ثغرة على طريق الشرخ الاكبر

mainThumb

26-04-2014 06:50 PM

إعلان السلطات الايرانية يوم الاربعاء المنصرم 23/4/2014، بأنها قد نقلت رئيس مصلحة السجون الى وظيفة اخرى، يأتي بعد أن أدلى هذا المسؤول بتصريحين كاذبين حيال الاضطراب الاخير الذي حدث في سجن إيفين، في وقت إنتشرت الانباء المتعلقة بما قد جرى في العنبر 350 من سجن إيفين سئ الصيت في داخل إيران و خارجها كإنتشار النار في الهشيم، ولما ?انت تلك الانباء تحظى على درجة عالية من المصداقية، فإن النظام لم يجد بدا من الاقرار بالحقيقة بطريقته الخاصة، أي الاعتراف غير الكامل بالحقيقة، لأن نقل رئيس مصلحة السجون تعني الاعتراف بحقيقة ماجرى في إيفين.

رئيس مصلحة السجون المنقول الى وظيفة أخرى، كان قد نفى حدوث أية إضطرابات داخل سجن إيفين، كما نفى أيضا حدوث إضراب عن الطعام للسجناء في نفس السجن، ل?ن ثبت للإيرانيين و العالم ?له أنه قد تعرضت الغرف 1 و 2 و 3 في العنبر 350 الى هجوم عنيف من جانب قوات من الحرس الثوري و رجال الاستخبارات و الحرس الخاص للسجن، مما خلف إصابات بليغة بين السجناء حيث نقل بعضهم الى المستشفيات لوخامة حالتهم وتم أيضا إقتياد 32 آخرين الى الزنزانات الانفرادية، كما أن سجناء العنبر 350 قد أعلنوا إضرابا عن الطعام، عزز موقفهم إضراب آخر للسجناء السياسيين في سجن كوهر دشت تضامنا مع ماحدث للسجناء السياسيين في سجن إيفين، والذي أحرج روحاني و السلطات الايرانية أمام العالم هو مشاركة أسر عشرات السجناء السياسيين المحتجزين في سجن إيفين بإحتجاجات و إعتصامات أمام البرلمان و قصر الرئاسة.

الضغط الداخلي و ردة الفعل الخارجية القوية خصوصا بعد أن تبنت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية القضية و بذلت كل جهدها و طاقتها في سبيل إيصالها الى المجتمع الدولي بحذافيرها، كل هذا قد قاد بالنظام ليس فقط الى نقل رئيس مصلحة السجون فقط وانما أيضا الى طرح القضية في البرلمان حيث كانت هناك مطالبات بإجراء تحقيق في واقعة الضرب، فيما قال المتحدث بإسم الح?ومة، انه قد تم تشكيل لجنة لهذا الغرض، ومن المؤكد ان هكذا إستجابة من جانب النظام الايراني تؤكد تخوفه من الاحتمالات التي قد تقود الى المزيد من التطورات غير المنتظرة من جانبه، خصوصا فيما لو جرى إلتحام و تضامن و تكاتف بين داخل السجن و الشارع الشعبي الايراني وهو ماقد يقود الى مفترق من شأنه إعادة سيناريو 2009، الذي هز النظام وقتها و طرح فيه لأول مرة شعارات تنادي بالموت للولي الفقيه و سقوط النظام.

إستجابة النظام الايراني و إعترافه بالازمة و سعيه لحلها و معالجتها التي قطعا لن تكون أكثر لفلتها و جمعها و بالتالي إمتصاص تأثيراتها، ليس فقط خوفا من حدوث تطورات داخلية، وانما من إحتمالات تطور القضية على الصعيد الدولي و تحديدا من تلك الحملة المكثفة التي تقودها السيدة مريم رجوي من أجل إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، خصوصا وان النظام قد تابع أخير و بقلق بالغ صدور قرار البرلمان الاوربي المتعلق بحقوق الانسان و الذي يعتبر نجاحا لدبلوماسية السيدة رجوي و إنتصارا سياسيا واضحا للمقاومة الايرانية، ومن أجل هذا، فإن النظام ولكي يسد ثغرة السجن هذه و لايسمح لها بأن تتوسع و تؤدي الى الشرخ الكبير الذي يعني إنهيار الجدار الامني للنظام، لكن السؤال المهم هنا هو: اكى متى سيبقى النظام يسد و يرقع في الثغرات و الثقوب؟

suaadaziz@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد