صانع الاستقلال .. الملك عبد الله الأول

mainThumb

25-05-2013 05:10 PM

الهاشميون صنّاع المجد، ومصدر الفخر والاعتزاز لجميع العرب كونهم ينحدرون من نسل النبي محمد صلى الله علية وسلم ونظراً لما تمتعوا به من ثبات في المبادئ والقيم الأصيلة المنبثقة عن أهداف الثورة العربية الكبرى (ثورة العرب) التي أطلقها (ملك العرب) الملك الحسين بن علي وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده من سلالته الطيبة.
حكم الهاشميون الأردن منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام (1921)م على يد الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه.
لم يكن الملك عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه رجل حكم وسياسة وقيادة فقط، بل كان بالإضافة لذلك صاحب علم غزير وإطلاع واسع ولا سيما في الدين والأدب، فهو الظاهرة الفريدة الوحيدة عبر مسيرة التاريخ العربي الذي وقفت العقول عنده وقفة إجلال وإكبار كونه مؤسساً للمملكة الأردنية الهاشمية، وحاملاً لراية الثورة العربية الكبرى التي انطلقت على يد والده شيخ الثورة الحسين بن علي طيب الله ثراه.
ولد الملك عبد الله بن الحسين في مكة المكرمة في نيسان عام 1882م وهو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي شريف مكة وملك العرب.
نشأ في كنف والده نشأة ابن الأشراف، وتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأساسيات العلوم ومبادئها على أيدي شيوخ وعلماء الدين، وتربى في دار الخلافة على ضفاف البوسفور ثم سافر إلى الأستانة حيث تابع دراسته فتعلم التركية والعديد من علوم عصرية على أيدي أساتذة متخصصين (ومنذ طفولته اطلع الأمير عبدا لله على تاريخ القبائل وأعراف البدو مما كان ومعرف عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم مما كان عظيم الأثر في صقل شخصيته.
وفي عام 1909م، جره انتخاب الأمير عبدالله نائباً عن مكة في مجلس النواب العثماني (مجلس المبعوثان) وتم اختياره فيما بعد نائباً لرئيس المجلس، وعند قيام الثورة العربية الكبرى في 10 حزيران عام 1916م تولى قيادة الجيش الشرقي الذي حاصر المدينة المنورة وساهم بالقضاء على قدرة أكبر حامية عسكرية تركية كانت متمركزة هناك، والتي تتألف من أربعة عشر ألف جندي وبقيت تحت الحصار إلى أن انتهت الحرب العالمية الو استسلمت لقوات الثورة بقيادة عبد الله بن الحسين عام 1918م.
جاء حرص الشريف الحسين بن علي شيخ الثوار العرب ومفجر الثورة  العربية الكبرى طيب الله ثراه على تهيئة لأبنائه الأمراء في المجالات السياسية والعسكرية فقد كان الأمير عبد الله وزير للخارجية في الحكومة العربية الأولى التي تم تشكيلها بعد إعلان الثورة العربية الكبرى.
وصل الأمير عبد الله في 12 تشرين الأول 1920م، قادماً من المدينة المنورة فاستُقبل بحفاوة من قبل أهلها نظراً لشعورهم بالحاجة إلى زعيم يجتمعون تحت رايته وأصدر الأمير عبدالله في 5 كانون الأول عام 1920م بياناً إلى أهالي سوريا كافة طلب إعلان الثورة على الفرنسيين وحمل السلاح لتحرير وطنهم وطرد المعتدين، ثم أعلن نفسه نائباً لملك سوريا ودعا إلى اجتماع يعقد في معان وعلى أثر ذلك قَدِمَ عدد من رجال الحركة الوطنية إلى معان للالتفاف حول الأمير، فبدأت الحركة الوطنية والشعبية في شرق الأردن تعمل على تمهيد الأمور لمجيء الأمير إلى عمان،وبعث الأمير مندوباً عنه إليها تمهيداً لقدومه، وأصبحت عمان مركزاً للحركة الوطنية، حيث لأخذت تستقبل وفود الوطنيين الأردنيين والسوريين وكانت ردود فعل أنباء وصول الأمير عبدالله بن الحسين إلى معان مقلقة للفرنسيين في سوريا والانجليز في فلسطين فأخذوا يحسبون للأمير حسابه.عندما وصل الأمير عبدالله إلى عمان قادماً من معان قام باستقباله أهلها وأعيانها وقد تحدث مخاطباً أحرار العرب قائلاً: " فاعلموا أن ما جاء بي إلا حميتي وما تحمَّله والدي من العبء الثقيل، فأنا أدراك الواجب عليَّ، ولو كان لي سبعون نفساً لبذلتها في سبيل الأمة، وما عددت نفسي فعلت شيئاً، كونوا على الثقة بأننا نبذل النفوس والأموال في سبيل الوطن".
عندما انعقد مؤتمر القاهرة في 12 آذار 1921م، جرت محادثات بين الملك فيصل والمستر تشرشل،ترتب علها أن تعهدت بريطانيا للعرب إدارة شؤونهم في العراق وشرق الأردن، وأقرت تنصيب فيصل ملكاً على العراق وتعمل على التفاهم مع الأمير عبدالله لتسليمه زمام الأمور في شرق الأردن وهكذا تكون قد أوفت بجزء من وعودها للشريف الحسين ملك العرب عندما أعلن الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين مقابل وحدة العرب واستقلالهم، وكما أسلفنا القول فقد وصل الأمير إلى عمان في 12 آذار 1921م حيث استقبله جمهور كبير من مختلف أنحاء الإمارة، وبوصول الأمير إلى عمان انتهت عهد الحكومة المحلية وأخذت السلطة تتركز في يديه، بعد ذلك غادر الأمير إلى مدينة القدس فوصلها في 27 آذار عام 1921م وذلك لإجراء مباحثات مع وزير المستعمرات البريطانية (تشرشل) وأسفرت هذه المباحثات عن العديد من القرارات أهما تأسيس حكومة وطنية برئاسة الأمير عبد الله الأول وأن تكون هذه الحكومة مستقلة استقلالاً إدارياً تاماً  وغيرها من القرارات وبع ذلك عاد الأمير عبد الله إلى عمان في 30 آذار عام 1921م وعمل على وضع الخطط الكفيلة بتنظيم شرق الأردن فعهد إلى رشيد طليع بمهمة بناء جهاز إداري منظم.
ركز الأمير المؤسس عبدالله بن الحسين على بناء الدولة وإقامة أول نظام حكومي مركزي في مجتمع عشائري وبدوي وسعى لوضع الركائز والقواعد التي تؤسس لقيام الأردن الحديث، فسعى سمو الأمير جاهداً إلى تحقيق الاستقلال واتخذ الإجراءات اللازمة التي تضمن له الوصول إلى هدف وهدف جميع الأردنيين وهو تحقيق الاستقلال الكامل للبلاد، فقام بوضع أول دستور للأردن عام 1928م، وإجراء الانتخابات  لأول برلمان عام 1929م وكذلك عقد سلسلة منة المعاهدات بين انجلترا وشرق الأردن كان آخرها في 22آذار 1946م وسميت بالمعاهدة الانجليزية الشرق أردنية والتي أنهت الانتداب البريطاني وحققت لشرق الأردن استقلالاً كاملاً ولتصبح الدولة باسم " المملكة الأردنية الهاشمية" في 02 أيار 1946.
بعد تحقيق الاستقلال أخذ الأردن يمارس دوراً متقدماً عربياً ودولياً وكان حضوراً مميزاً في العديد من المؤتمرات وأولها قمة أنشاص في 28 أيار عام 1936م، وذلك بعد أيام من نيل الاستقلال، هذا وقد كان للجيش العربي الأردني دوراً فعالاً في الدفاع عن القدس وعروبتها وذلك خلال الحرب العربية الإسرائيلية المتفوقة بالعَدد والعُدة، وها هي معارك باب الواد واللطرون والقدس تبقى شاهداً حياً على بسالة هذا الجيش وتفوقه، لقد تمتع الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين ببعد النظر والقدرة على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة ما يتهدد الأمة من وجود الخطر الصهيوني في فلسطين وقد سطّر أفراد الجيش العربي أفضل نموذج للتضحية والشهادة والذود عن تراب فلسطين من اجل الحفاظ على عروبة القدس.
كان الأمير عبد اله بن الحسين يتمتع بصفات عديدة أهمها الصراحة ودماثة الخلق وقوة العقيدة والصفاء ونقاء الفكر وكان طليق اللسان غزير العلم واسع الإطلاع في أمور الدين والأدب تاركاً العديد من المؤلفات منها "مذكراتي" و "من أنا" و"الأمالي السياسية" وغيرها  وكان محباً للخيل والفروسية يصغي باهتمام إلى أخبار الناس والبلاد والمواضيع التي تخص العالم الإسلامي والوطن العربي، وتمثلت أهم طموحات الملك المؤسس بتوحيد أقطار سوريا الطبيعية في إطار دولة واحدة نظراً لأن عمان قد أصبحت ملتقى الأحرار من شتى البلاد العربية فقصدها أمراء العراق والحجاز وفلسطين وسوريا وتكاتفت الأيد لبناء شرق الأردن ومما يجدر ذكره أن الملك عبد الله الأول بن الحسين بذل جهوداً كبيرة لتوقيع  معاهدة مع بريطانيا بموجبها الاعتراف بكيان الدولة الأردنية بشكل يعطيها الحق في الدخول بعضوية عصبة الأمم المتحدة الأمر الذي يجعلها تحظى بالاعتراف الدولي بالإضافة إلى تنظيم العلاقات الأردنية البريطانية بشكل دقيق والحد من تدخلات الموظفين البريطانيين في شؤون الدولة وقد استمر هذا النضال الوطني على المستويين الرسمي والشعبي من اجل الحصول على الاستقلال، إلا أن الملك عبد الله الأول بن الحسين تمكن بسياسته المميزة،من إجراء تعديلات على معاهدة الأردنية البريطانية لصالح الأردن، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وجهت الحكومة الأردنية مذكرة إلى الحكومة البريطانية بتاريخ 27/6/1945م طالبت فيها بدء المفاوضات لإعلان استقلال شرق الأردن وقد ردت السياسة البريطانية بتوجيه دعوة للأمير عبدالله مع رئيس حكومته في بداية عام 1946م، وبعد اعتراف الحكومة البريطانية في اجتماع هيئة المم المتحدة بتاريخ 17/1/1946م بأن شرق الأردن تطور إلى مستوى يدعو لإنهاء الانتداب عليه ومنحه الاستقلال، وفي صباح يوم 25/4/1946 عقد مجلس التشريعي الأردني جلسة خاصة قدم خلالها قرار مجلس الوزراء وقرارات المجالس البلدية المتضمنة رغبة البلاد بالاستقلال كما أعلنت قراراً بالإجماع يقضي بما يلي: إعلان استقلال البلاد الأردنية باسم: المملكة الأردنية الهاشمية والبيعة لسيد البلاد ومؤسسها عبد الله بن الحسين ملكاً دستورياً وتعديل القانون الأساسي، ثم أجريت مراسم البيعة للملك عبد الله في قاعة العرش وجرى استعراض حافل للجيش العربي شهده كثير من أبناء الأردن والأقطار العربية وتقرر اعتبار 25/5/1946م يوم عيد استقلال للملكة الأردنية الهاشمية.
ومنذ ذلك اليوم وهاهي تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية في الخامس والعشرين من شهر أيار من كل عام، بذكرى استقلال الأردن والتي تمكن من خلالها الأردنيون بقيادة الهاشميين من إرساء دعائم الدولة الأردنية الحديثة وترسيخ معالم الحرية والديمقراطية.
ويسجل التاريخ بكل فخر واعتزاز دور الملك المؤسس في إنقاذ الأردن وتخليصه منة كل المخططات التي استهدفت الأرض العربية كما ويسجل له التاريخ براعته وتفوقه في التعامل مع الغرب وخصوصاً بريطانيا التي كانت تمسك بزمام الأمور في هذه المنطقة وسعيه الدؤوب لإنقاذ الأردن من المخططات التي كانت تهدف للنيل منه ومن عروبته.
كان صانع الاستقلال جلالة الملك عبد اله الأول بن الحسين طيب اله ثراه كان الأكثر بصيرة للمخططات التي حكيت للمنطقة من حيث تقسيمها وتفتيت كيانها، فكانت المخططات الصهيونية تتلاقى مع الانتدابيين الفرنسي والبريطاني، فاستلهم من مبادئ الثورة العربية الكبرى وعوامل قيامها مناة ونبراساً للتفاؤل بالمستقبل.
واستشراف القادم بنظرة ثاقبة، وفي قراءة نفسه أن الحل لما يواجه الأمة هو وحدة العرب أجمع للخروج من المخططات التي أبدعت فرنسا وبريطانيا برسمها وتخطيطها بهدف تقسيم بلاد الشام والعراق.
وكان لموقف الهاشميون الذي اتخذوه إزاء الاستعمار الفرنسي والبريطاني ونتيجة دفاعهم عنة عروبتهم وقوميتهم أن دفعوا ضريبة باهظة الثمن حيث تم نفي ملك العرب ومفجر الثورة العربية الكبرى وقائدة الحسين بن علي إلى قبرص.
حرص الملوك الهاشميون على وضع الأردن في المكان الذي يستحقه وأن يكون لدولة الأردنية دوراً متقدما عربياً وفي المحافل الدولية، وكان للقضية الفلسطينية نصيباً وحظاً وافراً عند الهاشميين فدافعوا عنها وتبنوها.
وفي يوم الاستقلال من كل عام يتذكر الأردنيين إدارة ونهضة أبناء الشعب الأردني وتضحيات أبائهم وأجدادهم في سبيل تحقيق الاستقلال ليحيا الأردنيون حياة كريمة تحت ظل دولة قوية منيعة بقيادة هاشمية واثقة حكيمة.
وفي ذكرى الاستقلال نستذكر عظماء بني هاشم الذين قادوا مسيرة التحرر والاستقلال بداية بمفجر الثورة العربية الكبرى ( ملك العرب) الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه ثم الملك عبدالله الأول بن الحسين صانع الاستقلال مروراً بجلالة المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه صانع الدستور الأردني ثم جلالة الملك الثاني الحسين بن طلال طيب الله ثراه وصولاً لإلى قائد المسيرة جلالة الملك المعزز عبد الهن الثاني بن الحسين الذي شيد البنيان وأعلى الصروح لترتفع منارات العز والمجد في بلد الأردنيين الأحرار بقيادة  الأشراف الهاشميين.
وبالعودة للحديث عن جلالة المغفور له الملك المؤسس ندرك أننا بصدد الوقوف أمام شخصية أدبية منقطعة النظر فهو واحد من أدباء وشعراء هذا العصر كونه واسع الإطلاع وعلى علم الراية بفنون الأدب والشعر، كان رواية للشعر ومحباً لمجالس الشعر والشعراء عارفاً أوزانه وقوافيه وقد قال فيه تيسير ظيبان ( ولم تكتحل عيناي في جميع سني حياتي بمشاهدة مجلس أجل شأناً وأشد هيبة وأرفع قدراً وأنبه ذكراً وأطيب أثراً وأقع في النفس وأحب إلى القلب من تلك المجالس الخاصة التي كانت تعقد من جيل لأخر في قصر رغدان أو بسمان أو المشتى ( في الشونة) لما كان يدور من مساجلات شعرية ومطارحات أدبية ومناقشات وبنية من عيون أهل الفكر. وجها بذة العلم ورجال الأدب والشعر بالإضافة إلى جمهرة الوزراء وكبار المسؤولين وبعض الأدباء والمفكرين الذين كانوا يفدون من الأقطار العربية الشقيقة أمثال عمر بن أبي ريشة وعبد المحسن الكاظمي وإسعاف النشاشيبي وكان الملك بما آتاه الله من ذكاء وقاده وذاكرة قوية وبما حياه من طلاقة في الحديث ورشاقة في الأسلوب وسرعة في البديهة وبما كان يتمتع به من إطلاع واسع ودراسات خاصة كان رواية للشعر من الطراز الأول، ولا سيما الشعر القديمة وحين كنا نستمع إليه نحس كأننا نستمع إلى روايات الأصمعي وأبي عبيدة، وقد علمت أن الملك كان يحفظ عن ظهر قلب  مفضليات الضبي وجزءاً غير يسير من ديوان الحماسة لأبي تمام والأغاني والعقد الفريد.
يقول الشاعر والأديب حسني فريز: أن الملك عبدالله الأول شاعر ينظم الشعر عفو الخاص، لا يتحمل فيه ولا يتكلف، لأن أوقاته أضيق بكثير من أن يصرفها في الشعر، ولغزارة مادته اللغوية وكثرة إطلاعه على الشعر فإن أسلوبه أسلوب عربي صافٍ قوي التراكيب، ناصع البيان، يشبه العصور العباسية من حيث النسيج والبيان، وبداهته قد تسبق أعظم رؤية فهو ملك الشعر والنثر.
لقد ساهم الملك عبد الله ومن خلال مجالسه الأدبية في قيام حركة أدبية وثقافية في شرقي الأردن حيث اعتمد الأسلوب الجميل الجزل والمتانة والدقة في اختيار المفردات والألفاظ دون إخلال بالوزن والقافية متأثراً بفحول الشعراء العرب، آخذا باعتباره المعاجم اللغوية والموسعات العربية فنظم قصائده في شتى المواضيع وكان راعياً للأدب والأدباء ومشجعاً للمواهب الشابة فهو بحق منشئ الأدب الأردني الحديث.
جاء الملك المفغور له الملك عبد الله الأول بن الحسين إلى أرض الأردن مجاهداً، وغادر الدنيا شهيداً، حيث امتدت يد الغدر لتغتال الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين في حمى الأقصى أثناء ذهابه لتأدية صلاة الجمعة يوم 20 تموز 1950م، فقضى شهيداً في سبيل أمته ووطنه بعد أن عاش حياة مليئة بالخير والزود عن حمى الأمة العربية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد