أبرز ما في العيد .. الفرحة والسرور

mainThumb

05-11-2011 11:57 AM

الحمد لله الذي مَنَّ علينا بيوم عظيم وعيدٍ كريمٍ ، ختم به أياما معلومات، وتوَّج به ليالٍ مباركاتٍ، والصلاة والسلام على سيدنا القائل: "أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ"، ورضي الله عن الصحابة والتابعين وعن تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد؛ فلمّا قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:

 " ما هذان اليومان ؟ " قالوا : يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : "إن الله قد أبدلكم بهما خيرا ، منهما يوم الأضحى ، ويوم الفطر". لقد أبدلنا الله بيومي اللهو واللعب هذين يومي الذكر، والشكر، والمغفرة، والعفـو ... وكلُّ يوم منهما هو فرح وبشر وسرور ، يوم حمدٍ لله على التوفيق للطاعة، يوم حُرِّمَ صيامه ، ففي صحيح لبيخاري عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فقال:
هَذَانِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَنْ صِيَامِهِمَا يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ ، وَالْيَوْمُ الْآخَرُ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ". يعني يوم الأضحى. يوم العيد ينبغي للمسلم أن يظهر فيه بأجمل لباس، وأن يتطيب ، وأن يُظهر البشر والسرور ، فقد روى الحاكم في مستدركه عن الحسن أنه قال: أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد ، وأن نضحي بأسمن ما نجد". ومن تمام السرور يوم العيد أن يعفو المسلم عمن ظلمه، وأن يصل مَنْ قطعه ، وأن يُطهِّر قلبة من الغِّل والحقد والبغض، وأن يسعى بالإصلاح بين المتخاصمين ، وأن يزور رحمه وأقاربه ... وأن يخفض جناحيه ذلاًّ ورحمة ورِّقة لوالديه، يتادب معهما، ويسعى لمرضاتهما، ويسمع نُصحَهما ... وأن يتذكر اليتامى والمساكين بالصدقة والإحسان والعطف والمودة ، وبكل ما يُدخل البهجة والسرور إلى قلوبهم ... إنَّ أعيادنا أعيادٌ مباركة تتم فيه السعادة ما دمنا بأحكام ديننا ملتزمين، وبسنّة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ متمسكين ، ولمستقبل أمتنا عاملين ... إنّ العيد هو الذي يعود على المسلمين وقد تباعدوا عن كلِّ ما يغضب الرحمن، وأقبلوا على صالح الأعمال بصدق وإخلاص.... وكل يوم نقطعه في طاعة الله تعالى ، وذكره ، وشكره فهو عيد ، وكل يوم لا نعصي الله تعالى فيه فهو عيد .... فهلا تصافحت قلوبنا كما تتصافح أيدينا لنقضي على الفرقة وأمراض القلوب ... ؟! وهلا تحلينا بأحسن الأخلاق كما نلبس أفخر الثياب لنكون أجمل أمة على وجه الأرض ...؟! أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ، وأن يُعيد علينا العيد وقد تحقق لأمتنا النصر والعِزَّ والرَّخاء. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد