ديماغوجية المسؤول العربي ؛ اغتيال العقل !

mainThumb

12-04-2014 03:00 PM

الصحافة العربية والاعلام المشوّه توأمان يجلسان في وسط النفعية ، وتبقى هاتان المؤسستان الأمنيتان تلتفان حول تفاصيل الجريمة ، دون أن تحددا القاتل بالرغم من معرفته ، وتبقيان في سياق المؤامرة الرسمية التي تملك زمام السلطة الفوضوية التي تتفرد بالقوة فقط ( الجيش )  متى ظلت حاجاتهما ملباة ؛ لأنهم  براغماتيون انفصاميون ..!


المشكلة التي يعاني منها الاردني والعربي ككل أنهم وفي سياق محدودية التفكير ، وعجزهم عن الفعل المسؤول اتجاه محيطهم وقضاياهم - هي أنهم لا زالوا يؤمنون إيمانا مطلقاً أن الصحافة هي السلطة الرابعة في ظل الانظمة المفكِّكَة لشعوبها ، ولم يدركوا أن هذا المسمى وهو السلطة الرابعة الهدف منه شراء واغتيال جزء من الشعوب كموظف خنوع  تحت ظلهم من كافة الاجناس والطوائف والقبليات والاقليميات المتشعبة التفكير ليمارس النظام العربي الوهمي كل التبريرات لسلامتة ، وسلوكه ، وبقاءه حتى يستحوذ بعدميته ، والفكرة البهيمية على حاجاته المادية والغرائزية التي لا يتمتع بها سوى الانفصامي الانفصالي بهيكله وتفكيره عن كل المجتمع المحيط به ، وهو جزء منه - فكيف اذا كان النظام لا يمت للشعب المحكوم  بأي صلة كانت ، سوى أنه مبعوث دائم في منطقة مليئة وخصبه بكل الاقتصاديات والامكانات ، وغنية أيضاً بمكون ليس بالبسيط من تشكيل مدروس للمتناقضات  وربما هي موروثة الاصيل للنظام أيضاً ، وربما أن بداخله ارضية قابلة للانعطاف نحو الحيوان واشكالياته ......!!!


المسؤول المؤمر بقوة الجيش تحديداً هو ديماغوجي ، يمارس كل ما اوتي من فكرة كاذبة  لاستمالة الشعب نحوه للولاء والانتماء بحوار عقلاني غير سوي ( سرقة موقف ) مدعوماً بشكل أو بآخر بشرعية احتلال خارجية ، وأدوات داخلية فاعلة ممثلة بمؤسسات أمنية مقسومة ما بين داعم لدولة المؤسسات والقانون  والمواطن وما بين داعم للنظام السياسي الذي يحكم مدفعوعاً بالمال والامتيازات والعِرق بأنه الموالي أكثر من المواطن الأصيل ، وبعد الاستحواذ على الدولة والمقدرات والمواطن المغلوب على أمره توضع القوانين حسب نصوص البوق الاعلامي ( الصحافة الوهمية )  الذي يزور الوقائع  ، ونرجسية النظام والشخوص أصحاب الممانعة الاصلاحية ، وليقى الوطن والمواطن رهين الكذب ومد وجزر المسؤول كل يوم بأكاذيب تستوفي منه الرزق والحقوق والمقدرات دون فعل واعي من فكر جمعي يمكن له أن يدرك أن الوطن بلا قانون وبلا قيادة وربما أيضاً هو بدون انسان ..
 

حاولت جاهداً ومنذ سنوات أن اضع يدي على الجرح الملتهب في بعض المقالات الصحفية ، ولكن لا أحد يقرأ سوى المثقفين وهم بلا حول ولا قوة لتمثيل الواقع ؛ لأن السواد الاعظم يقع بأيدي الاكثرية العددية التي تم السيطرة عليها ، واختراقها من خلال محدودية تفكيرها بمكرمة أو علاج مقطوع بزمن ، أو هدية أو وظيفة بالجيش أو مراسل بمؤسسة مدنية أو أو أو أو وما أكثرها تلك اللعبات التي تمارس على المواطن لاستجداء وسرقة الولاءات وفي كل الوطن العربي ...


لتحرير العقل من مؤامرة الاغتيال الممارسة عليه من المسؤول - لا بدَّ له من التزام الافراد عفوياً بالقانون ؛ لانه شريعة الله ، لا شريعة الطبقة او الحزب او العائلة او العشيرة - ولا يسود في الدولة إلا الاعتبار الانساني وحده ،،، فلا وثنية ، ولا تأليه لصنم ... ولا انتماء كاذب ، ولا خضوع ذليل ، وقس انت على ذلك بعض النظم السياسية المعاصرة التي تجعل للحزب عصمة ’تطاع ، ولا تناقش وتجعل الزعيم قداسة الإله - لا راد لحكمه ، ولا دافع لقضائه !!

 
ان الازمات العربية لا ترتبط بزعيم ما ، أو سياسة جزئية ثقافية او اقتصادية ، ولا بالطبع بنظام معين او أنظمة عامة باعتبارها التعبير عن المصالح الاجتماعية ، وأن أي انحباس للتقدم هو أكبر دليل على ان الازمة تتجاوز السطح للعمق ، والسياسة الى الثقافة ، ومجموع الانظمة للمعارضات ، والاستراتيجيات للأهداف والمفاهيم - ولا نفسر هذا الانحباس وفقدان البديل بتفاقم العنف والقمع !! فكل اشكال القمع لم يحطم ارادة الشعوب في التاريخ ، بل ساعدها على المقاومة والمواجهة وشحذ العزيمة ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد