مماسح الزفر

mainThumb

28-05-2011 03:13 PM

ربما لا أكون أول من استعمل هذا العنوان ، لكني أجزم بأنني أول من اجتهد في ايراد المعاني على من تنطبق عليهم هذه التسمية .. ومماسح الزفر اصطلاح قد لايكون أردنيا بحتا ، فقد يكون شاميا او عربيا لكنه يلتقي في بعض معانيه مع مصطلح " المرمطون " عند المصريين او يتشابه الى حد ما مع مصطلح " أمعة " عند العرب بشكل عام ..



 وأراه من وجهة نظر شخصية مصطلحا ينطبق على تلك الفئة من " الذكور الآدميين " الذين لم يرتقوا بعد الى مستوى الرجولة المعتدة بنفسها الغيورة على كرامتها وسمعتها ، فهم فئة " .. ضالة " تتحرك في نطاق لجام تٌربط به فلا تتعدى نطاقه الاٌ بما يسمح به اسيادها ؟ طبعا وكما هو معروف لدى الجميع لا يشترط سن معين لهؤلاء ، فقد يكون الممسحة شابا مفتول العضلات بهي الطلعة وقد يكون متقدما في السن لكنه تمرس الهوان وشرب من نبع المسكنة الذل والهوان وتعود من كثرة المرمطة على الانبطاح تحت الاقدام ، وقد يكون ذكرا وقد يكون " انثى أسد " .. لكن هذه الصفة قليلة الانتشار بين الاناث بحكم تكوين مجتمعنا وتتفاوت من وطن الى اخر .




 " مماسح الزفر " فئة من الناس اعتادت فرش اجسادها مماشي لمالكي النعم والسادة المنفقون طمعا في المغانم والامتيازات العديدة والكثيرة أن على مستوى الوظيفية أوعلى مستوى المعيشة اونيل ألق زائف زائل . " مماسح الزفر " فئة مطيعة لا تعصي امرا ولا تقول " لا " حتى في تشهدها لأنها اعتادت ال" نعم" املا في مزيد من المنافع وأشباع الجشع وحشو الجيوب وتعزيز الارصدة .




 " مماسح الزفر " فقراء كانوا ام اغنياء ، اميون أم متعلمون لا فرق يتدثرون بأثواب اسيادهم سعيا وراء " منظرة " تضفي عليهم هيبة مصطنعة وتمكنهم من حصد وجمع المكاسب من المال الحرام والدخل غير المستحق .. بالمناسبة اعرف شخصا كان يستأذن سيده لأستخدام عطره المفضل كي يتنسم عبيره عندما يغيب عن ناظريه !؟




" مماسح الزفر " ملطشة لأسيادهم وعوائلهم ولكل من يتحزمون بهم .. فهاهم يحفظون النكات ويرونها عساهم يسلون الأسيادهم ساعة الضجر والزهق ، فقد اعتادوا على البهدلة و " تنعلت " جلودهم ولم تعد وجوههم تحمر خجلا او تتصب عرقا من الشتم والاهانة بل يرسمون أبتسامة فرح على شفاهم لأن كراماتهم كانت ميادين نفَس الاسياد غضبهم فيها ؟




" المماسح " أكباش فداء لفساد وانحراف الاسياد ونزواتهم ، وسواتر تتلقى الصدمة والفضيحة عنهم ، فبعضهم يوقع على هبرة او يعطل مصلحة او ينجز عملا او يتحمل تقصيرا نيابة عن سيده الذي يعده بالحماية وأو بالتعويض عما قد يلحقه من اضرار .. وكم من سيد حنث بما وعد ؟ وخرج " عبده " المطيع بسواد الوجه . ؟ ومنهم من يسهل متع الدنيا ويسهل ألتهام " الفرائس " سبيلا لأرضاء السادة واملا في نوال نصيب مجاني منها .! ومنهم من يٌهرع الى المطارات حاملا الجوازات والحقائب لأنجاز معاملات السفر والعودة وأحيانا لأستقبال وانجاز معاملات الخادمات .




 " المماسح " ألسنة تلهج بالدعاء ثناء على الاسياد وكرمهم الذي لا ينضب فتمتد خدماتهم الى أسرهم لتشمل البنين والبنات والزوجات والحموات والاباء والامهات وكذا قيادة السيارات وتامين احتياجات المنازل من الغذاء والدواء ومن ادوات التنظيف .. والاشراف على الحفلات واستقبال المدعويين .. بل ان بعضا منهم يصطحب الكلاب في نزهة كي تقضي حاجاتها ؟




خلاصة القول ان ممسحة الزفر نفر من الخلق اعتاد الكذب والنفاق يرى ان مصلحته فوق كل اعتبار.. ومن صفاته انه لا رأي له الا بما يرضي غيره .. يتقن التلوَن حسب مقتضيات الحال ويساير اسياده احبهم ام بغضهم .. ويعيش طيلة سني عمره خسيسا ذليلاً منبوذا من الناس اجمعين . والله من وراء القصد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد