فنجانُ الإستيلاء

mainThumb

04-11-2013 01:02 PM

في كلِ رقعةٍ من رقاعِ الأرض، تلعبُ لعبةَ الحرب.. كـ نعّيٍ يجسدُ أبجديةَ الدماء، كـ خطوطِ سطورِ الموتِ على أكتافِ الحياءِ.. أجسدُ هزيمة الإستيلاءِ..

كـ طفلة عربية ولدتْ بين الطلقات، أموتُ دفينةَ الأثوابِ العقيمةِ.. وأستنشقُ عطرَ قنابلِ الغبارِ، ورائحةُ جري المدرعات.. كـ عربيةٍ بتُ محرومةً من كافةِ الإعانات.. سأبقى فارغة العزيمةِ رغم إمتلاءِ المقاعدِ بالمظاهرات.. ويفتقر قلبي الإحساسَ بالأمانِ ولو لحظةٍ من اللحظات..

قدورٌ فارغةٌ هذا ما إعتادتْ عليهِ البصمات.. ومعدةٌ حبيسةٌ تتناولُ في فجرها قنابلٌ و شظايا.. لي حقٌ بأن أوهبَ دفتر مذكراتٍ أو بسمةٍ تهديها لي أحدى العربيات.. لي أنصافُ رقاعِ قماشٍ، ونسيجٍ مخاطٍ بأعلامٍ ملونة، وراياتٍ وساعاتٍ ودماءٌ وأشلاءٌ متراميةُ الأطراف..

لي جدارةٌ في تمثلِ أصواتِ الآهات، وأنينٌ يقطعُ أشلاء الجسدِ من شدةِ اللذعات.. لي بلادٌ ترامتْ في وريقةٍ كـ حجارةِ الحجلةِ المنثورةِ بالطرقات.. وسبعُ بلادٍ حبلى بالظفرِ و تلدُ الخيباتِ.. و أُسأل بعددِ دقاتِ الساعةِ عن سرِّ العبوسِ..

سأروي لكم مقطوعةَ عزف مؤلفةً من إحدى عشرة حركةٍ تتوه بجبهتيِ السمراء.. وأنينُ كمانٍ يطوف إلي عزفاً كناي تخلّق من شظايا المؤامرات..

يتيمة المنشأِ أهوي أم فاقدةٌ لأحد الأحباء.. أفتقدُ أشكالَ الحمامِ المهاجرِ، وأشكالَ الأسماكِ الطائفِ بالمنارات..

أفتقد تراكيبَ أضواءِ النهارِ وظلمةِ ليلِ البهاء.. أفتقد نكهة ماءٍ خالٍ من الرصاصِ.. وريح نبات خالٍ من القتام.. وملمسَ حبٍ يعتريهِ الأمان.. أفتقد ذاتي وجميع نكهاتِ ذآك الفنجان..

raboshql@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد