أصبحنا نحترف التقليد

mainThumb

24-06-2013 04:01 PM

مبادئ راسخة في عقول البشر سواء كانو رجال أو نساء.. شيوخ أو شباب أو أطفال.. عقائد فكرية نتخذها كنوع من تفريغ الكبت أو كـ راحة للعقول والأجساد، مضيعة للوقت نظنها حسن إستغلال.. أنا لا أجبر البشر على إستغلال أوقاتهم في العبادة القراءة والكتابة الدراسة والعمل وإغفال الإستمتاع أو تفريغ الكبت، أو الرغبة بفراغ قصير..

تعددت سبل إضاعة الوقت بزمن فقدة به قيمة الوقت.. فأصبحنا نمضي يومنا بلا فائدة نقلب سبل التكنولوجيا علنا نقتل الملل الذي كسى أجسادنا كثوب سابغ للتراب، بين محطات التلفاز نضيع أعوام من سنين بقائنا، ويمضي عداد الحياة بتسارع يفوق سرعة الضوء، وما نلبث بدء السنة ألا ونحنا مودعين أطلالها.. وكما يقال الوقت من ذهب أن لم تدركه ذهب

أصبحت ثقافة إستغلال الوقت مزخرفة بالمتعة، لا الفائدة فأحللنا مسميات عديدة لأستغلال أوقاتنا وبتنا كمن يبيع الشعير عوضا عن القمح، فظهرت في وقتنا الحديث مباريات (الكلاسيكو) و (كأس العالم) التي أصبحت الشغل الشاغل للشباب المعاصر جيل الثقافة الواسعة والنفوذ الحضارية.. فـ كرة عوجاء  تتحكم بواقع البشر ومعاملاتهم اليومية، أصبحت علاقات الشبان تقتصر على (برشلوني ومدريدي) إذا كنت أبن فريقي فشرف لي مصاهرتك وصداقتك، أما إذا كنت معاديني في التشجيع فأنت خصمي اللدود حتى وأن كنت رفيق دربي ذات برهة.. ولم تقتصر المباريات على تعبئة أوقات الفراغ فقط بل أصبحت عمان خالية في أوقات المباريات وكأننا نعاني من حظر تجول حربي.. وبعد إنتهاء المباراة تنطلق الزمامير والأفراح وكأن عيد الإستقال آن..

وفي زاوية تعبئة فراغ الروح متسع لمسلسلات (الدمار التركية) كما راق لي تسميتها.. تنوعت المسلسلات والأسماء واحده حيث نقبع للحظات صمت الشفاه، وتحدث الشاشات، تسدل الأنظار، وترتخي الأسماع، وتجتمع العائلات المفرقة لمشاهدة (لميس ويحيى) (نور ومهند) (فطمة وكريم) (ارب ايدول) وغيرهم الكثير.. ثقافتنا كفقاقيع الصابون منتفخة بنظرنا فارغة بنظرهم (الغرب) جميلة بنظرنا قبيحة بنظرهم(الغرب).. وكما قال كبير الشعراء نزار القبانيفمازالت بداخلنا رواسب منأبي جهل..

في داخلنا نزعة لا منطقية تحاكي الشبكات الإجتماعية فالفيس بوك مثلا عالم جميل يحملنا للمستحيل.. تفريغ للعواطف والإبداعات وكشف للنواقص والإهتمامات فيه تعرف المستحيل (أي اننا اصبحنا بكاميرات) نكشف تفاصيل حياتنا لتواصل إجتماعي فعلى سبيل المثال حالتك كشفة (بـ سمايل) أو (بـ بوست).. أنا لا أجزم بأن الشبكات الإجتماعية سلبية لحد جسيم، فبعضها أنشئ مودة والفة وحب بين الاقرباء (كـ الواتس آب) الذي أصفه كعملة نقدية تحمل وجهان بوقت واحد وجه صالح كما ذكرت سابقاً، ووجه قبح كعلاقات الغرام والأوهام والأحلام (فكل رقم غريب سيصبح معجب أو حبيب) قاعدة الشباب سواء كانو صبيان أو بنات..

أصبحنا لا نجيد الصناعات كما نجيد التقليدات، وأصبحنا محترفين باستخدام المعاصر غافلين تصنيعه أو حتى إيجاد بدائل.. وبحسب أخر إحصائية لمستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك بالوطن العربي عشرة مليون مستخدم، وتحتل الاردن المرتبة الثانية من حيث عدد مستخدمي الفيس بوك بالوطن العربي حسب احصائية شركة فيس بوك لعام2012، وعدد مستخدمي الواتس آب في 100 دولة بالعالم يبلغ  200.000.000 مستخدم حسب إحصائية شركة واتس آب لعام 2012..

ربما استطعنا إقتحام القبيح وهجر الحسن ولكنا أصبحنا أتباع المناهج الوضيعة.. فربما نتفاخر بجهلنا في الوقت الرهن ولكننا سنبكي ندمنا في المستقبل العاجل.. وكلمتي لكل عربي محاسب: لك النظرة والكلمة والتصرف ،وعليك حسابها.. فأفني محاسن جسدك بالحسنيات، ولا يغريك قومك بالمغريات.. فكل أبن أدم محاسب حتى على رفة الجفن..

raboshql@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد