الموضة العصرية ترقيع عربي وحضارة غربية

mainThumb

20-10-2013 12:23 PM

نحكم أنفسنا بأقفاص نحاس ملونة ومغرية؛ كـ عصافير السنونو نصبح أسيرين لمعصم المجتمع الغربي، وبذاخة التفاخر، وإجلال المحرمات.. نبرع بإصطناع أشكال مطابقة لطوابع الغرب لنلصقها على شخصياتنا كـ منتج عربي مصاغ بطابع غربي.. و نحكم بإنتقاصات تستحيل تغطية فراغاتها كـ الكعكة الإسفنجية ذات الفراغات المتعددة..

كـ شعب عربي مختلف الأديان ومتعدد الأجناس والأقطار والألوان لنا طابع مشترك يبرز بالقيم والأخلاق والعادات و المحرمات.. متشابهين بالمظهر كـ كؤوس زجاجية مصنوعة من خامة واحدة لكن إختلافها يكمن بالأشكال والزخارف.. أتسأل عن سر تطبع نسائنا ورجالنا لطباع لا يحتويها معجم العرب؟!..

أدرك أننا عربان بتفاخر وإعتزاز، وكلمة عربي لا تعني إنتقاص أو وصمة عيب تعول طباعنا.. فلما نحاول التحلل، وصياغة غرب بنقش عربي ليزين طابعنا الشخصي و مظهر كمالنا؟.. محور حديثي يتبلور حول الموضة والأزياء كـ محاولة لتجميل زجاجات أجسادنا وإبراز تفاصيل جمالنا، بعبودية ومصادقة ومع توقيع وبصمات..

الموضة والأزياء العصرية تتنافس في دواخلنا كـ إنفصامات شخصية، تحول تخبطاً بأرواحنا كما الإتجاهات المعاكسة تتصارع في أدمغتنا، نلجأ لتجميل أنفسنا بطباع الغرب بقناعة راسخة وكأن تعاليم ديننا لم تحدد لنا اللباس.. ويبرع ضعف وازعنا بتغطية ثقوب قناعاتنا التي لم نستطع تعليلها حتى بسطر واحدة بحجة  تغير الزمان وإختلاف الواقع والأشكال، بحجة التغيرات الإجتماعية و تقبل المستحدثات العصرية وطرق الباس والأجناس والطباع..

تمسكنا بالباس الغربي أو الباس المتحرر الذي يحتوي بعض النقوش الدينية كـ الحجاب بنظرنا، باب من أبواب ضعف وازعنا الدين و إندثار الخلق الحميد بشكل شبه ملحوظ بمجتمعاتنا العربية على حداً سواء.. ويعود الإهتمام بالباس المغري من قبل النساء باغلب الأحيان كـ نوع من لفت الإنتباه بحجة التجمل الخارجي وبحجة رقي النفس وحسن تجميل للذات..

لسنا ضد الجمال، لكن مفهوم الجمال تبدل ليشمل أشكال غريبة لم تكن معهودة من قبل سواء كان من جانب النساء أو الرجال.. الجمال مطلوب في ديننا سواء كنا رجال ونساء وكما قال تعالى:( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)..

بتعدد الأشكال و بروز الموضة وبرامج الأزياء والتجميل، حتم على الأغلب تقبل إبراز مظاهر الجمال و أشكال الأجساد.. من قصير لِديق لتفصيل الجسد وأظهار الوان الجلد والأغراء بالدانتيل و الشيفون والألوان المبتدعة من عالم الخيال، جميعها عوامل تستثير المراهقات بشكل ملفت وتشتغل عقول النساء الناضجات، حيث لم تعد الموضة مقتصرة على سيداتنا فقط بل أصبحت تشمل أغلب الرجال.. حيث أدخل الستراس (الحجارة اللامعة) و الجينز الممزق والألوان الفاقعة والبرمودة القصيرة، والجينز الديق كـ لباس مشترك بين النساء و الرجال..

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منــا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال).. للإناث طابع مميز بالنعومة والجمال وإتخاذ الجواهر والحلي والأثواب الناعمة والرقيقة، وهذه الملابس ليست محرمة على النساء لكن صياغة معناها أصبح خاطئ.. لم يحرم الاسلام إرتدائها بالمنازل وبمجالس النساء، لكن تحليلنا للمعاني جعلنا نحرف المضمون عن سياقه ونبيح إرتدائها بالشاشات وعلى مرأى العوام، كـ أنثى صانها دينا وجميع الشرائع السماوية فأنتي ملكة ولست (مليكان)..

للرجال ضخامة تتجسد بصيانة الرجولة والتفاخر بصلابة والقوة والقوام.. وله ميزة القوامة على النساء "والتي تعني الإختلاف بالمظهر، و طريقة الفكر وصلابة الرأي لما منح الله الرجل من عقل أكمل من عقل المرأة غالباً، وعلم أغزر من علمها غالباً، وبعد نظر في مبادئ الأمور ونهاياتها أبعد من نظرها"..

فعلينا كـ مجتمع عربي يتميز بتاريخ يستحيل تحريفه و إبداله بأي طابع غربي، أن نحفظ كرامة أنفسنا وأديانا، وأن نتحلي بمظهر مميز عن البشرية أجمعين.. هناك مقولة لجورج سانتايانا: "الموضة أمر همجي، فهي تنتج الإبداع دون سبب، والتقليد دون فائدة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد