الجلاد يمثل دور الضحية

mainThumb

16-03-2014 08:27 PM

لو كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يعلم بالنتائج الباهتة و دون مستوى الوسط التي تم فرزها عن المؤتمر الضخم الذي عقده في بغداد يوم 12 مارس/آذار الماضي تحت عنوان مكافحة الارهاب، لما كان قد فكر أصلا بعقد ذلك المؤتمر و تبديد كل تلك الاموال الطائلة على مؤتمر لم يحقق ولو 10% من الاهداف و الغايات التي خطط لها.


المؤتمر الذي تم عقده في ظل ظروف و اوضاع يغلب عليها التوتر و التشنج بين المالكي من جانب و مختلف الاوساط والاطياف السياسية الاخرى من جانب آخر، لا ريب من أن رئيس الوزراء العراقي قد أراد إستخدامه كوسيلة لتحقيق أكثر من غاية، حيث انه سعى للحصول على غطاء من الشرعية لحربه الطائفية التي يخوضها في الانبار، مثلما أراد أن يضمن موقفا دوليا او على الاقل إقليميا من أجل توجيه ضربة كبرى للمعارضين الايرانيين القاطنين في مخيم ليبرتي، وبطبيعة الحال فإنه كان يطمح أيضا في إستخدام النتائج الايجابية التي يحصل عليها من وراء هذا المؤتمر لتقوية و تعزيز موقفه أمام خصومه، ومن المؤكد أن خصومه و مناوئيه يشعرون بفرح غامر عندما يرون ان المجتمع الدولي قد أدرك لعبة المالكي و لذلك لم يمضون معه كما أراد وانما دفعوه ليمضي معهم كما يريدون. وفد النظام الايراني الذي شارك في المؤتمر برئاسة مرتضى سرمدي وكيل وزير خارجية النظام، حاول من جانبه إستغلال المؤتمر و الطعن بمنظمة مجاهدي خلق و التي تمثل أهم فصيل إيراني فعال و متواجد بإستمرار في الساحة الايرانية و تمثل أمل الشعب الايراني في التغيير، خصوصا وان سكان مخيم ليبرتي أعضاء في هذه المنظمة، وقد حاول سرمدي و بكل طاقته أن يثبت للمؤتمر أن نظامه هو ضحية الارهاب مثلما سعى أن يبين في نفس الوقت أن الارهاب يتمثل بمنظمة مجاهدي خلق عندما قال: "الجمهورية الاسلامية الايرانية هي نفسها احدى ضحايا الارهاب وهي التي تعرضت لخسائر كبيرة بسبب التعامل المزدوج للغرب وبعض دول المنطقة في مكافحة الارهاب والمساعدة للمجموعات الارهابية المناوئة للجمهورية الاسلامية."، لكن سرمدي لم يوضح للمؤتمر الدور المشبوه الذي لعبته و تلعبه قوة القدس بقيادة العميد قاسم سليماني، كما لم يوضح الدور الذي لعبته جماعات و أحزاب تابعة لنظام في المنطقة من حيث التأثير السلبي على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.


سرمدي الذي كان واضحا إمتعاضه من الدعم الدولي المقدم للمنظمة و سكان ليبرتي حينما قال:" مساعدة الغرب الواضحة لمجاهدي خلق وتوفير أجواء الأمن والمساعدات المالية لهم بهدف استمرار نشاطاتهم البارزة في أراضي الدول الغربية يبين عدم صدقية هذه الدول التي تدعم الديمقراطية للدعوة لمكافحة الارهاب."، وهذا الكلام الغريب يطرحه سرمدي في مسعى لإختصار الارهاب و تجسيده في منظمة مجاهدي و تبرئة نظامه من كل الادوار المختلفة التي لعبها على الساحة العربية و الاسلامية، وان هذا المسؤول لم يوضح أيضا هل أن منظمة مجاهدي خلق قامت بتفجير السفارات؟ أم أن منظمة مجاهدي خلق قامت بتقديم الدعم للحوثيين و لحزب الله اللبناني و عصائب الحزب و جيش المختار و غيرها من التنظيمات الارهابية التي تهدد علنا السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة؟ سرمدي الذي يبدو وكأنه يتحدث في كوكب آخر، يريد أن يثبت بأن نظامه ضحية لمنظمة يتهدد 3000 من أعضائها خطر الموت القادم من طهران نفسها، وكما أن هذا النظام يصدر الموت و الارهاب و الدمار لدول المنطقة و العالم، فإنه يواظب و بصورة مستمرة على أن يجعل  لسكان مخيم ليبرتي أيضا حصة من القتل و الدمار القادم من هذا النظام.


suaadaziz@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد