ورود نصرالله و قنابله - سعاد عزيز

mainThumb

19-03-2014 09:12 PM

قبل أ?ثر من شهر، نقل مسٶول الملف السوري السابق في الخارجية الامري?ية عن مسٶولين إيرانيين ?انوا يتباحثون معه بشأن الاوضاع في سوريا، انهم أخبروه بأن ليس لديهم من أية مش?لة مع الولايات المتحدة او إسرائيل وان مش?لتهم الوحيدة مع السعودية، هذا ال?لام الخطير الذي تناقلته و سائل الاعلام في حينه، جاء متزامنا مع جولة قام بها وزير الخارجية الايرانية لعدد من بلدان المنطقة بهدف تحسين العلاقة معها و الايحاء بأن عهد الرئيس الحالي روحاني هو عهد يتسم بالانفتاح على العالم ?له و يؤسس لمرحلة جديدة.

الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، نقل عنه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف رسالة خاصة موجهة للإسرائيليين مفادها:" تستطيعون أن تنقلوا للإسرائيليين أن أهدأ مكان في الدنيا هو الحدود اللبنانية الجنوبية، لأن كل اهتمامنا منصب على ما يجري في سوريا، وأنه لا توجد لدينا نية لفعل شيء في هذه المنطقة."، هذه الرسالة التي تحمل أ?ثر من معنى او مغزى بأخذ تصريحات المسؤولين الايرانيين لمسؤول الملف السوري الامري?ي السابق بنظر الاعتبار، وتبين إتجاها جديدا يسل?ه النظام الايراني يؤسس ليس للتودد فقط وانما حتى للتقرب من امري?ا و اسرائيل، وان حزب الله اللبناني و بإعتباره أهم تيار سياسي أسسه النظام الايراني في المنطقة، لايم?ن أن يتخذ مواقف استثنائية من دون الرجوع الى مرجعيته الاساسية أي النظام الايراني، ولهذا فإن قراءة موضوعية و دقيقة لرسالة نصرالله تؤ?د بأنه قد بادر الى إتخاذ ه?ذا موقف على أثر ضوء أخضر من طهران.

غزل طهران و حزب الله اللبناني، مع إسرائيل، يأتي في وقت يعاني فيه الطرفين"أي النظام الايراني و حزب الله اللبناني"، من ظروف و أوضاع صعبة و يواجها ال?ثير من الازمات و المشا?ل المستعصية التي باتت تش?ل تهديدا لوجودهما و لمستقبلهما، ويبدو أن ?لاهما يعتقدان بأن البوابة الامري?ية ـ الاسرائيلية هي المدخل الافضل و الامثل لحل و معالجة مشا?لهما، وبنائا على ذلك، فإن الطرفين ليس يف?ران فقط وانما بدئا يعملان على سياسة جديدة وهي الشروع بإرسال الورود و الرياحين لواشنطن و تل أبيب عوضا عن القنابل و الصواريخ التي يبدو أنهما قد وجدا في شعوب المنطقة عموما و الشعبين السوري و العراقي خصوصا أحق بها، ذلك أنه وفي الوقت الذي يقوم فيه الطرفان بإرسال رسائل حب و غزل لعدوي أمسهما، فإن قنابلهما تمطر على رؤوس السوريين و العراقيين.

قبل أيام، عقد في بغداد مؤتمر لم?افحة الارهاب، حاول النظام الايراني التمويه على الوفود المشار?ة في المؤتمر عبر سعيه للتأ?يد على أنه ضحية للإرهاب، وحدد الارهاب في منظمة مجاهدي خلق التي لايسلم أعضائها المقيمين في العراق في مخيم ليبرتي من صواريخه و قنابله و رصاصه و مخططاته الجائرة منذعام 2003، علما بأن العديد من الاوساط و المنظمات و الشخصيات الدولية، لازالت تطالب لحد الان بإجراء تحقيق دولي مستقل بشأن الهجوم الدموي الذي وقع على معس?ر أشرف في 1/9/2013، ويبدو أن طهران من خلال مناورتها السياسية الجديدة عبر واشنطن و تل أبيب تحاول الاعداد لسيناريو متعدد الاغراض و الجوانب، ل?ن فاتها أن شعوب المنطقة لم تعد في غفلة عن مخططاتها و مآربها!
suaadaziz@yahoo.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد