أحمد بن بيلا الغائب الحاضر

mainThumb

21-04-2012 12:25 PM

ما أكثر الحكام العرب حين تعدهم ولكن القادة والزعماء منهم يكاد أن يعد على أقل من أصابع اليد الواحدة منذ عصر الاستقلال والتحرر الذي انطلق قويا مع فجر ثورة 23 يوليو الناصرية المجيدة ،والتي كانت وبلا جدال الأب الروحي والمرجع لكل حركات التحرر العربية وحتى غير العربية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .
 
في الأسبوع الماضي ودعت الأمة العربية وكل دعاة الحرية والاستقلال في العالم القائد والزعيم العظيم أحمد بن بيلا ، أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال وقائد ثورة المليون شهيد ، ذلك القائد الاستثنائي الذي ولد مناضلا ولم يجنح لما يسميه البعض بالواقعية السياسية ، عانى من ظلم الاستعمار وقهره وسجنه ، وقاد ثورة التحرير على الاستعمار الفرنسي  حتى أخرجه من الجزائر فيما عرف تاريخيا بثورة المليون شهيد التي كان قائدها ومفجرها الراحل الكبير أحمد بن بيلا ورفاقه الأبطال ، وكان أول رئيس جزائري قادما من قلب الشعب ومن شرف الميدان والمنازلة ومن ظلام السجون وقهرها الى رئاسة الجمهورية الأولى بعد الاستقلال ولم يضع فقيدنا الكبير إكليل من الغار على رأسه ورفاقه ويكتفي بما قدم لأجل وطنه وأمته ، ولكنه آمن أن الثورة متحركة وقام بدعم الثورات وحركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية حتى أصبح لجانب القائد المعلم جمال عبد الناصر وجيفارا ونلسون مانديلا وغيرهم رموز التحرر في العالم الثالث ، كما عانى بن بيلا من ظلم رفاقه وانقلابهم عليه ولم يجعله  خمسة عشره عاما في سجون الرفاق يكفر بالنضال والمناضلين وعندما خرج من السجن عام 1979م ، بقرار من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد وعاش في المنفى بإرادته ولكنه أسس حركة من أجل الحرية والمساواة ، وعندما عاد الى وطنه كان من دعاة الوحدة والمصالحة الوطنية خاصة بعد موجة الإرهاب الذي عانى منها الشعب الجزائري البطل .
 
والحديث عن القائد الرمز أحمد بن بيلا طويل طويل ويحتاج الى مجلدات ومؤرخين خاصة قدرته الاستثنائية على العلو والترفع على الجرح الشخصي والتسامي فوقه ، حيث لم نجده وقد جاءته مئات الفرص لينتقد رفاق دربه الذين ظلموه وعلى رأسهم الرئيس هواري بو مدين رحمه الله ، الذي قاد الانقلاب عليه .
 
كما أنه كان الحاضر في كل ساحات النضال والمنازلة ومن أكثر قيادات الرأي العام في العالم تنديدا وتحذيرا من غزو العراق ، وقد ذهب لذلك البلد الشقيق مرات عديدة والتقى بالرئيس الشهيد صدام حسين ، كما كان رحمه الله أكثر القادة دعما لفلسطين وجرحها النازف وقضيتها العادلة ، وانطلاقا من ذلك كان من أكثر القادة إخلاصا وتحمسا للوحدة العربية والنضال من أجلها لأنها القوة الوحيدة لتحرير فلسطين  ومن أجلها عانى وسجن وناضل ولم تؤثر عليه تقلبات الزمن وغدر الرفاق ولا حتى كبر السن حيث رأيناه مشاركا في كل ميادين الشرف وحتى رحيله وهو ابن الــ96 عاما .
 
أحمد بن بيلا يستحق منا الكثير فهو نموذج للقائد الوحدوي الداعي لوحدة الأمة العربية ولم يمنعه ذلك  أصوله الأمازيغية لأنه بوعيه السياسي السابق لعصره يعلم أن وحدة العرب قوة للإسلام وللإنسانية جمعاء وكثيرة جدا الألقاب التي حملها الزعيم أحمد بن بيلا وشّرفه بها الشعب العربي بحملها ولكن أحب تلك ألألقاب لقلبه كان رفيق جمال عبد الناصر ، وأما أفضل فترات حياته فكانت مقاومة الاستعمار الفرنسي .
 
رحم الله القائد والزعيم ورفيق درب جمال عبد الناصر أحمد بن بيلا آخر قادة التحرر المحترمين ورمز الناصريين وكبيرهم في الوطن العربي ، الذي أنصفه الشعب العربي والشعب الجزائري تحديدا رغم ظلم رفاق دربه وأنصفه التاريخ كما سينصفه في سجل الخالدين والى الأبد .
 
 
alrajeh66@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد