الانتخابات العراقية والتهديدات المحدقة بها

mainThumb

15-04-2014 09:00 PM

مع إقتراب العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات العراقية التي ستصادف الثلاثين من الشهر الحالي، تزداد المراهنات والتوقعات والتحليلات عنها من مختلف الاوجه، لكن هناك تساؤل مشروع يطرح من قبل العديد من المطلعين و المعنيين بالشأن العراقي مفاده: هل أن الاوضاع و الاجواء المتباينة في العراق، هي مناسبة لإجراء إنتخابات نزيهة و شفافة تعبر عن آراء و توجهات الشارع العراقي؟

هناك إتفاق يقترب من الاجماع على أن العراق يمر حاليا و لأسباب مختلفة بممر و معترك طائفي و عرقي غير مسبوق، و وفق آراء مراقبين سياسيين، فإن هناك خطر التقسيم الذي يلوح برأسه مهددا العراق أرضا و شعبا، والذي يلفت الانظار و الانتباه أن قوى فاعلة و مؤثرة و رئيسية مشاركة بالعملية السياسية العراقية لها أكثر من دور بهذا الخصوص.

بدورنا نطرح سؤالا نعتقده وجيها وهو: إجراء إنتخابات عراقية نزيهة، لصالح من يكون؟ الاجابة الواضحة هو في صالح الشعب العراقي و السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، لكن بسبب التداخل و التجاذب في الاضاع السياسية العراقية و الاقليمية القائمة، فإن هناك الكثير من العوامل و الاسباب التي تدفع الى عدم الثقة و الاطمئنان بأن تسلم هذه الانتخابات من أخطار و تهديدات مختلفة محدقة بها، ولئن كنا لانتهم طرفا واحدا على وجه التحديد، لأن العراق وللأسف البالغ قد صار ساحة لتصفية الحسابات بين دول المنطقة، لكن بالطبع هناك دول لها مصالح او نفوذ استثنائي في العراق، فإنها و إنطلاقا من حجم و مستوى تدخلها في الشؤون الداخلية للعراق، نستطيع و بكل صراحة و وضوح توجيه أصابع الاتهام إليها على تدخلها الفاضح في الشؤون الداخلية للعراق، وبطبيعة الحال فإن دولا كالولايات المتحدة الامريكية و إيران و السعودية و تركيا بشكل عام لها أهدافا و أجندة خاصة في العراق و لاتقف مكتوفة الايدي ازاء مايجري في هذا البلد، لكن بطبيعة الحال تبرز الولايات المتحدة الامريكية و إيران كأكثر دولتين تلعبان دورا مؤثرا في العراق، لكن و بحكم السياسات المحافظة و الحذرة التي ينتهجها الرئيس الامريكي اوباما ازاء العراق، فإن الدور الرئيسي و الاكبر في العراق هو من حصة إيران.

إيران و بحكم نظامها الديني ذو الاهداف العقائدية الخاصة و طموحها من أجل بناء إمبراطورية دينية مترامية الاطراف قائمة على اساس توجهات طائفية محددة، حاولت و تحاول إيجاد مناطق نفوذ لها كي تستخدمها كأساس لإنطلاقها للتوسع، ومما لاشك فيه أن نفوذ طهران في سوريا و العراق و لبنان، يشار له بالبنان، لكن و بحكم الاوضاع الجديدة في العراق بعد سقوط النظام السابق، فإن نفوذ النظام الديني في إيران قد توسع و إستشرى بصورة غير مسبوقة بعد أن أمسكت بزمام الامور في العراق قوى شيعية كانت متواجدة على أراضيها و هي تخضع لها للكثير من الاسباب.

الاخطاء الفاحشة التي إرتكبها نوري المالكي خلال دورتين له كرئيس للوزراء بحكم تنفيذه للأوامر الصادرة له من طهران، جعلته وجها غير مرغوب فيه لدورة ثالثة كما يطمح، و كما هو واضح هناك شبه إتفاق عراقي على عدم السماح له بالبقاء لدورة ثالثة، ولأن المالكي قد قدم خدمات واسعة للنظام الديني في إيران و ذهب أبعد مما قد كان يتصور الجميع، فإنه قد إصطدم في نهاية المطاف بالعديد من القوى و الشخصيات السياسية العراقية، كما أن قيامه بالتسهيل او المشاركة في شن 9 هجمات دموية ضد المعارضين الايرانيين المتواجدين في العراق و قتله و جرحه أعدادا كبيرة منهم بالاضافة الى تنفيذ مخططات خاصة ضدهم كفرض حصار محكم على مختلف الاصعدة، دفعت بالمقاومة الايرانية الى القيام بحملة دولية مضادة واجهت على أثرها الحكومة العراقية الكثير من الادانات الدولية و احرجتها على أكثر من صعيد، وان أخطاء المالكي في الانبار و ضد المعارضين الايرانيين هي قضايا قابلة للإثارة و الطرح ضده مستقبلا عندما يصبح خارج الحكم، ولأنه كان بالاساس ينفذ مشروعا لطهران فإن الاخير سيكون بالضرورة في الصورة تماما عندما تتم إدانة المالكي او جره للمحاسبة، ومن هنا فإن الاعتقاد السائد أن النظام الديني في إيران سوف لن يدع الانتخابات العراقية تمر بسلام و سيتدخل فيها بشكل أكبر و اوسع من السابق بحكم الظروف و الاوضاع الجديدة كما فعل في الدورتين السابقتين، واننا نعتقد بأن أكبر تهديد يحدق بالانتخابات العراقية يكمن في النظام القائم في طهران.


suaadaziz@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد