آذار ..

mainThumb

21-03-2012 09:17 PM

 اليوم استواء  ساعات الضوء وساعات العتمة....

اليوم....يصبح حبنا للاردن موغلا أكثر  في الضوء... فهل تتساوى موازين عشقنا له.. وبعض الحب قتّال؟!‏ 
 
أن تتساوى ساعات النهار والليل يعني أن أشجار اللوز والمشمش تدخل في فصل بياضها وتترك لنا وعداً بالأخضر.. وأن المطر يصبح هنيئا  ليبدأ طقس الوداعة , فيفيض خصباً نهر الاردن ..‏ 
 
أن تتساوى ساعات النهار والليل يعني أن نحتفل بأمهاتنا, ولهذا (الآذار) طعم يختلف كثيراً هذا العام, فأمهات الاردن  كنّ الأكثر شموخا .. والأكثر فخراً أيضاً..‏ 
 
عفوكنَّ أمهات بلدي.. أي هدية تليق اليوم بأحلامكن .. بحرقة قلوبكنَّ لرفعة اوطانكن.. بساعات انتظاركنَّ على مفارق الأمل.. بأكفّ دعائكنّ التي ما دعت الابخير 
 
أي هدية تليق بكنَّ نساء وبنات بلدي.. وقد خلّفكنَّ عدم تساوي ساعات الحب, عند بعضنا, قلقات خائفات فعين على الولد واخرى على البلد
 
كيف لقلّةٍ منّا يبذرون اللاحب في الوطن  أن يثمر حصادهم كل هذا الانهاك لوطننا الذي اثقله الوجع ‏ 
 
كيف لكلّ الحب الذي ينثره الاردنيون في كل حفنة تراب, وكل ساقية ماء, وكل غرسة زيتون وياسمين .. ألاّ يفوح الا عبقاً وصلاحا واصلاحا  و ويمامات سلام...!‏ 
 
في سيارة تشق  الطريق  لتشتاق إلى البلقاء  قبل يومين,  وفي بيت أحد أبنائها, لم أكن بحاجة لأي دليل على عمق انتماء الاردنيين لكل حبة حنطة أردنية .. لكل قطرة مطر تزفها سماء الاردن.. كان الشعر وآثار البيوت العابر للزمان و قدسية الاصالة  والحنين لأيام الرجال الكبار الذين كانوا يوحدون قلوبنا, فتتساوى ساعات نهاراتنا جميعاً.. وتتساوى ساعات الحب.‏
 
أردن يا أمّنا.. لعلّنا أسأنا التصرف في حبك, فأدّبنا..‏ فلعل بعضنا أوجعك 
 
لعلّ بعضنا نسي بياض ياسمينك.. عبق زيتونك وجمالية سوسنتك.. نكهة حنطتك.. سلسبيل مائك.. لعلّ بعضنا تاه عن أخضرعلمك  وأحمر علمك وأسود علمك وأبيض علمك 
لعلّ بعضنا أضاع البوصلة إلى شموخ جبالك.. رقراق نهرك, زرقة بحرك.. كبرياء صحرائك...
 
أردن ..يا أمنا ....لتسامحنا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد