في ذكرى الاصلاح

mainThumb

13-05-2012 08:58 PM

روى لي عمي الشيخ الثمانيني قصة …لا أدري لماذا رواها؟ سكت فجأة وبدأ بسرد التفاصيل حيث قال …: يحكى أن رجلا محتالا جاء الى قرية هادئة أهلها طيبون كرماء بسطاء …دخل اليهم موهما الجميع بأنه خطيب القرية جاء يعلم الناس امور دينهم ويعلم الصبية القراءة والكتابة والقرآن ولم يكن يعلم بهذه الامور حقا... الا انه بدأ يأخذ دوره ويأمر وينهى ويِشرّع على هواه مستغلا طيبة الناس والمكانة التي كان يستغلها الخطيب في ذلك الوقت وصارت تنهال عليه العطايا والثناءات ...وحدث أن زار القرية ذات مرة شيخ جليل وخطيب حقيقي هذه المرة..دخل المسجد والمحتال يخطب ليوم الجمعة فلما رآه عرف من هيئته من يكون وخاف ان يفضح امره  فقال :(ان الجماعة قد شرطوا لنا أربعين عابورة (خروف) فخذ عشرين واترك عشرين عابورة) ونزل عن المنبر …غير ان الشيخ لم يكن ليقاسمه ذلك المال السحت وخاطب الناس ان هذا الرجل محتال …فرد عليه : بل انت المحتال واذا لم تكن كذلك فاقرا لنا سورة الثور فقال الشيخ: يا احمق لايوجد سورة للثور ..فقال المحتال ايها الناس الثور ذكر يحرث ويدرس ويعمل كل اعمال الارض والسقاية ليس له سورة .....والبقرة انثى لا تعمل لها سورة ..واقنع الناس بمكره وحجته  فطردوا الشيخ واكرموا المحتال اكثر واكثر …

 
 
حكوماتنا والاصلاح تشبه قصة هذا الرجل فهي تدعي النسك والاصلاح وتعمد لاستغلال هذا الشعب وصبره… وتصور الامور على غير حقيقتها …وتعري الاصلاح وأهله امام الجميع وتحاول شراء ارادتهم  وتحشر المصلحين في زوايا ضيقة وتقنع الشارع بأنهم مخربون  وتبدع  بمسميات  ما أنزل الله بها من سلطان تماما كسورة الثور تلك…
 
صدقوني ليس من الحكمة أن يستغل الشعب وان يمتحن أكثر  ... بتنا نسمع الكلام والشعارات التي تطلق يعاكسها تماما مضمون التطبيق الفعلي
 ولكن الشعب بات يعرف تماما بأن لا سورة للثور مهمها حاول أحد ان يقنعنا بحججه الواهية لكسب مزيد من الوقت  …نريد ببساطة شيئا يدعونا أن نصدق لتقصر بذلك المسافة بين القول والفعل ...أم يا ترى رحل الاصلاح وصار ذكرى 
حمى الله القرية وأصلح الله الخطباء….
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد