وثيقة الشرف .. هذا ماينقص العراق

mainThumb

30-03-2014 10:01 PM

ما ذ?ره"مصدر مطلع"على ?واليس العلاقات السياسية، أن حزب الدعوة الاسلامي و المجلس الاعلى الاسلامي العراقيين، قد توصلا الى إبرام"وثيقة شرف"، بينهما بوساطة فاعلة من جانب إيران بعد ظهور تحالفات جديدة قائمة اساسا على خلفية طائفية، بحسب ماجاء في تصريح المصدر المطلع، وهو أمر يم?ن قراءته من زوايا مختلفة و حمله على أ?ثر من تأويل.

خلال الاشهر الماضية، ?ان هناك صراعا واضحا على مستوى الاعلام و في مستوى النشاط الحزبي، بين الطرفين الموقعين على هذه الوثيقة، وقد وصل الصراع بينهما الى حد فبر?ة أشرطة مصورة و بثها على شب?ة الانترنت، فضلا عن إقدام ?ل جهة منهما الى تأسيس مواقع ال?ترونية مخصصة لمهاجمة الآخر، ويبدو أن المتضرر الا?بر من ذلك الصراع، بحسب إلقاء نظرة متفحصة على الاوضاع السائدة، هو حزب الدعوة بزعامة نوري المال?ي، وان ه?ذا إتفاق بمقدوره أن يمنحه شئ من القوة و الدعم السياسي الذي هو أحوج ماي?ون إليه حاليا، ل?ن السؤال الذي يجب طرحه هنا هو: لصالح أي طرف قد جاءت الوساطة الايرانية؟ خصوصا وبحسب التقارير و المعلومات الواردة من العراق، فإن قاسم سليماني، قائد قوة القدس و عراب الاوضاع السياسية و الامنية و موجهها في ?ل من العراق و سوريا و لبنان، متواجد حاليا في العراق من أجل ترتيب الاوضاع للإنتخابات القادمة، وعلى الارجح فإن الوساطة ?ما يبدو قد تمت على يد هذا الرجل المثير للجدل.

هذه الوثيقة التي يراد منها اساسا أن يبسط السلام و الامن و الاستقرار بأجنحته على العراق و يضع حدا للتدهور الحاصل على مختلف الاصعدة ولاسيما الامنية منها، فإن المثير و الملفت للنظر، في نفس هذا الوقت الذي وقع عليه حزب الدعوة و المجلس الاسلامي الاعلى على هذه الوثيقة، فإن تقارير موثقة أخرى قد ?شفت النقاب عن دخول قوات من الحرس الثوري الايراني بملابس مدنية الى محافظة ديالى المحاذية للحدود الايرانية، حيث تقوم بعمليات القتل و الخطف و تهجير المواطنين من مناطق بالمحافظة، وبهذا السياق، فقد قالت منظمة الرصد و المعلومات الوطنية ان القوة التي دخلت قدرت بسريتين مجهزتين بأسلحة خفيفة و متوسطة نقلتها سيارات إيرانية تابعة للحرس الثوري الى أحد المنافذ الحدودية التابعة لمحافظة ديالى، واوضحت المنظمة في بيان لها ان معلومات وردت من مصدر تعمل في المنفذ الحدودي لقاطع ديالى دخول قوات من الحرس الثوري الايراني بملابس مدنية، وتم نقلهم بواسطة عجلات ايرانية الى نواحي واقضية ديالى بالاضافة الى مساندة شرطة المحافظة .

حزب الدعوة الاسلامية الذي هو بمثابة الحزب الحا?م حاليا في العراق، عندما يقوم بتوقيع وثيقة شرف مع طرف عراقي شيعي آخر، فقد ?ان الاجدر به أن يوقع ه?ذا وثيقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تسرح قواتها و الجماعات التابعة لها في طول و عرض العراق من دون وازع، بل وان الذي يثير السخرية هو مصدرا يعمل في قوات الشرطة الاتحادية قال ان افراد السريتين للحرس الايراني قد تم ايوائهم في مقرات الشرطه للقيام بعمليات قتل وتهجير ونهب لممتلكات المواطنين، بالاشتراك مع مليشيات عصائب الحق بقيادة قيس الخزعلي ومنطمة بدربقيادة هادي العامري.

الاوضاع المتدهورة في العراق لاتصلحها او تعالجها وثيقة شرف تبرم بين طرفين او أ?ثر، وانما الذي يعالج و يصلح الاوضاع و الامور في العراق هو وضع حد للتدخل الخارجي في العراقي و خصوصا التدخل الايراني الذي تجاوز ?ل الحدود المألوفة، والان فإن النظام الايراني الذي يوحي بحرصه على الامن و الاستقرار في العراق و يقوم بدور الناصح المخلص الامين للعراقيين، يجب أن يعرف بأن واحدا من أهم عوامل وصول الاوضاع الى الحالة المزرية الحالية هو تدخله المشبوه في الشؤون الداخلية للعراق، وان نقطة البداية لإصلاح و تحسين الاوضاع في العراق ينطلق من زاوية إنهاء هذا التدخل!

suaadaziz@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد