صفقة اسرائيل مع حكومة جنوب السودان ؟

mainThumb

27-03-2011 11:49 AM


هدد باقان أموم ( السبت 12 مارس 2011 ) بوقف تصدير النفط الجنوبي عن طريق بورتسودان , والبحث عن طرق جديدة لنقل النفط الجنوبي , الي الاسواق العالمية , بعيدأ عن شمال السودان ! وذلك عقابا لنظام الانقاذ لتامره للاطاحة بحكومة جنوب السودان , بدعمه للمنشق اللواء جورج اثور , وغيره من قادة المليشيات الجنوبية المعارضة للحركة الشعبية ! قد يكون باقان اموم عنصريأ !

ولكنه ليس بساذج ! كما انه ليس بغافل الفيتوري ! وهو يعرف , حق المعرفة , أنه لا يستطيع وقف تصدير النفط الجنوبي عن طريق بورتسودان صباح اليوم , ليبدأ في تصديره مساء نفس اليوم عن طريق ميناء لامو , علي المحيط الهندي , في كينيا ! يعرف باقان اموم ان بناء خط انابيب جديد ( بديل لخط انابيب بورتسودان ) لتصدير النفط عن طريق ميناء لامو سوف يستغرق اكثر من خمس سنوات !

وان بناء خط انابيب لامو , وطوله حوالي 1600 كيلومتر , سوف يكلف اكثر من بليون ونصف البليون دولار ! لا تملك خزائن حكومة جنوب السودان , حاليأ , علي دولار واحد منها ! كما انه يعرف , وحق المعرفة , انه ومواطنيه في دولة جنوب السودان , لا يستطيعون شرب نفط الجنوب في بطونهم الخاوية ! أذن لماذا يطلق باقان اموم هذه التهديدات الديكورية التي تفقده اي مصداقية وجدية , امام مواطنيه اولا , وامام ابالسة الانقاذ ثانية ؟ دعنا نتعرف علي السبب ليزول العجب ! خط انابيب لامو ؟ قدمت شركة تويوتا اليابانية عرضا مفصلا لحكومة جنوب السودان , لبناء خط انابيب لامو , بطول حوالي 1600 كيلومتر , وتكلفة حوالي بليون ونصف بليون دولار , ومدة تنفيذ تمتد لحوالي 5 سنوات , بعد الانتهاء من الدراسات الاولية , لرسم مسار خط الانابيب من مناطق الانتاج في الجنوب الي ميناء لامو علي المحيط الهندي ! الدراسات الاولية ربما استغرقت حوالي 3 سنوات اضافية ! ليكون عمر المشروع الكلي من طقطق لبدء تدفق النفط ما لا يقل عن عشرة سنوات , علي احسن الفروض !

 ولكن عشرة سنوات في حياة الامم تمر كما تمر رمشة العين في حياة الافراد ! ولكن ما لهذا قصدنا بتناول هذا الموضوع ! في بالنا امران حيويان : الامر الاول : تقف ادارة اوباما ضد مبدأ بناء خط انابيب لامو البديل ! ذلك ان ادارة اوباما تقدر ان من مصالحها الاستراتيجية ان : + تكون العلاقة بين دولة جنوب السودان ودولة شمال السودان علاقة ودية , لتجنب الحرب , وكسب الوقت لبناء هياكل دولة جنوب السودان من عدم ! + تستمر دولة شمال السودان دولة متماسكة اقتصاديا , وامنيأ حتي لا تصير مفرخة اخري لفيروسات القاعدة واخواتها , كما المفرخات في اليمن والصومال !

وتهدد بذلك , ليس فقط دولة جنوب السودان الجديدة , وانما منطقة القرن الافريقي ومنطقة شرق افريقيا ! + حرمان دولة شمال السودان من رسوم عبور النفط الجنوبي ( حوالي بليوني دولار في السنة ) من خلال عدم استعمال خط انابيب بورتسودان , بالاضافة الي حرمانها من النفط الجنوبي الذي لم تفطم منه بعد كلية , سوف يقذف بها الي حافة الهاوية الاقتصادية , وينتج عنه تفلتات امنية داخل دولة شمال السودان , تؤثر سلبأ علي دولة جنوب السودان , والفضاء الاقليمي ! + خط انابيب بورتسودان والمصافي الملحقة به , في دولة شمال السودان , بلغت كلفته مليارات الدولارات !

ومن السفه ترك هذه الصروح الاقتصادية للصدأ , الذي تذروه رياح الخماسين ! وبما يؤلب دولة شمال السودان ضد دولة جنوب السودان الوليدة , ويقود الي الحرب ! الامر الثاني : الامر الثاني يتعلق بطبخة شيطانية , حسب ما اوردت جريدة الجريسلوم بوست ( الجمعة 4 فبراير 2011 ) !

أشرف طباخان ماهران علي اعداد طبخة شهية , قدماها علي طاولة الرئيس سلفاكير والرئيس نتن يا هو , رئيس وزراء اسرائيل ! لا يزال الرئيس سلفاكير مترددا بين ان ياكل من هذه الطبخة فورأ ؟ وبين التريث شيئأ , فربما اعد له شقيقه الرئيس البشير طبخة , أشهي وامتع , وافيد ؟ قرر الرئيس سلفاكير الانتظار ... أنا لمنتظرون ؟ الطباخان هما : + أوزي اراد ... مستشار الرئيس نتن يا هو لشئون الامن القومي , ورئيس مجلس الامن الوطني الاسرائيلي , وثاني اقوي شخصية في اسرائيل ! والمرشح حاليا ليكون سفير اسرائيل في المملكة المتحدة ! وقد عمل اوزي اراد لمدة اكثر من عشرين سنة كجاسوس في الموساد الاسرائيلي ! وهو الذي اسس مؤتمر هرزليا السنوي , الذي يجمع كل سنة زبدة الزبدة من العقول الاسرائيلية , والعالمية لعصف فكري في شتي ضروب السياسة والعلاقات الدولية ! والذي شارك البطل عبدالواحد النور في احدي جلساته في عام 2009 ! + روجر ونتر ... الثعلب الامريكي والمستشار الخاص للرئيس سلفاكير !

 يطلق عليه الجنوبيون لقب ( عم روجر ) ! وهو يعمل دون أجر ! تتكفل حكومة جنوب السودان , فقط , بمصاريف مسكنه وماكله ومشربه وتنقلاته ! ومن هنا تنبع قوة تاثيره علي الرئيس سلفاكير !

 وقد كان يعمل , قبل تقاعده , في وكالة المعونة الامريكية ! العم روجر يطلق علي ابالسة الانقاذ ( العصابة ) : The brutal cabal ويؤمن العم روجر بان الابالسة مجموعة من الافاعي , والثعابين , والعقارب , والجعارين السامة ! ويشير اليهم احيانا ب ( الدراكولات مصاصي الدماء ) !

 اجتمع الطباخان في منزل اوزي اراد في ضاحية افيكا , شمال تل ابيب , لتوضيب الطبخة الشيطانية ! يمكن تلخيص الطبخة الشيطانية , كما يلي : + تلتزم اسرائيل بتحمل كافة مصاريف دولة جنوب السودان طيلة العشرة اعوام المقبلة , ابتدأ من وقف تصدير البترول الجنوبي عبر البوابة الشمالية , وحتي تدفق البترول في انابيب خط لامو البديل ! خلال هذه الفترة يتم تشميع ابار البترول الجنوبية ! ويتم ايقاف الضخ منها , حتي استكمال بناء خط انابيب لامو ! + تلتزم اسرائيل بتحمل كافة مصاريف تكلفة بناء خط انابيب لامو , بما في ذلك تكاليف الدراسات الاولية ! وان تعمل الشركات الاسرائيلية المتخصصة كمهندس استشاري للاشراف علي المقاول الرئيسي ( شركة تويوتا ) ! + تلتزم اسرائيل بمد حكومة دولة جنوب السودان بمعظم احتيجاتها العسكرية , بما في ذلك دبابات الميركافا الاسرائيلية , وصواريخ مضادة للطائرات , وصواريخ مضادة للدبابات , وطائرات بدون طيار , ومدرعات , واسلحة خفيفة متنوعة ! وكذلك بالخبراء لتدريب عناصر جيش دولة جنوب السودان , علي استعمال المعدات العسكرية الاسرائيلية ! + في المقابل وحسب الصفقة , تلتزم دولة جنوب السودان بمد اسرائيل بربع النفط المصدر كل سنة , بحسب اسعار يوم توقيع الصفقة , والي ان تنتهي مديونية دولة جنوب السودان علي اسرائيل , علي ان لا تقل فترة السداد عن عشرة سنوات ! بهذه الصفقة , تصبح دولة جنوب السودان رهينة في ايادي اسرائيل ! وبالتالي الطفل المدلل لامريكا ؟ وربما ضمنت ادارة اوباما هذه الصفقة , حتي لا تضيع حقوق اسرائيل لسبب او اخر ؟ دخول اسرائيل في هذه الصفقة , ربما أرغم ادارة اوباما علي تغيير موقفها من مشروع خط انابيب لامو 180 درجة !

موعدنا الصبح لنري ! اليس الصبح بقريب ؟ في هذا السياق , لا باس من سرد حكاية الشيخ شخبوط ! الشيخ شخبوط ؟ نصيحة اسرائيل لحكومة جنوب السودان , لمعاقبة الابالسة , بتشميع ابار النفط الجنوبية حتي الانتهاء من بناء خط انابيب لامو ! تذكرنا بحكاية الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان , حاكم إمارة أبوظبي من عام 1928 وحتي عام 1966 ! في عهده , وتحديدا عام 1962م ، بدأت أبوظبي ثورتها الصناعية ، بتصدير أوّل شحنة من البترول الخام ! واستبشر سكان الامارة خيرأ ، ولكن الي حين ! بعائدات البترول , اشتري الشيخ شخبوط ما ملأ غرفة كاملة باللؤلؤ ! ثم غرفة كاملة بالذهب ! ثم غرفة كاملة بالجنيهات الاسترلينية ! بعدها صار الشيخ يقذف بعوائد البترول في البحر , ليبعد الطمع عن سكان الامارة ! ثم أمر شركات النفط العاملة في الامارة بوقف ضخ البترول , وتشميع ابار النفط ! استهجنت الحكومة البريطانية طلبه ! فعملت علي عزله واحلال شقيقه الشيخ زايد محله ! وتم نفيه الي بيروت عام 1966 , رجع بعدها الي العين , حيث توفي عام 1990 ! يا تري , اذا امر الرئيس سلفاكير بتشميع ابار النفط الجنوبية , هل يتامر عليه رياك مشار , ويحل محله ؟ كما فعلها الشيخ زايد مع شقيقه الشيخ شخبوط ؟ أم ان سحر اسرائيل باتع ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد