الأعلام الرسمي بين مطرقة البخيت وسندان المرجعيات

mainThumb

13-06-2011 05:31 PM

فاجأنا تذمر رئيس الوزراء معروف البخيت قبل ايام من قصور الأعلام الرسمي في التواصل مع الناس ، "وانه ليس لدينا فريق لتسويق منجزات الحكومة خلال هذا الوقت القصير من عمرها " دولته يعرف أكثر من غيره ان الأعلام الرسمي مغلول اليدين .. معصوب العينين .. مقيد الرجلين ويأتمر بما يفرض عليه ويمرر اليه وانه تحول في غالب صنعته الى " بوسطجي " ووسيط بين المواطن و " المسؤول " ؟ وغدا يسير عكس السير ويجدف ضد التيار ففقد صدقيته التي كانت عنوانه يوما ما وتدثر برداء لا يقيه برد الشتاء ولا قيض الصيف !؟ فهو مغلول اليدين لايملك سوى سلطات أسمية تزين هيبته امام الناس يتحاشى الاصطدام بحثا عن المعلومة التي قد تقلق مسؤولا او تحرج كبيرا ولا يقوى حتى على رش الملح على جروج المخطئين والخطائين من المتنفذين وأصحاب السطوة .. بل عودوه على ذر الرماد في العيون وتنفيذ ما يُملى عليه . وهو معصوب العينين لأنه لا يرى ألآ بعيون غيره ممن اقتحموا ابوابه دون دراية بصنعته او معرفة بأسرار مهنته ووممن لا ينتمون الى جسمه لكنهم زعموا الحرص على مصلحة الوطن أكثر من ابنائه فقتلوا عندهم همة المبادرة والرغبة في العمل وحولوهم من ارباب مهنة الى مجرد ادوات تنقل " اخبارا " !؟ وهو مقيد الرجلين لأنه لا يجرؤ على تخطي الحدود المرسومة له الأ ما يتعلق منها بتلميع مسؤول او ترويج صاحب سطوة او تزيين فعل يستغفل الناس ومداه مرهون بالمساحة التي يسمح له بالتحرك في نطاقها ، وكلنا يذكر كيف بح صوته ونفدت احباره وهو يتحدث عن ديموقراطية انتخابات 2007 البلدية منها والنيابية ؟؟ التي ثبت فيما بعد انها كانت اكبر كذبة " لعرس " انتخابي في تاريخ المملكة ؟ الأعلام الرسمي فقير ، موارده محدودة متواضعة ينفق أكثر من ثلي موازناته على الرواتب ولم يعد قادرا على مجاراة أعلام دول اخرى انجازا ورسالة وتقنية .

العاملون في الأعلام الرسمي يا دولة الرئيس وانا تربيت في بيته وتتلمذت على ايدي أساتذته مسكونون بمخافر تشكم ابداعاتهم وتحبط مبادراتهم وتئد تفانيهم .. مخافر اكتسبوها بالممارسة والأتعاض بما جرى لغيرهم فتراهم يقلَبون المعلومات والأفكار بين أيديهم يشاورون ويتشاورون حولها خوفا من المساءلة ؟؟ فكم من سبق صحفي فات على الاعلام الرسمي لأن من ناله او حصل عليه خاف الملامة او التقريع او " الأستدعاء " او الأنذار او ألأبعاد أوالنقل أوالحرمان من الترفيع والعلاوة .. وما الى ذلك من ألوان الترهيب ؟ كم من سبق ضاع على الاعلام الرسمي تحسبا من سطوة مسؤول او تسترا على زلات صاحب نفوذ ؟ وكم من معلومات شوهها مسؤولون أو مقتدرون اومتسلطون تحمل نتائجها السلبية ؟ وكم من أخبار او معلومات اذعيت او نشرت ونسبت اليه لم يكن يعلمها الا بعد النشر والأذاعة ؟ وكم من مسؤول ناب عن كوادر الاعلام الرسمي في صياغة الاخبار وتمرير المعلومات ؟ او نفي اخبار تراجع عنها مسؤولون جراء ملامة او معاتبة او غير ذلك .. فحمَل الوزر له ؟ الأعلام الرسمي يا دولة الرئيس يعاني الأمرين من تعدد مرجعياته فتجده تارة يتخبط واخرى يتعثر لأنه يحتار بأمر من يأتمر ؟

وبدلا من ان يكون مصدرا للكفاءات كعهده دائما اصبح مستوردا لها .. ببساطة يا دولة الرئيس صار الاعلام الرسمي بلا هوية مهنية .. متذبذب الأداء متعثر الخطى بسبب الوصاية المفروضة عليه . ألا تذكر تصريحاتك لي يوم 19 / 5 / 2009 لصحيفة المدينة الأسبوعية عندما سألت دولتكم عن اعلامنا الاردني ؟ لقد قلت وبالحرف الواحد : " بشكل عام اعلامنا يحرز تقدما ولكن هناك من خربه ويعمل على تخريبه .. ان بعض الأقلام التي تنقاد بسهولة خطر على البلد وسمعته .. لقد مررنا بتجربة غير مريحة عندما قسموا الاعلام ووتروا المجتمع ، وكل ذلك كان بتأثيرات خارجية عن الأعلام انت تعرفها أكثر مني .. وأظهروا قدرا كبيرا من عدم المسؤولية ودار تراشق وسباب وتبادل للكلمات البذيئة مما أثر على صورة الأعلام في المجتمع . " ويومها قلت ايضا : " اننا نرفض ان يكون هناك اقلام تكتب بأسم فلان او علان ليستتروا وراءها .. وبأمكانك ان تسأل هؤلاء من كان يمرر ويورد لهم المعلومات اومن كان يكتبها لهم . " فهل تعتقد يا دولة الرئيس ان الأعلام الرسمي في منأى عن مثل هذه الممارسات ألان ؟ وهل ستعمل على انتشاله مما هو فيه وتعيده الى واقعه المأمول ودوره المعهود قبل ان تشتكيه ؟ ارجو ذلك . والله من وراء القصد ،

Omar abandah2002@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد