التسرب المدرسي .. إرتباط متشعب

mainThumb

18-09-2013 04:24 PM

ذكريات الدراسة تجول في زقاق خاطري كما تجول في نبض الجميع.. ولدقائق ذاكرتي الهرمة دقات وصور شبه حقيقية تنبض بالحياة.. للطفولة فكاهة ولقطات شبه حية نمثلها بالذكريات.. ولوقار الكبار صدى لطيف كـ أبراج الحمام ممثل بعقول الأطفال.

في بداية العمر يكون حلم بعض الأطفال الدخول للمدرسة.. وتصور ذاك البناء الهرم القديم أو الحديث حالياً جميل كـ فرحة عابرة تطرق أبواب الهرم والبكاء.. لتفكير الطفل منحى شبه منتقص بطابع نقص الكمال الفكري في مرحلة الطفولة..

ظاهرة التسرب المدرسي من أهم الظواهر التي تبرز صدارة النقاش في مرحلة الدراسة.. لانغفل أهمية هذه المرحلة لبلوغها ذروة النشاط في مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي.. ربما يرجع نشاط التسرب المدرسي في هذه المرحلة لإرتباط أفكار الأطفال بالحرية وبناء الشخصية وتكوين نازع فكري مشترك بين طلبة مرحلة معينة، وربما تعود فكرة التسرب المدرسي للضغط الإجتماعي والدراسي وجهل الطلبة والتهرب من الدراسة ومصاحبة رفقاء السوء..

لظاهرة التسرب إرتباطات متشعبة مع العديد من الظواهر المرفوضة تمام الرفض من قبل الفئة الناضجة (أولياء الأمور والمعلمين) ومن هذه الظواهر: ظاهرة تدخين المراهقين وأبناء المدارس لاسيم أن هذه الظاهرة إنتشرت بشكل واسع بين أبناء المدارس على مستوى المملكة الأردنية على مستوى غير فئوي (أي شملة جميع المراحل الدراسية من الإبتدائية فالإعدادية وتليها الثانوية)..

وكما يقال: تفسد المؤسسات حين لا تكون قاعدتها الأخلاق لنقص التكامل الفكري في مرحلة الطفولة دور بارز في ضياع إحترام الكبار أو المعلمين في مدارسنا ويعود سبب فقدان الإحترام لعدة أسباب منها فقدان إحترام أعضاء الأسرة بعضهم للأخر كـ قلة إحترام الأم للأب والعكس صحيح، وسوء التربية و تدهور الثقافة، وزهد المستوى الفكري، وقلة الوعي الإجتماعي والأخلاقي..

فهذه الأسباب أدت لضياع أسس الحياة المتينة وساهمة في إضعاف البنيان الفكري لدى الطفل، مما أدى لفقدان الإحترام سواء كان على مستوى المدرسي أو الأسري.. ولجوء الطالب لتهزيء المعلم وشتمه وضربه خصوصا مع إصدار قرار منع الضرب في المدارس القرار المعدني ذو الوجهين، إذا يعتبر قرار منع الضرب قرار صائب لحد ما و منحرف في أن معا..

ومن المشاكل البارزة التي تتضمنها فترة المراهقة الممتدة من المرحلة الإعدادية والثانوية ظاهرة إدخال الهاتف النقال للصفوف الدراسية أثناء الأداء الفعلي للمادة من قبل الطلبة، إذا إنتشرت هذه الظاهرة على مستوى جماعي مستفز وأصبحت الحاجة للهاتف النقال لا تقتصر على المكالمات الطارئة فحسب، بل تعدتها للعب على تطبيقات الهواتف الحديثة وإستخدام الأنترنت و(الفيس بوك والواتس اب) تحديدا.. أو تسخير الهاتف النقال للتسلية والمتعة داخل الحصة الفعلية..

أن تضيء شمعة صغيرة خير لك من أن تنفق عمرك تلعن الظلام، وأن تبدأ باجتثاث أزمات الأطفال وتثبيتهم على أسس التفكير والاخلاق السليم خير من إتخاذ أساليب عقاب تعد بنظر البعض رادعة وهي أساساً لا تمد بتصحيح قوام الطالب الفكري بصلة، الطفولة شجرة نقاء وارفة الظل ، وأغصان عفوية تحمل ثمار القبول والمتعة.. فإذا أحسنا إصلاحها وبناء طريق نموها وتشكيلها إزدانت بالجمال وإذا أسأنا تشذيبها نمت بالتواء وإعوجاج؛ وهكذا أطفالنا.. ألين وحسن التهذيب طريق بناء المجتمع الناضج..

raboshql@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد