استودعك الله يا وطن

mainThumb

15-11-2012 01:49 PM

 يا صديقي ... الطريق بين حارتينا مغلق بحجارة , وسكاكين , ورصاص ,ونيران...   حتى  غابت في العيون  حدائق الهمس والهدوء الطيب الرائع ..... لم يغلق الطريق بيننا ذات مرة ....ولم اكن اتخيل ذلك ايضا .....اقول تبا للفساد والافساد  الذي  ايقظ كل هذه الاوجاع ...واقول سحقا لضيق ذات اليد  التي ارخت بظلالها القاتمة على فضائنا الرحب المنير ليمسي ضيقا ومحجوبا بنيران احتراق اطار على مدخل مدينة...

 
 صدقوني في الاردن لم يعد ما يشغلنا اليوم ركوبنا قارب النجاة، اليوم ما يشغلنا أكثر هو كيف نصل الى الشاطئ الذي سوف نبحر منه معا.
 
تعدت خلافاتنا في بلادنا النصوص وسكنت داخل النفوس.
 
وتراكمت في سنين عجاف أخطاء أصحاب القرار وتم اضعاف الدولة لحساب تجمعات عشوائية ليس لها منهج واضح ولا خطة عمل معلنة، والنتيجة ان اصبح التوتر ظاهرة عامة تكاد تشل ما تبقى من حركة داخل المؤسسات ليقترب الوطن  من خطر الفشل العام الذي لا يتمناه لها المخلصون..
 
 
اليوم نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى عقلائنا، عقلاء يزنون الأمور بميزان العدل والحكمة، فليس العدل ان يُظلم الشعب... وليس من الحكمة ان يضيع الوطن.
 
 وحتى نصل الى شاطىء الامان  لابد ان يتلمس كل اردني واردنية  بأصابعهما تراب الاردن، وألا يقسوا على بلادهما وألا تأخذهما الحمية الى أبعد من التعبير السلمي عن مطالبهما، فليس من شروط الاصلاح القسوة والتخريب وقد علّمنا التاريخ ان المطالبات السلمية أنفع في الاصلاح من مسالك الهدم والتخريب....
 
صدقوني سننجح  في التعبير السلمي عن المطالب  ولسوف يفتح للاردن كله درب السلامة وسوف ينجح الابناء البررة بتفعيل الحق تفعيلا طال انتظاره، وعندها تختفي تلك التجمعات العشوائية وتنضوي الأفكار السياسية في قرارات معلنة ذات برامج محددة تكون هي الأساس القادم لاردن المستقبل.
 
الاردن اليوم ليست حكومة ولامجلس امة  ولا أسرة ولا عشائر  ولا طوائف ولا احزاب، الاردن اليوم أفكار تتجانس ومصالح تتلاقى، ومتى ما تشكلت بقوة تلك الافكار والمصالح فلابد ان يتم احتواؤها بأطُرٍ شرعية كما حدث لكل دول العالم الحر.
 
يكفي ان تلقي نظرة على ساحة الارادة لترى موجات الأفكار وتعددها لتدرك ان الوقت قد حان لتكملة الخطوة الرئيسية في المسيرة نحو وطننا الابهى.
 
ان لم نحافظ على الوطن فلن تكتمل مسيرتنا نحو الاجمل ..... ستزول هذه الغمامة بعون الله وسنضع اكفنا مجددا في اكف بعض لنعلي بنيان الوطن لاننا نحبه واودعناه الله ودعوناه ان يجعله امنا مطمئنا سخاء ورخاء الهم أمين
 
حماك الله يااردن ....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد