فزاعة التوطين والوطن البديل

mainThumb

13-02-2012 10:16 PM

لقد كثر في الاونة الاخيرة تداول هذه الكلمات بشكل كبير سواء عبر المقالات المتعددة او من خلال المقابلات المتلفزة او في الدواوين الاردنية كما يقال بل ان  الموضوعين ارهقا كاهل المواطن الاردني لما لهما من تاثير نفسي على كلا الفصيلين الاردني الغربي والشرقي كما يحلوا للبعض تصنيفنا , ولو تمعنا في بعض المقالات لوجدنا انها تنقسم الى قسمين : القسم الاول من كتاب هذه المقالات الذين يزاودون على كل اردني وجزء منهم منح نفسه الوطنية الاردنية بل واحتكرها لنفسه فقط من خلال تصنيفهم للشعب الاردني لصنفين الاصيل و المجنس من اصول متنوعة منها الفلسطيني والشركسي والشيشاني والدرزي والعراقي والسوري ,واحلى طرفة تصنيف جديد للأخوة السوريين الى صنفين منهم الشامي والذي كان موجودا قبل ان تؤسس المملكة والاخر الطازة والذي اخذ الجنسية بعد التأسيس ,بل وصلت وقاحة بعضهم لتمس الاسرة المالكة وطالها ما طال الاخرين وافضل دليل على هذا تصدي صاحب السمو الملكي الحسن بن طلال حفظه الله بتعليقه على هذه التجاوزات قائلا انا واجدادي جئنا من الحجاز فهل هذا يعني اننا كذلك مشمولين في هذه التصنيفات, امل ان لا يصل هؤلاء الكتبة الى ما وصل البعض اليه وتجاوزوا كل الخطوط الحمراء لهذا الوطن بتطاولهم على الاسرة والنظام, اما القسم الثاني فهو الذي يقوم على تحليل المعطيات الموجودة في الاردن ويتكلم بكل جرأه ويضع الحقائق امام الجميع ويعرضها بشكل واقعي وحتى نكون واضحين فان الموضوع كله يركز على الاردنين من اصول فلسطينية حيث يصفه هؤلاء الكتاب بالموضوع الشائك , فموضوع الاردنيين من اصل فلسطيني مثلا هم ليسوا عشرة مواطنين والكلام هنا لمدير الامن الاردني السابق الجنرال مازن القضاة يمكن جرهم ونفيهم الى الجسر في حافلة صغيرة و ينتهي الامر عند هذ الحد , الامر يتعلق بنصف الشعب الاردني هذا ان لم يزد , من هنا لا بد من النظر الى الموضوع بعناية وعقلانية وايجاد حلول تقوم على الولاء والمواطنة الاردنية الصرفة بغض النظر عن الاصل او المنبت للجميع والتساوي بكل الحقوق وهذا لا ينقص الاخرين حقوقهم او دورهم او حتى ينقص الاردن من اردنيته العكس هو الصحيح , ولا بد من ان يتقبل  كلا الطرفين لبعضهما البعض.


ان تضخيم الامر وجعله بمثابة مؤامرة هو مزايدة ليست في محلها وجهل او تجاهل للتاريخ , فهذا التزاوج ما بين المجتمعين العربيين الفلسطيني والاردني ان جاز لنا بهذه التسمية لم يكن بخيار احد منهما وربما هي الحكمة الالهية التي ساقت الامور لتصل الى ما نحن عليه الآن , ولو عدنا الى التاريخ وللاسف هذا التاريخ محفوظ بارشيف الانجليز لوجدنا ان الاردن هو الذي يشمل فلسطين وليس العكس ,ولو تمعنا بمسمى شرق الاردن لوجدنا ان الاردن يجمع فلسطين والاردن وهذا كاف لكل العنصريين النتنين, وبعد الثورة العربية بقيادة المرحوم باذن الله الشريف حسين قائد ومؤسس الثورة العربية والذي تم خداعه من قبل الانجليز بتقسيم واحتلال الدول العربية وبوعد بلفور المشؤوم بدولة يهود في المنطقة , والذي يراجع هذا الوعد سيجد مفاجأة من العيار الثقيل وهو ان امارة شرق الاردن هي مشمول من ضمن هذا الوعد لليهود وهذا سبب اليافطة بالكنيست الاسرائيلي والمكتوب عليها ان اسرئيل حدودها من التيل الى الفرات اي ان الضفة الشرقية هي جزء من هذه الدولة المسخ لذلك علينا ان نعي تصريحات العنصري اليميني المتشدد نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان وما الذي يعنيه الاول بالتنازلات المؤلمة للعرب ؟,انه لا يفرق بل لا يعرف الا مسمى واحد هو عربي لا يوجد في قاموسه فلسطيني واردني فلنعي هذه الحقائق وننتبه الى وطننا , ان حنكة جلالة الملك عبد الله وحسن تعامله مع الانجليز وفهمه للامور في تلك الايام العصيبة استطاع استثناء الاردن من هذا الوعد المشؤوم او بمعنى ادق استطاع استثناء امارة شرق الاردن من هذا الوعد المشؤوم ,لذلك ان الفضل يعود بعد الله هو للهاشميين في وجود هذه الوطن الغالي الاردن والى نعمة الامن والاستقرار الذي ننعم به جميعنا والذي للاسف البعض لم يقدره بل ينكره و اصبح يتطاول عليهم وعلى عوائلهم دون ادنى خجل , ان قيام الاردن بضفتيه الغربية والشرقية هاتان الضفتان والتي استطاع الهاشميون المحافظة عليهما من براثن الانجليز واليهود والذي وصفهما المغفور له الملك حسين طيب الله ثراه برئتيه التي يتنفس بهما هما ركيزتان اساسيتان في تشكيل الشعب الاردني ,هذه حقيقة وليست خيال موجودة على الارض الاردنية والذي فرضها التاريخ والاحداث ولم تكن بخيار اي من الشعبين .

انني لا ارى مطلقا ما يسمى الوطن البديل هذه السمفونية التي يحلو للبعض ان يعزفها كلما ضاقت عليهم الامور لانهم فاسدون ناهبو هذا الوطن والمتصيدون لزرع الفتن لانها هي الضامن الوحيد الذي يبقيهم هم واولادهم في تبوأ المركز وسرقة خيرات هذا الشعب الذي ثار عليهم واصبح يطاردهم ليل نهار , الاردن باق ما دامت هناك حياة على هذه الارض مهما تجنس من الاخوة العرب او حتى غير العرب فهم يتجنسون الاردنية اي انهم اردنيون وولائهم بالضرورة سيكون اردنيا , لا ارى خوفا على هذا البلد ابدا فلن يستطيع اي كان ان يمحوا اسمه من الخريطة لانه برعاية الهية ولان ابنائه من كافة المنابت والاصول باقون وساهرون على حمياته , ان المطالبة بالحقوق والحريات ليست جريمة وليست ضد وجود هذا الوطن الغالي , كل شخص يحمل المواطنة الاردنية هو اردني له ما لكل اردني وعليه ما على كل اردني وهو تحت طائلة المسائلة ضمن القوانيين الاردنية , فلما كل هذا النحيب والزعيق غير المبرر .ان المغفور له طيب الله ثراه جلالة الملك حسين عندما فك الارتباط ما بين ضفتي الاردن كان هذا الامر يفوق كل تصور له ولم يكن لديه خيار امام مؤامرة عربية بالرباط يقال لها انذاك اجماع عربي للمحافظة على الهوية الفلسطينية والتي ارى نتيجتها العكس تماما , لم يكن ابدا راض عما حدث ولكن المنتفعين من كلا الجانبين للاسف الاردني والفلسطيني هم من اوصلوا الامر الى هذا الحد وعلى فكرة هم هذه الايام ابطال ما يثار من دعايات الوطن البديل والتجنيس والحقوق المنقوصة والاجتماعات خلف الكواليس, نعم هم ابطال هذه الفتن , ولما لا؟ و جلهم من الفاسدين على ضفتي النهر , اليست هذه حقيقة يعرفها كل فلسطيني واردني ؟, والا لماذا كل هذا التطبيل والتزمير حول التجنس والحقوق المنقوصة والوطن البديل ؟ الم يعطي قرار فك الارتباط شرح واضح وصريح وبكلمات من جلالة المغفور له الملك حسين حول من هو الاردني ؟, لماذا لا يتم تطبيق هذا القرار حسب ما امر به المغفور له؟ , لماذا يتم تفسيره من قبل موظف بالدرجة التاسعة بوزارة الداخلية ؟, ولماذا يتم سحب البطاقة الخضراء في ليلة ظلماء واستبدالها ببطاقة صفراء اي بجنسية كاملة؟, لماذا اصلا هذه البطاقات الصفراء والزرقاء والخضراء؟ , لنضع النقاط على الحروف فلا داعي لخضراء لان حاملها فلسطيني فلماذا نعطيه بطاقة ونصنفه وهو يحمل الجواز الفلسطيني ؟, ولماذا نعطي الاردني ذو الرقم الوطني بطاقة صفراء ونمرمطه وهو اردني كاملا مكملا فما الداعي لهذا ؟ انا اقول لكم :حتى يتم بسهولة التجنيس والتقشيط للجنسية لمجرد سحب الكرت وبابداله باللون المطلوب من جارور ابسط موظف, اذا كانت الحجة هي المحافظة على الاقامة بالارض المحتلة فهذا كلام جميل ومقبول  يمكن ان يتم دون كل هذه الالوان والازعاجات فتكنولوجيا المعلومات متوفرة وبرامجها جاهزة, انا مع كل المطالبن في تحديد واضح وصريح من هو الاردني وليكن قرار فك الارتباط هو الفاصل بالنسبة لابناء الضفة الغربية ,ويتم اعتماده وعرضه على برلمان منتخب دون تزوير ,واي شخص حصل على الجنسية الاردنية كما يدعي البعض بعد هذا القرار يجب مراجعة ملفه ومعرفة الاسباب بغض النظر عن اصله الاول فالجنسية الاردنية ليست للبيع والمزايدة, فلا يمكن ان نمنح شخص الجنسية الاردنية وهو لا يستحقها ولا ينطبق عليه قانون التجنيس في نفس الوقت نسحب الجنسية من شخص هو بالاصل اردني حصل عليها من اب الى جد,هذا مخالف للدستور الاردني و لكل الاعراف.

واخير مرة اخرى الاردن سيبقى كما هو لانه الاصل ولن يستبدل ولن يكون الوطن البديل للفلسطينين أو غيرهم بل هو الذي سيعيد الفلسطينين الى فلسطين لانها رئته الغربية وهي جزيء منه, انا لا ارى فلسطيني واردني انا ارى عشائر عربية اصيلة تعيش شرقي وغربي الاردن بقيادة هاشمية ابى من ابى وشاء من شاء انها الحكمة الالهية والتي اوجدته ليكون منطلقا للمربطين في تحرير المقدسات و الديار فدعونا من المزيادات والشعارات والفتن النتنة , حمى الله الاردن وقيادته الهاشمية لتبقى شوكة في حلق اعدائه . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد