يا امي .. ؟

mainThumb

18-03-2012 10:42 PM

 هم جعلوا للام عيدا يوما في العام ... ولم يعلموا رغم غيابك الطويل أنني ما نسيتك يوم ... وطيفك المبهر يلازمني في صحوتي ومنامي وفي فرحي وهيامي وفي صحتي وسقامي ... وارك في عيون أطفالي كلما نادى احدهم على أمه ... فا لتفت يمنة ويسرى أفتش عنك في جنبات بيتي المتواضع لأتشرف بخدمتك وتقبيل راسك ويديك و قدميك والتبرك بالنظر لوجهك الطاهر الذي أرى الدنيا كلها من خلاله .......... ولكن للأسف اصحوا على صوت طفلتي الصغيرة تقول لي أين جدتي ...... لاستيقظ من حلمي الجميل ........... فاصمت.... وتكرر... مره ...ومرة..... وأنا في صمتي غارق ... لتخنقني عبرة في عيوني أدريها من يوم رحيلك المر .. واغرق في سكون يجلب انتباه أطفالي وهم يسألون بعضهم ... ما بال أبي صامتا .... وما دروا إنني أمام حضرت طيف الوالدة أكون أكثر منهم تعلق و طفولة وصغر ..... أماه ..... طيفك يلازمني في صحوتي ومنامي ... واراك في كل أركان ضلوعي وفي أبواب فكري وفي زوايا قلبي المثقل بكل شي................ إلا من ذكراك العطرة ..... أماه ....... أراك كل يوم في أعين أمهات أبطال حمص وحماه ودرعا وادلب والرستن ودمشق والرقة ودير الزور وجسر الشغور ... وهن يودعن أبنائهن الذين ذخر نهم لفلسطين ليذبحهم سفاح دمشق على عتبات الوطن ظلما وقهرا ........... بصبر تخر له الجبل وتنحني أمام بطولتهن جباه الرجال وتعجز كل الأقلام أن تصف جلدهن وصبرهن بكتاب هنا أو مقال هنا وهناك ..... فأقول في سري هذه مثل أمي وتلك تشبه أمي وتلك تلبس ( طفخة ) أمي وهذه ترتدي ( شرش ) أمي وتلك ترتدي ( ملفع) أمي ...وهنا وجه أمي وهذه كأنها أمي .. وكلام تلك كلام أمي ومشيت هذه مثل امي ووووو ........ ... وأصحو من تشبيهي وشرودي وتوهاني على دموعي الحارة التي تنسكب غصبن عني ... فأترحم عليهم وعليك ... وانأ أقوال والله أنكن مثل أمي .... مثل امي ... مثل امي ........... أماه ... كنت الجامعة لنا والمانعة لأي مشكلة وتديري كل أزمات البيت الذي لم يختل بحضورك وعند غيابك تخبطنا وشرقنا وغربنا وتباعدنا وتخاصمنا ....... وكم كان فراقك صعب وحالنا الآن يشبه تماما حال جامعتنا العربية التي لم تتعلم من (الأم) كيف تحل مشاكل الأخوة خصوصا وان والدي لم يتزوج غيرك حيث جميعنا نفس ( السحنة) العربية ونفس ( اللغة ) ومعظمنا (مسلمين) ... حيث كنت أما لعائلة وهي جامعة لأمة لا تجمع بين احد ................... ... يا أمي أماه .....عشعش الفساد بعدك .... حيث خانني الأصحاب والأحباب وبدو ينفضون من حولي وتفرعن الصغار علي ولم استطع أن اضبط الأمور تماما مثلك وامتثلت في بعض الأحيان لنصائح زوجتي ولرغباتها بتدليل الأولاد و التي كنت احسبها مثلك حريصة علي حيث تبين لي فيما بعد أنها تريد أن تسيطر علي وتصبح الآمرة الناهية حتى أنني كدت أن افقد السيطرة ... ................... وللأسف كذلك الأخوة تفرقوا ويقتتلون على الميراث وهم يعلمون أن الذي يشتري يتربص بهم بثمن بخس وبدراهم معدودة ... وحتى أطفالي أخذهم الانترنت مني واهتمامهم ليس كاهتمامي .. فانا أتابع الأخبار واذرف الدمع على ما يجري في وطني العربي الكبير وهم يتابعون (ارب ايدول) برنامج تافه بنظري ويذرفون الدمع عليه ... يا الله يا أماه كم تغيرنا بعدك ... حتى أصبح الواحد منا لا يطيق أن يسمع الأخر .... تعبنا بعدك يا أماه .... تعبنا كثيرا ....... يا أماه...... أماه ... غاب ناس كثيرين حولي ... ولكن غيابك لا يزال يؤثر في...... أتعلمين... لماذا ؟؟؟؟؟؟ لأنك أمي التي لم أجد بديلا لها منذ سبعة أعوام عجاف.... وخصوصا أن أبي الذي كان يؤنسني و كنت تحفظين غيبته في العسكرية ... قد رحل منذ عامين ... وبقيت انأ وزوجتي وأطفالي وحيدين .......... وأنا جديد على أدارة المنزل ..... ولا زلت أتخبط ...... آه كم افتقدكما .... ورحمة الله عليكما وعلى أموات المسلمين الى كل آم ... في وطني من محيطه العربي إلى خليجه العربي سلام الشهادة والسيادة والفداء .... ولامي الرحمة والسلام.........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد