عمل اعلامي مميز .. وقضية رأي عام

mainThumb

12-01-2014 07:43 PM

    أستوقفني قبل ايام  تقرير مميز نشر على صفحات صحيفة الغد الاردنية واسعة الانتشار تناول وبكل مهنية عالية وحياد وبأسلوب استقصائي مميز قضية هامة تتعلق بشركة اردنية احيل عليها عطاء  تغيير مدة صلاحية كميات كبيرة من (البسكويت ) المقرر ارساله كمواد غذائية  لطلاب المدارس في العراق الشقيق على الاراضي الاردنية باشراف برنامج الاغذية العالمي .
 
انا هنا لن اخوض بتفاصيل القضية فهناك اطباء ومحامون وقضاة ومسؤولون اردنيون وعراقيون ودوليون هم اصحاب القرار في ذلك وهم المعنيون بمتابعة هذه القضية الحساسة والهامة والتي تتعلق بصحة عدد كبير من ابناء العراق الشقيق .رغم انني استغرب عملية تمديد مواد غذائية لمدة طويلة رغم انتهاء مدة صلاحيتها ...فتمديد صلاحية علاج او مادة غذائية يختلف تماما عن تمديد اقامة اجنبي في بلد ما او تصريح عمله ...وأعرف من خلال خبرتي المتواضعة في اوروبا ان مدة صلاحية المادة الغذائية تحدد من قبل الشركة المنتجة ولا يجوز بيعها في الاسواق التجارية بعد انتهاء مدة صلاحيتها المحددة وهناك مؤسسات رسمية تتابع ذلك وتتقبل شكاوى المواطنين في حالة اكتشاف احدهم ان هناك مادة غذائية منتهية الصلاحية  في محل تجاري حيث يتعرض المسؤول عن ذلك الى القضاء فورا ويطبق عليه احكام القانون ...واستغربت ماجاء في كتاب الشركة المصنعة ان مدة صلاحية (البسكويت) والتي انتهت عام 2013 يمكن تمديدها الى 2015 ...وهنا يمكننا طرح السؤال :لماذا لم تحدد الشركة وفور انتاج (البسكويت) مدة صلاحيته حتى 2015؟


وعلى كل حال وكما قلت سابقا انا لست معنيا بكل هذه التفاصيل ...ما يهمني هو ان التقرير الصحفي والذي قامت به الزميلة حنان كسواني من صحيفة الغد يستحق فعلا التقدير والاعجاب والدعم والتكريم ...ويستحق ايضا المتابعة من وسائل الاعلام الاردنية المختلفة لأهميته ... التقرير دون شك  كلف الصحافية حنان وقتا طويلا وجهدا كبيرا وشجاعة ...فقد تقمصت الزميلة شخصية لاجئة سورية معدمة قبلت ومن منطلق الفقر والعوز والحاجة ان تقوم بهذا العمل المثير للجدل حيث تقوم هي وزميلاتها وزملاؤها بأزالة مدة الصلاحية الاصلية والصاق تاريخ الصلاحية الجديدة...وتحققت الزميلة حنان بالوثائق والصور كيف قامت الشركة باستغلال الحالة الاقتصادية المزرية لهؤلاء اللاجئين ووضعتهم في قاعة شديدة البرودة غير صحية للقيام بهذا العمل بأجور منخفضة جدا لا تغني ولا تسمن من جوع.


 الزميلة حنان كسواني قامت بهذا التقرير النموذجي ليس بهدف الابتزاز او التشهير او اغتيال الشخصية ...ولا بهدف النفاق والتملق لمسؤول ليتكرم عليها ببضعة دنانير ...او الحصول على اعلان لصحيفة او موقع اخباري ...
هذا هو الاعلام المهني الذي نصبو اليه ...وهذا هو الاعلامي الذي ننتظر ونحترم ...مصداقيتة ...شفافيتة...مهنيته العالية ...موضوعيتة ...شكرا لصحيفة الغد الغراء على هذا التقرير القيم والهام...وشكرا للزميلة حنان كسواني لجهودها الجبارة والتي واصلت جهودها الصحفية رغم الضغوطات المختلفة...وشكرا للأقلام الشريفة الصادقة  في وطني...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد