المسفر أذ ينتصر للأردن والأردنيين

mainThumb

02-06-2011 03:02 PM

 لله درك د . محمد صالح المسفر أيها العزيز العربي الأبي .. فقد نُبت عنا في التصدي لمأفون أعمى الحقد بصره وطمس اللؤم بصيرته ينعق كالغراب متوجسا خيفة من فكرة انضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي ، فرسم فرضيات وهمية لمستقبل هذه العلاقة ، فرضيات تنبع من أفق ضيق لم يقرأ صاحبه جيدا ما يجري حولنا وما يتهدد مستقبلنا ولم يع بعد أهمية اكتمال " الهلال " في المنطقة ليعوَض مرحليا تراجع دور الجامعة العربية التي اضحت مؤسسة ديكورية لا وزن لها عربيا ولا دوليا وليصبح قوة تحمي نفسها من المخاطر الجاثمة على انفاسها وتتهددها دونما رحمة ،.. قوة تنادد الثالوث المحيط بنا ايران .. تركيا واسرائيل ، وتحد من أطماع واشنطن ومن يدور في فلكها وينجر وراء رغباتها وأوامرها.
 لا استوعب أيها العزيز المسفر كيف لكاتب مثل " ذاك " مازال يتلحَف بالحماية الاجنبية ويتباهى بتواجدها سيدة للمنطقة همها تفتيت دولنا اشلاء وتمزيق كرامتنا وتأديبنا شعوبا وحكومات وافساد ناشئتنا بأفكار ومسميات تشغلهم عن الاعتداد بعروبتهم ودينهم وتسعى الى أعادة شعوبنا الى ساحة الميكوفونات و النضال عبر الانترنت وأفشاء البغضاء بيننا من اجل اسرائيل وأمنها ومن اجل نهب ثرواتنا !
ألا يستحي مثل هؤلاء الكتاب مما يقترفون بحق انفسهم وأوطانهم وامتهم ؟ ألا تقشعر ابدانهم من مشاهدة " المارينز " يجوبون شوارع بعض عواصمنا تدوس أقدامهم مصادر ارزاقنا وعنفوان عروبتنا . ؟ اين حماسة البدوي وشهامة العربي وفروسية الرجال الذين يأبون الذل والعار ويذودون عن الاوطان بالغالي والنفيس ؟ لا ندري ايها الأخ الكبير ماذا نفعل نحن الاردنيين لأرضاء بعض العرب ؟ ولا ندري هل نسيوا ام تناسوا ما الذي فعلناه من أجلهم وما قدمناه لشعوبهم جيلا بعد جيل ! هل نسي بعض هؤلاء كم من مواطنيهم تتلمذ وتدرب على اياد وخبرات اردنية !؟
هل نسى مثل " هذا الكاتب " دور الأردنيين في بناء وانشاء وتأسيس نواة جيوش واجهزة امنية ومؤسسات تعليمية وصحية وتقنية وقضائية خليجية ؟ وهل نسي ونسي ونسي والقائمة تطول عندما دفع الاردن بقواته لحماية الكويت من أطماع عبد الكريم قاسم عشية استقلالها ؟ لماذا لا يسأل العوائل الكويتية الشقيقة عن سر ايفاد ابنائها وبناتها الى الجامعات الاردنية بالذات ؟ هل يعلم ان اعداد طلبة الكويت في جامعاتنا يزيد سنويا عن خمسة الآف تشكل اعلى نسبة من بين الطلبة العرب ؟ لم لا يسأل المستثمرين الكويتين كم يبلغ حجم استثماراتهم في الاردن في " أرضنا الجدباء " الا يعلم ان حجمها هو الاكبر قياسا بأستثمارات باقي الجنسيات وانها تزيد عن تسعة مليارات دولار ! وأسمع ايها " الكاتب " ما قاله ذات يوم سفير الكويت السابق الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح حول هذا الموضوع : " ان الاردن بلد امن وجاذب للاستثمار ، وقوانينه ولوائحه تشجع المال الجبان ان يكون شجاعا في الاردن .. " اسأل شركة " زين " للهواتف النقالة ذات الثلاثة ملايين مشترك كم تجني ارباحا سنوية من السوق الاردنية .. أسأل مئات الالوف العرب المشارقة والمغاربة منهم لم يفدون للعلاج في الاردن ؟ ألا تعلم ان اول عملية ناجحة في الوطن العربي لزرع كلية كانت في الاردن عام 1972 ؟ والا تعلم يا هذا ان اول عملية ناجحة لزراعة قلب في المنطقة كانت في مدينة الحسين الطبية ؟
 اقرأ ما كان يكتبه السفير الشيخ فيصل الحمود الصباح في الصحافة المكتوبة والالكترونية ابان عمله في عمان عن الاردن وطنا وقيادة وشعبا .. لعل الله يهديك سُبل الرشاد ويتوب علينا من حقد " فؤادك ".
 وألاَ تعلم ان اكثر من 61 ألفا من قوات الاردن المسلحة شاركوا منذ عام 1989 وما زالوا بقوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في بؤر الصراع في العالم بينما نظرائهم في دول أخرى ينعمون بحماية مشبوه ؟ في جلسات صفاء دافئة في تشرين ثاني " نوفمبر " 2001 كنت ضمن وفد اعلامي اردني رسمي زار الكويت بدعوة كريمة من وزارة الاعلام ، بعد عودة المياه الى مجاريها بين الشقيقتين الاردن والكويت وبعد ان هدأت النفوس وتفهم كل جانب مواقف ومبررات الجانب الاخر ، يومها باح جلساؤنا ومضيفونا الرسميون منهم وغير الرسمين وزملاء المهنة غير مرة بما يكنونه للأردن من محبة مخزونة في أعماقهم وتغنوا بأمنه ونظافة ناسه ومجتمعه وتقارب عادات اهله مع " اهلنا " في الكويت وان بعضهم او بعض معارفهم اشترى منازل وشققا و اراض للبناء في شتى مناطق المملكة وقالوا انهم يفضلون الاصطياف فيها وايفاد ابنائهم للدراسة فيها .. بل ان بعضهم تحدث عن مصايف ومواقع تنزه اردنية لا يعرفها بعض الاردنيين ؟
حدثنا بعض جلسائنا أنذاك عن قصة المحاسب الاردني الذي كان يعمل في احدى الشركات الكويتية الكبرى واظنها شركة صرافة .. الذي ذهب الى البنك لأيداع مئتي ألف دينار كويتي اي ما يعادل نصف مليون دينار اردني الاَ ان الحظ لم يسعفه بالوصول الى البنك في الموعد المحدد فذهب الى بيته بعد التنسيق مع مديره على ان يعود الى البنك باكرا .. لكنه عندما أصبح كانت القوات العراقية قد احتلت الكويت لتبدأ بعدها الجاليات بالرحيل حفاظا على حياتها من المجهول وكان صاحبنا المحاسب احد هؤلاء فعاد الى الاردن يحمل امانة عجزت عن حملها الجبال .. المفاجأة كما قال مضيفونا كانت لا تصدق لدى صاحب الشركة الذي نهبت شركته جراء الاحتلال عندما جاءه اتصال من " محاسبنا " يبلغه فيها ان وديعته في امان وجاهزة للتسليم ؟؟ وهذا ماكان ! يومها قال صاحب المال للأردني اطلب ما تشاء وسمَي المكافأة التي ترضيك .. لكن ابننا اكتفى بكلمة " شكرا " ! هذه هي الاخلاق الاردنية وهذه شيمهم الممزوجة بالوفاء والاخلاص ، المعطرة بالامانة والايثار يا كاتب " المارينز " .
 كلكم يعرف في الكويت وفي غيرها ان هامات الاردنيين مرفوعة على الدوام وأن اعتزازهم بأردنيتهم لا تُجارى واخلاصهم لا يُضاهى وأنهم يرفضون العمل في وظائف تنال من سمعتهم ويأنفون من مهن تتهافت عليها جنسيات اخرى .؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر الا تعلم يا " فؤاد " ان الاردن يستضيف حوالي 750 ألف عربي على اقل تقدير جاؤوه بحثا عن الامان ولقمة العيش الشريفة الشريفة الشريفة .!
حدثني منذ مدة صديق كويتي قائلا ان صورة التعليم في بلده اهتزت وتدنى مستواه عقب رحيل اعداد كبيرة من المعلمين والمدرسين الاردنيين من شتى منابتهم بعد غزو الكويت وان الحكومة انتبهت الى ان معظم مدرسي الجاليات الاخرى مهملون في واجباتهم ولا هم لهم الا جمع المال وبشتى الوسائل وانهم من ابتدع فكرة الدروس الخصوصية وسيلة للأرتزاق ؟ وقال ان ذلك دفع الحكومة الكويتية مجددا للتعاقد مع الاردنيين .. اعتقد ان هذا " الفؤاد " ربما تتلمذ على ايدي اردنيين لم يوفهم التبجيلا لخسة فيه أو لأنهم كانوا يتتبعون كسله ويضبطون سلوكه ! . والله من وراء القصد
 
- marabandah2002@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد