ما هكذا تورد الابل يا نواب الشعب

mainThumb

24-04-2013 08:04 PM

 منذ أن بدأت اتابع كلمات النواب وردود رؤساء الوزراء على النواب وكل هذه البروتوكولات التي لا بد منها وكان ذلك قبل عشرون سنة أي في مجلس النواب 1993....منذ نشأت عندي ملامح سياسية متخبطة وأنا  اسمع لنواب الشعب ....وبالطبع لا جديد في كل ما اسمع ولكن هناك كلمه تشدق بها الجميع وامتطاها ليبحر من خلالها في أحلام وأوهام لا نهاية لها.....نعم منذ عشرون عاما وأنا اسمع كلمة الديمقراطية......كلمة صعبة اللفظ سريعا..... مستخدمه في جميع المواضيع وبصراحة تستحق لان (برستيجها) عالي......وإذا القيت كلمه دون استخدام الديمقراطية فهذه الكلمة ضعيفة جدا ولا ترقى للمستوى بمعنى اخر صاحب الكلمه غير مثقف.

 

حقيقة ما حصل بعد التصويت على الثقة في مجلس النواب السابع عشر يفسر بدقة معنى الديمقراطية لدى بعض النواب الذين اتخذوا القمع والانفراد بالرأي طريقا للديمقراطية......ثم اللقاءات الصحفية التي تمت بعد منح الثقة توضح كم كان نوابنا ديمقراطيين ويتقبلون الرأي الاخر بكل رحابة صدر......والدليل على ذلك عدم السماح لرئيس الوزراء بتقديم الشكر بعد حصوله على الثقة.....أليس ذلك دليل على الديمقراطية وقبول النتيجة التي فرزها نواب الشعب.
يا سادتي الكرام ...ماراثون طويل خاضه النواب بين حاجب للثقة ومانح لها....تعددت فيه الأفكار واختلفت فيه الاراء.....علت فيه اصوات وانخفضت فيه وتيرة أصوات أخرى..... لم يساورني شك كمواطن اردني بأن الهدف واحد وهو الوطن.....لم اشك للحظة أن جميع النواب كانوا يبتكرون الطرق للوصول الى الهدف....فمن حجب الثقة لأنه على يقين بان هذه الحكومة لا تلبي طموح المواطن الاردني.....وأيضا من منح الثقة فهو على يقين ايضا بأن هذه الحكومة لديها القدره على اصلاح ما افسده الفاسدون....فالخلاف في الرأي لا يفسد بالود قضية.
 
اذن.....لسنا مختلفون ....ولا داعي لان نلوم بعضنا بعضا .....وليس هناك اي سبب يجعلنا نجلد ذاتنا....وننسى هدفنا الذي قاتل جميع النواب من أجله......لا يوجد سبب يجعل احد النواب يصل سيارته بحماية أمنية........ما هكذا الديمقراطية.....ولا هكذا الاردنيون ولن نكون.......امامنا التحدي الاكبر......أمامنا طريق شائك فأما أن نزيل اشواكه ونجتازه وأما أن نقول عظم الله اجرنا بما فعلت أيدينا.
 
يا سادتي الكرام......حكومة النسور ليست الاردن.....والأردن اكبر من كل الاسماء......هي حكومة كغيرها تقدمت ببيانها الوزاري وحازت على ثقة مجلس النواب الذي ارسله الشعب الى قبة البرلمان......وستبدأ العمل لإنقاذ ما يمكن انقاذه.....لنترفع عن كل ما هو وضيع ولنعد الى الهدف الذي ننشد جميعا.....الخروج بالوطن من ازمة حادة لا يعلم إلا الله نتائجها.....دعونا نرسل للعالم رسالة تحمل في طياتها التفافنا وحبنا لوطننا......دعونا نقول للعالم اجمع أن ربيعنا اخضر كان وما زال وسيبقى ما دامت امهات الاردنيين تنجب من الشرفاء الذين وضعوا نصب اعينهم مصلحة الوطن فوق كل المصالح والأسماء مهما كبرت.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد