار الدبلوماسي ثم الاقتصادي االى الهجوم على مصنع لانتاج أدوية الاطفال بصواريخ كروز .... لا يعول بعض الاخفاق السياسي الذي حدث لنظرية المؤامرة .... ولكن واضح الاستهداف للسودان الزاخر بامكانات كبيرة يمكن ان يستفيد منها العرب كافة . سقطت الاقنعة الغربية التي تدعي البراءة بخروج الشعوب في ثورات للتغيير والاصلاح السياسي الوطني ... حيث تمتلك تلك الشعوب رصيداً ثورياً من تاريخ مجيد ... وتجارب عميقة . فالحكام مهما كانوا من فساد ... هم افضل من استعمار جديد يأتي من الشباك بشعارات تناسب طموحات الشعوب التي تتوق الانعتاق والحرية ولكن تلك الحريات موسومة بتقاليدنا الشرقية العتيقة والمتطورة دون تعقيد ودون ابتذال واضح ... وهذا يأتي من عبقرية ديننا الحنيف الذي يبتغي الوسطية!!!!


 ( 3 )


 حارب ( الغرب ) السودان بطرائق شتى ولكن قيادة السودان والتي اتخذت منهجاً تنادت له جماهير الشعب السوداني و تحملت معه كل ظروف الحصار والضغط الاقتصادي والسمعة السيئة التي حاول ( الغرب ) بشتى الافلام إلصاقها بالحكام من اهدار لحقوق الانسان والقتل الجماعي و الاغتصاب ومضت السفيتة رغم كل الرياح الهوجاء ليس لان الحكم في السودان يمتلك ترسانه اسلحة وقوة امنية باطشة ومفاصل ديكتاتورية تعد انفاس .... لا اعتقد برغم ان الحكم في السودان ليس ملائكياً وهو يحاول ان يطور أمكاناته السياسية والاقتصادية والاخلاقية للوصول الى افئدة الجماهير ... وحين حاول لويس أوكامبو ان يلصق اتهاماً ملفقاً اخر للبشير بأنه يمتلك مليارات من الدولارات في البنوك البريطانية جاء الرد منهم ... بحيث شهد شاهداً منهم ان البشير لا يملك ارصدة في بريطانيا وهذا الحديث عار تماماً عن الصحه !!!

في حديث تلفزيوني سُئل البشير عن احد اسنانه ( المكسورة ) فأجاب أنه حين كان طالباً يعمل في الاجازة المدرسية حتى يوفر مصاريفه الدراسية وقع الحادث أثناء العمل وانكسرت سنه وتركها حتى لا ينسى أيام العناء ... اللبيب بالإشارة يفهم !!!!

كاتب وصحفي سوداني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد