جامعة الطفيلة التقنية

mainThumb

26-11-2011 08:29 AM

قبل عام 2005 كانت حلما يساور الجميع لتكون مظلة للعلم، تعزز من قدرة الشباب على استكمال دراستهم في أجواء من الطمأنينة، لوجودها وسط مناطق الطفيلة

هذه الجامعة التي ساهم في إيجادها في المحافظة أكثر من طرف، كانت بدأت في تسارع نحو تشكيل نواة للإشعاع الثقافي والمجتمعي، لكنها وجدت رزقها مفتتا على عدة أفواه، تنتظر حظها من التنمية صابرة صبر أيوب

كل الفئات التي تعيش من خيرها اعتصمت وطالبت بالحقوق بعد أن أدت الواجبات، وهي اليوم أمام اعتصام للطلبة، يبدو انه من الشراسة بمكان، اذ صمد في وجه كل محاولات الاحتواء والتذويب التي تنشأ في العادة لوأد حراكات الشعب الحقيقية، التي غالبا ما توصف بأنها صورة لتدمير الوطن وقتل المنجزات

هذا الاعتصام الطلابي الذي تكرر غير مرة، لم يجد الرغبة الحقيقية من أصحاب القرار في توفير كل احتياجات الطلبة الى اليوم، ولم تتهيأ بعد القرارات المنصفة لحياة طلابية في هذا الجو الأردني المشحون بالمطالب والمصحوب بالدعوة لنيل الامنيات

وحين نقول أصحاب القرار فاءننا نلوم وزارة التعليم العالي التي لم تقف الى جانب هذه الجامعة الناشئة، ولم تشد من أزرها، فظلت تراوح بين قيام مشروعات بالتدريج والمرحلية، وبين إلغاء عطاءات ذات مساس بالحياة التعليمية فيها، تلك التي تحتاج الى قرارات تنصف الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، في سلة واحدة ، تستدعي التفاتة مالية، يحس من خلالها أبناء الطفيلة ان واقع الجامعة المتعثر قد تغير الى غير رجعة

حين كانت البداية، شهدت الجامعة في عهد رئيسها الأول نقلة نوعية لمسها الناس في توالي الأنشطة والمهرجانات، وتنوع الندوات والمؤتمرات، التي ما لبثت ان تراجعت، وتراجع معها بريق الجامعة الناشئة التي تبحث في الجنوب عن دور ومكان تحت الشمس

من هنا ينبغي على وزارة التعليم العالي، والوزيرة التي عادت من منتصف الطريق، بعد ان جاءت الزيارة للطفيلة متأخرة في توقيتها، أن توظف هذه الحراكات الطلابية في موضعها الحقيقي، لانجازات في الجامعة، وليس للتقليل من شأن هذه الاعتصامات والقائمين عليها، فالمطالب ليست كما قرأنا من تصريحات للرئيس بأنها تعجيزية، فالطلبة لم نسمع منهم طلبات لرحلات ترفيهية الى أمريكا، وما طلب أحدهم منحة للصعود الى القمر، لكنها في المجمل حقوقا لهم ولغيرهم من العاملين في الجامعة

نتطلع الى استجابات من الوزيرة، وتفسيرات معقولة من القائمين على الجامعة، ونرى في مثل قصة جامعة الطفيلة التقنية التي يؤشر غالبية المطلعين على تراجعها ، أهمية اتخاذ خيارات صعبة ، تحريكا للمياه الراكدة التي ان ظلت على حالها فالأمر سيزداد تعقيدا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد