«حكي» ..

mainThumb

30-05-2012 11:59 AM

تقول الحكاية الشعبية ان رجلا أصيب «بالفالج» فأقعده..ويوماً بعد يوم صار «الختيار» مكتئباً منزويا، لا شيء يرضيه، لحوحاً في طلباته، كثير التذمر، مبالغ في الشكوى، يتدخل في ما يعنيه وما لا يعنيه ..اذا جاع دبّ الصوت على العائلة واذا شبع دبّ الصوت ألماً من بطنه..يقضي نصف وقته «شيلوني من هون وحطوني هون»..ولا يكتفي بذلك بل يسأل الذاهب: وين رايح؟..ويحقق مع الداخل: وين باقي؟..الى ان ابتكر أولاده وزوجته طريقة لتسليته، فاستأجروا حكواتياً لتسليته وإشغاله عنهم فكل المطلوب منه ان يسرد للحجي القصص والحكايات ويخترع له البطولات (...) طوال النهار مقابل نصف «مجيدية» كل يوم ..وبالفعل أبلى الحكواتي بلاء حسناً مع الرجل طوال ثلاثة شهور الى ان أخذ الله أمانته!!
***
وحدث بعد ذلك بوقت قصير، ان ختياراً آخر في القرية، اصيب بالفالج فأقعده، وكان كثير الكلام قليل السكوت لسانه لا يدخل فمه الا عند النوم، ولأن أولاده منشغلون في مهنهم ووظائفهم ولا يملكون وقتاً لسماع «ثرثرة الوالد» فقد استأجروا له ذات الحكواتي الذي كان يسلي «المرحوم»، لكن طلبوا منه هذه المرة..أن يصغي لأبيهم فقط..وبنفس الأجر السابق نصف «مجيدية» في اليوم..وافق الحكواتي ان يكون حكواتياً مصغياً صامتاً معتقداً ان الجهد سيكون اسهل..المهم جلس الحكواتي اليه وبدأ يستمع ويهز رأسه و»الختيار» يدخل في موضوع ويخرج من موضوع، يقص قصصاً مقطوشة ويتلو أخباراً(...)، وبين كل جملة والأخرى يقول له « وين صرنا خالي» و»من هون لهون تا توحد الله» و»صلي ع النبي» و»شو بدك بطولة السيرة»..حتى قرف الحكواتي عمره ووقته..ولعن اليوم الذي وافق فيه على هذه المهمة المقيتة ..فنادى زوجة الختيار «اللقاق» وقال لها:
خذوا هالختيار عنّي وانا رزقي على الله..
***
لكل الذين يصغون إلى مناوبي «الفالج»السياسي في البلد..ويسمحون لهم بالتنظير ويجبرونا على سماع خططهم نقول..اقطعوا الحديث عليهم الآن فهذا أفضل بكثير...

ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد