أفيقوا يا أهل الأردن! . . فبلدكم أرض الحشد والرباط!! الدكتور سليم بن عيد الهلالي

mainThumb

03-01-2013 08:13 PM

 أفيقوا يا أهل الأردن! . . فبلدكم أرض الحشد والرباط!!

 
بلاد الشام أرض مباركة بنصوص القرآن الكريم؛ فعندما أخبر الله -عز وجل- عن مهاجر إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-؛ قال: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71]، وعندما أخبر عن مسرى محمد صلى الله عليه وسلم: قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1].
 
والأردن نهر يخترق بلاد الشام من أعلاها إلى أدناها، وعلى ضفتيه قطعة طهور من أرض الشام المباركة؛ بشهادة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وستشهد أحداثًا جسامًا وملاحم عظامًا تصنع مجد أمة الإسلام في مستقبل الأيام.
 
1- عمان وحوض رسول الله صلى عليه وسلم: 
 
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله! ما آنية الحوض؟ قال: «والذي نفس محمد بيده! لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها، ألا في الليلة المظلمة المصحية، آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل» [«صحيح مسلم»: (2300)].
 
وعن ثوبان رضي الله عنه:أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني لَبِعُقْرِ حوضي أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم». فسئل عن عرضه فقال: «من مقامي إلى عَمَّان» وسئل عن شرابه فقال: «أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق» [«صحيح مسلم»: (2301)].
 
كفى عمّان البلقاء وما حولها شرفًا: أن جرى اسمها على لسان خير الأنام صلى الله عليه وسلم.
 
وحسبها أهمية: أن جعلها رسول الله إحدى زوايا حوضه الشريف من شرب منه لا يظمأ أبدًا.
 
2- عمان حصن من حصون الإسلام محفوظة بحفظ الله وأمانه. 
 
عن مكحول؛ قال: «لتمخرن الروم الشام أربعين صباحًا، لا يمتنع منها إلا دمشق وعمان» [أخرجه أبو داود (4638)، ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/245)، ونعيم بن حماد في «الفتن» (1257) وسنده صحيح]. 
 
وعند نعيم بن حماد (1258) بلفظ: «يغلب ملك من ملوك الروم على الشام كله؛ إلا دمشق وعمان، ثم ينهزم، وتبنى قيسارية أرض الروم، فتصير جندًا من أجناد الشام، ثم تظهر نار من عدن أبين».
 
3- الأردن بوابة الفتح الأعظم لفلسطين المسلمة: 
 
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أعلم بما مع الدجال منه، نهران: أحدهما نار تأجج في عين من رآه، والآخر ماء أبيض، من أدركه منكم فليغمض، وليشرب من الذي يراه نارًا، فإنه ماء بارد، وإياكم والآخر؛ فإنه الفتنة، واعلموا أنه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرأه من كتب ومن لا يكتب، وإن إحدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة، أنه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية فيق، وكل واحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن، وأنه يقتل من المسلمين ثلثًا، ويهزم ثلثًا، ويبقي ثلثًا، فيحجز بينهم الليل، فيقول بعض المؤمنين: ما تنتظرون أن تلحقوا بإخوانكم في مرضاة ربكم، من كان عنده فضل طعام، فليغد به على أخيه، وصلوا حين ينفجر الفجر، وعجلوا الصلاة، ثم أقبلوا على عدوكم، فلما قاموا يصلون نزل عيسى ابن مريم -صلوات الله عليه- إمامهم، فصلى بهم، فلما انصرف قال –هكذا-: افرجوا بيني وبين عدو الله، قال: فيذوب –يعني: ذوب الملح-، فيسلط الله عليهم المسلمين فيقتلونهم؛ حتى إن الشجر والحجر لينادي: يا عبد الله! يا عبد الرحمن! يا مسلم هذا يهودي فاقتله، فينفيهم الله ويظهر المسلمون، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضعون الجزية، فبينما هم كذلك، إذ أخرج الله يأجوج ومأجوج، فيشرب أولهم البحيرة، ويجئ آخرهم وقد انتشفوا، فما يدعون فيه قطرة، فيقولون: كان هاهنا أثر ماء، ونبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابهم وراءهم، حتى يدخلوا مدينة من مدائن فلسطين، يقال لها: لد، فيقولون: ظهرنا على من في الأرض، فتعالوا نقاتل من في السماء، فيدعو الله نبيه صلى الله عليه وسلم عند ذلك، فيبعث الله عليهم قرحة في حلوقهم، فلا يبقى منهم بشر، وتؤذي ريحهم المسلمين، فيدعو عيسى -صلوات الله عليه عليهم-، فيرسل الله عليهم ريحًا يقذفهم في البحر أجمعين».
 
[أخرجه ابن منده في «الإيمان» (1033)، والحاكم في «المستدرك» (4/490- 492)، وهو صحيح لغيره].
 
ألا يكفيكم يا أهل الأردن مجدًا: أن الأردن يتحيَّز إليها المؤمنون، ويرابط على ثراها المسلمون الموحدون، حتى إذا حانت ساعة الصفر كان كلّ من يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن عند ثنية أفيق؛ وهي: عقبة طويلة نحو ميلين ينحدر منها إلى غور الأردن، منها يشرف على طبرية وبحيرتها. [«معجم البلدان»: (4/286)].
 
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، وتخليص فلسطين المسلمة من جرثومة الإجرام العالمي بالقضاء على دولة اليهود اللقيطة، وقتل قائدهم المسيح الدجال.
 
وهذا أمر مقطوع به؛ ففي حديث سفينة رضي الله عنه مرفوعًا: «ألا إنه لم يأت نبي قبلي إلا حذر أمته الدجال»، وفيه عن الدجال: «ثم يسير حتى يأتي الشام؛ فيهلكه الله عنه عقبة آفيق» [آخرجه أحمد (5/221) وغيره بإسناد لا بأس به]؛ أي: أن هلاك الدجال وأتباعه من اليهود يبدأ من أرض الأردن ثم ينتهي في فلسطين المحررة في مدينة اللد. 
 
فيا أهل الأردن أفيقوا . . فبلادكم أرض الحشد والرباط: عقيدة إيمانية، وليس قصيدة شعرية، أو دعاية انتخابية؛ فطهروها من كل شرك، أو بدعة، أو معصية، أو فساد،أو انحلال.
 
 ويا أهل الأردن أفيقوا . . فبلادكم أرض خير وبركة كان يضرب المثل بجنانها وخيراتها، فحين اجتمعت قريش على باب النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم أبو جهل: إن محمدًا يزعم: أنكم إن بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم؛ فجعلت لكم جنان كجنان الأردن! [«تفسير ابن أبي حاتم» (12/257)].
 
فأعيدوا حرثها –ولا يحرث الأرض إلا عجولها-؛ لتأكلوا مما تزرعون؛ وابنوها لتلبسوا مما تصنعون.. فمن لا يأكل مما يزرع، ويلبس مما يصنع: قراره مختطف أسير، وشأنه حقير، وشعبه فقير! 
 
يا أهل الأردن . . اعتصموا جميعًا بدينكم الذي فيه عزتكم، واحتكموا إلى كتاب ربكم الذي فيه ذكركم، وانتصروا لسنة رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم الذي به شرفكم، وسيروا على نهج أسلافكم الصالحين الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى أردن الكرامة والحشد والرباط.
 
 اللهم اجعل بلدنا هذا آمنًا، واجنبني وأهله أن نعبد الأصنام، أو نحب الأنداد، أو نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
 
اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد