جميل و ممتع ان يكون عمرك فوق الستين

mainThumb

11-09-2013 04:31 PM

كم كان هذا اليوم جميلا عندما ذهبت لجامعتي و هي الجامعة الاردنية بعد حصولي على مقعد لدراسة الماجستير في تخصص علم الاجتماع حيث كنت قد تخرجت من هذه الجامعة قبل اربعين عاما اي في العام 1973 في تخصص المحاسبة .

و هذا اليوم كان وجودي داخل الجامعة لاتمام متطلبات التسجيل بعد الحصول على القبول و كم كنت فرحا و سعيدا بان ارجع لشعوري طالبا و كان عمري 17 عام و ذلك عندما دخلت الجامعة عام 1969 لاول للدراسة

و بعد هذا العمر و هذا التجارب في الحياة عدت لاستمتع بان اجلس على مقاعد الدراسة و مما اسعدني بالاضافة الى شعور المغترب عندما يعود الى حضن وطنه ليشتم رائحة نسيم الوطن و رائحة ترابه و شجره و حجره او شعور عودة المسافر بعد طول غياب لحضن والدته ليشتم رائحتها و رائحة خبزها و مأكولاتها الرائعة .

بالاضافة الى ذلك كم كنت سعيدا و انا اقف في الطابور لانتظر دوري لتقديم الاوراق المطلوبة و كان الطابور طويلا و لكن الجميع كان ملتزم بالهدوء و الادب و النظام .

و فوجئت بان المسجل يؤشر لي بان اتقدم و استغربت منه ذلك و بداية رفضت و لكنه قال لي بصوت عال و الكل يسمعه بان من كان عمره فوق الستين فهنالك اوامر من رئاسة الوزراء , و هذا قانون في الجريدة الرسمية بان من كان عمره فوق الستين فلا دور له و لا انتظار و يعامل بكل تقدير و احترام .

و كذلك ينطبق الامر على ذووي الإحتياجات الخاصة و كم كنت فرحا عندما قام الطلاب جميعهم بالقول ان عمرهم فوق الستين .

و انهيت بعد ذلك معاملاتي و سجلت المواد و رجعت طالبا و نظرتي لزملائي الدكاتره و الموظفين تغيرت و رجعت بالشعور الى انني طالب و هم اساتذة كبار و ليسوا زملاء .

فهذا الشعور الجميل الرائع و هو الرجوع الى الوطن الصغير من خلال الوطن الكبير فكيف سيكون الشعور عند العودة الى مسقط الراس فلسطين او عودة اللاجئيين السوريين الى ديارهم و الى ارضهم او عودة اي محروم من ارضه و وطنه الى دياره .

فلكي يا جامعتي الحبيبة و يا وطني الصغير داخل الوطن الكبير الاردن كل الحب و كل التقدير و كل الانتماء و كل الولاء و كل الاخلاص .

عاشت جامعتي شامخة , عزيزة و عاش الوطن حرا ابيا كريما



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد