كيف دبر الاخوان لتدمير مصر؟

mainThumb

27-01-2014 01:50 PM

هل يعقل ان يدبر شخص لتدمير بلده؟ ام ان نواميس الحياة تغيرت ؟ فالطبيعي ان يحب الانسان بلده ويحافظ عليه ويبذل الغالي والرخيص في سبيل رفعته .ولكن لكل قاعدة استثناء فالبشر يختلفون كل وفق جبلته , فيهم الكريم وفيهم البخيل, منهم الرفيق ومنهم الطاغية .فيهم الشريف ومنهم الخائن .ومنهم العميل وفيهم الوطني , ومنهم الوصولي و منهم المضحي .

وبالتالي هناك من يتآمر مع العدو على شرف امته وعرضها ..من اجل ان يحكم !!نعم هذا ما قامت به "جماعة الاخوان "في مصر, حيث تعود القصة في بدايتها حسب رواية الشهود في المحاكمات وتقارير استخبارية ومعلومات امنية وتقارير صحافية غربية وعربية الى ان الرئيس الامريكي اوباما كان يريد سحب الجيش الامريكي من افغانستان فأوكل المهمة لقطر لكي تتفاوض مع طالبان .ولكن اتتت الرياح بمالا تشتهي السفن ..حيث تبين ان" تنظيم القاعدة "هو المسؤول هناك وهو من يقرر..مما أثار غضب امريكا ودفعها لسحب الطلب .والاتجاه الى التفاوض المباشر مع "تنظيم القاعدة ".

في الاول من يناير 2013 ايام محمد مرسي ,حضرت الى  السفارة  الامريكية في القاهرة شخصية امنية رفيعة وطلبت "عصام الحداد "عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين،مسؤول العلاقات الخارجية. وأمرته بان يحضر"خيرت الشاطر"النائب الاول للمرشد.

 في 8 يناير قابل الحداد والشاطر الوفد الامني في السفارة الامريكية ,ونقل  لهم المسؤول الأمني فيها رسالة مفادها "(نطلب منكم  كجماعة الاخوان المسلمين  ان تساعدونا على اخراج جيشنا من افغانستان بأمان عبر رفاعة الطهطاوي و اخو الظواهري, وبقدر مساعدتكم ستكون امريكا وفية معكم ).


حداد و الشاطر قاما بطرح الفكرة على مكتب الارشاد فوافق المكتب على خروج القاعدة من افغانستان وان تترحل الى مصر ..فذهبا بدورهما الى السفارة وبلغا الرسالة فرحبت امريكا جدا وفي 20 يانير بدأ الاتصال مع محمد مرسي .واتفقوا على فتح أبواب مباشرة بين الاخوان والقاعدة .

في السابع من فبراير 2013 ذهب الوفد الاخواني بقيادة"محمود عزت"النائب الثاني لمكتب الارشاد الى ليبيا للقاء مع"ابو انس الليبي "زعيم تنظيم القاعدة في ليبيا وابلغه بان القيادة المصرية لا تمانع في دخول أيمن الظواهري"الى مصر وترغب في فتح الباب لنقل عناصر القاعدة من ليبيا الى سيناء .وبالفعل بدأ نقل العناصر .

وكي لا ينكشف أمر الاخوان سلموا "حماس "ملف القاعدة كاملا. من حيث التدريب والتجهيز لكي يتم العمل من غزة .وفعلا تم دخول عدد كبير من عناصر القاعدة و التنظيمات الاسلامية المختلفة و الجيش الحر الى سيناء تحت رعاية امريكية ..

27/5/من نفس العام التقى وزير الخارجية الروسي مع وزير الخارجية الامريكي في باريس وابلغ الأول الأخير بان روسيا تعلم عن العلاقات مع القاعدة وان ايران حصلت على المعلومات ايضا من حركة حماس .مما أربك كيري ودفعه للنفي لان  الشعب الامريكي و الكونغرس لا يعلمون عنها..وبعد هذا الانكشاف بلغ الامريكان سفيرتهم في القاهرة ان تتصل بالشاطر لوقف المحادثات مع القاعدة وان ترسل له ما مفاده بانهم وحماس مخترقون !!.

21/6/2013 ونتيجة للفزع الامريكي من هذا الانكشاف تم خطف" ابو انس الليبي "خوفا من التورط اكثر .

في 30/6/2013 توجه الفريق اول "عبد الفتاح السيسي "الى الشعب المصري "وطلب التفويض للقضاء على الارهاب .. قال اللواء عبد الحميد خيرت " االمتخصص في شؤون الاخوان لمحطة سي بي  سي بان  الهدف الاساسي الذي لعب عليه الامريكان هو نقل تنظيم القاعدة من افغانستان الى سيناء بشكل امن .وقد يتساءل البعض لماذا سيناء ؟ اقول الموساد له دور كبير فيما يحدث فوجود القاعدة في سيناء هي ورقة ضغط على الاخوان كقيادة سياسية مصرية للتأثير على الدولة المصرية .

وقال بان الاخوان كانوا ينفذون الاجندة الامريكية في مصر .ففي 24/7/2013 عقد في السفارة الامريكية في عمان اجتماعا حضره مندوب عن السي اي ايه ومندوبا عن الموساد واخر عن الدفاع الفرنسي مع ممثل عن القاعدة الامريكية في قبرص وتم  في الاجتماع مناقشة 1- نجاح الاخوان في الشغب 2-  استلام شحنات السلاح من ليبيا و العلمين و الموساد عبر سيناء ..3- نجاح الاخوان في ادخال السلاح في رابعة والجيزة .كما دار في الاجتماع بحث الايجابيات التي يمكن تحويلها الى سلبيات ومنها 1- توحد الجيش و الشرطة والمخابرات و الاحزاب السياسية ..وهذه تحويلها يتم بشق الصف .2- الميل الواضح عند الشعب  للفريق السيسي وهذا يتم بتحويله الى لعب دور عبد الناصر وذلك لتخويف الخليج .3- التأييد المطلق من الكنيسة للقيادة وهذا نستفيد منه في اشعال البلد وزرع بذور الفرقة .ونؤزم العلاقة بين الاقباط و الدولة و التمثيل برموزهم .(بعدها تم حرق 68 كنيسة ).

4- التقدم الملحوظ للشرطة في السيطرة على الاحداث ومواجهتها وهذا الاستفادة منه في اعمال تعيد للذاكرة ما حدث في 11 يانير .

ويبين "اللواء خيرت" بان  الاهداف من تلك الأعمال هو 1- اختبار قدرة الامن الحاسم عند التصعيد .

2- فرض وساطة اوروبية (زيارة اشتون ومن معها وفيها قابلت مرسي و الشاطر في الحبس)
3- احداث وقيعة بين الاقباط و الدولة لكي يتدخلوا هم ..كمنقذين !4- تبقى غرفة العمليات في اسرائيل وقبرص متابعة لقيام الاخوان بتخزين السلاح في كافة المدن .4- حماية الصف الثاني من عناصر الاخوان (القادة في الميدان ). في 16/8/2013تم لقاء بين الاخوان و الامريكان في السفارة الامريكية في مصر ثم لقاء اخر على مستوى امني رفيع عقد في القاعدة الامريكية في المانيا حيث حضره مندوب من سي اي ايه  و الموساد وقاعدة قبرص الاستخبارية ومندوب عن الدفاع الفرنسي وممثل عن حلف الناتو ..هذا الاجتماع جاء فيه 1- الشرق الاوسط منطقة عمليات .2- انهم تمكنوا من مياه وادي الفرات بواسطة الدولة التركية ولكنهم بحاجة الى سنتين من حكم اسلامي هناك .3- ان المخاطر كبيرة مع نظام ثابت في مصر لا يعترف بقرارتنا خاصة مع خسارتنا لمرسي .

4- ضرورة ابقاء مصر في حالة شلل سياسي و اقتصادي .5- ان الشعوب في امريكا و اوروبا غير مكترثة بما يجري في مصر لذلك تم تكليف المندوب البريطاني في قطر باعداد ووضع سياسة اعلامية تضليلية .

هذا الاجتماع خرج بتوصيات هامة منها :

1-    تركيع مصر اقتصاديا و ان يبقى القرار مكتوما الى الموعد المناسب .

2-    تحديد السيناريو الذي من شأنه تأخير الاستثمار في مصر .


3-    اطلاق حملة للتأثير على سمعة مصر المالية والادارية .

4-    زعزعة الوضع الامني في مصر.


5-    استحداث شبكة مالية لاستبدال شبكة الاخوان الذي جرى تجفيفها .
6-    وضع خطط التمويل و التخطيط عن طريق ليبيا .

7-    استمرار حالة التوتر احتجاجات ومظاهرات لكسب الوقت و التعاطف مع الاخوان .


8-    ان قرار مواجهة الاخوان كان مفاجأة سيئة .

9-    رفض اقباط امريكا التعاون مع حكومة بلادهم وتأييدهم الكبير للادارة المصرية الانتقالية بالاضافة الى موقف الاقباط في مصر و الذي اثر على الكنائس الاروبية .


10-التصرفات المتوحشة لتحالف الاخوان و التبرع بالهجوم بدون حساب وسوء التخطيط مما ادى الى افشال فرص لتحسين ظروف الصراع ولذلك لا بد من وجود مسؤولين في الحزب.واتباع نفس التعليمات كما في سوريا و العراق .

وبعد ختام الاجتماع تم الاتفاق على 1- يحب ان نوحد الصف بين اتباعنا ولذلك ابلغوا تركيا ان تهدأ واصدار وعود لحماس ان تهدأ وتنسق مع الحلف .2- تنظيم العلاقة  مع اخوان ليبيا ووضع برنامج للتنسيق مع الاخوان في السودان 3- ضبط الاتصال مع الوحدات العاملة محليا داخل مصر.4- ابعاد عملائنا المصريين من مراكز القرار و الاستعانة بهم عند الضرورة مع لجم القيادات الاسلامية ووضع حد لارتجالهم .5- تحرك دبلوماسي موحد للضغط على الحكومة المصرية وليس لدرجة قطع العلاقات .

6- تبلغنا القيادة السياسية بان المدة المتاحة تنتهي في منتصف سبتمبر.
ويقول اللواء خيرت في لقاء مفتوح على قناة سي بي سي المصرية بان الفريق السيسي هنا لعب لعبته المخابراتية وقام بتسريب بعض الكلام وعلى اثره في 25/8/2013 عقد اجتماع في واشنطن لنفس المجموعة ولكن ماذا قالوا في ذلك الاجتماع ؟ 1- مناقشة تسريبات ونشرات وسائل الاعلام المصرية .2- ان التسريبات تحمل معلومات درجة سرية جدا وهذه مسألة خطيرة جدا وقد اتفقت الاطراف مع اسرائيل لسد تلك الثغرة .3- ان القيادة السياسية للحلف بالرغم من التسريبات لم تأمر بالوقف التام للعمليات بل تخفيض العمل الى نقل السلاح .4- على القيادة المشتركة اعادة النظر لان القيادة المصرية قد اخذت قرار مؤلما بنشرها الخطة فهي تبعث برسالة مفادها انها قادرة على احتواء برامجنا .6- ام مستوى المعلومات التي حصلوا عليها عن مصر غير كافية ولذلك نحتاج معلومات اكثر لاعادة النظر في وضع المنطقة كلها .7- على ادارة الحلف ان تقرر هل هي قادرة على زعزعة النظام في مصر او جعله معنا .8- الاستمرا ر في تشجيع تحالف الاخوان على الاستمرار في ممارسة العنف وزيادة التوتر في الشارع .(العنف في الجامعات و الفتل و الحرق للمؤسسات).

وبالنتيجة تبين ان قدرة الاخوان على ادارة البلاد اقل بكثير مما قيل لنا اما عددهم فربما المتعاطفين كبير ولكن تنظيم الاخوان اقل .ما كان ينقل للحلف ليس دقيقا وهم تنظيم عاجز  عن تنفيذ سياسة الحلف .وانه قد ثبت ان المستوى الامني المصري من جيش وشرطة متميز حيث  قضت على التنظيم وقدرته على الحركة في سينا .و النقطة الخطيرة التي توصلوا لها هي خطورة الوضع بقدرة القيادة المصرية على المواجهة مما يؤثر سلبا على سياسة الحلف في المنطقة .

ومن هنا الفريق السيسي المعلومات كانت امامه وكان لديه تقرير موقف للمخاطر جميعها وهو يواجه في الداخل وفي الخارج فلذلك طلب تفويض الشعب وقد جاء قرار السيسي مبنيا على معلومات صحيحة وخطيرة وكان من الممكن ان لم يتم التعامل على مستوى الحدث لا قدر الله ان تضيع البلد وبصدق اقول اننا اليوم نحتاج لرجل صاحب قرار يأخذ قرار المواجهة مع قوى الظلام الاقليمية و الدولية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد