الأردن إلى أين ؟؟!!

mainThumb

04-05-2014 07:17 PM

بادئ ذي بدء نؤكد للقاصي والداني أن أمن الوطن واستقراره هو أولى الأولويات لدينا وأهم من كل الحكومات ومجالسها المعينة والتي تسمى زورا انتخابات سواء كانت مجالس نيابية أو بلدية أو غيرها ،  لأن الأمن الوطني مسؤولية الجميع للعمل في مناخ سليم يأمن به الإنسان على نفسه وعلى غيره وعلى وطنه وهو الأهم،  نقول ذلك انطلاقاً من إيماننا المطلق بالمصلحة العليا للوطن وحتى لا يظن من في قلبه مرض غير ذلك،  وعلى هذا الأساس نؤكد بأن الوطن أكبر من الجميع.

 الحكومات مهما طالت كوابيسها فهي زائلة وكذلك مجالسها المعينة بالانتخابات المزوّرة من خلال القوانين البدائية التي أسنتها حكومات الظلام والإرهاب ولا سيما قوانين الانتخابات النيابية حيث فصّلت لنا مجالس بدءاً من الثاني عشر وحتى المجلس الأخير  أشبه بالمخاتير أيام الدولة العثمانية البائدة ،  وأصبحنا للأسف نرى في الانتخابات الأخيرة الشعارات الضيقة والتي في أغلبها تمجد العمل الخدماتي وليس العمل الوطني حتى أن أحد المرشحين اختار عبارة " شبيك لبيك فولان بين إيديك " ، هل هذا برلمان الأردن في القرن الواحد والعشرين ، ماذا يعني أن تعطي الحكومة " أوكي " لبعض المرشحين لأجل خدمة ناخبيهم وتلبي جميع مطالبهم الخاصة الضيقة الأمر الذي يجعل من هؤلاء أرقام صعبة في المعادلة الانتخابية حتى لو كانوا لا شيء وهم كذلك  ، وتوجد لهم قواعد شعبية على حساب الآخرين هل بعد ذلك نتحدث عن حكومة محايدة ناهيك عن القوانين الأخرى الانتخابية التي قتلت روح المنافسة الوطنية وجعلت  المنافسة بين أبناء العشيرة الواحدة وقسمتها بين أنصار المعاوية وشيعة للإمام علي عليه السلام .

ومن هذا المنطلق نتساءل إلى أين تسير الحكومات المتعاقبة في الأردن فهل يبقى الوطن كذلك من أزمة لأزمة ومن مهزلة لمهزلة هل يعقل أن ندخل العقد الأول + أربعة أعوام من القرن الواحد والعشرين بهذه القوانين على أساس الدين والعرق وحتى الجنس بإنشاء ما يسمى بقوانين الكوتات ناهيك عن تغّول الحكومات على الشعب حتى وصلت لأدنى مستوى لها ولم تعد تسأل عن حراكات بعد أن تم اختراقها من قبل جهاز الفساد والاستبداد إياه ، وهناك تضييق على الصحافة والحريات العامة بكل شيء ولم تعد لدينا للأسف صحافة وطنية خاصة الورقية منها باستثناء جريدة المجد وصحف أخرى لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

إن الحكومة اليوم تعطي أعداء الوطن الحقيقيين فرصة للانقضاض على الوطن وتوجد أرضا خصبة للإرهاب والتخلف من خلال القمع ومحاربة من لا يسير على هواها بأرزاقهم  وما حدث مع كاتب هذه السطور مثالا صارخا على ذلك ، ووجدنا الحكومة بدلاً من مراجعة الذات والاستفادة من الأخطاء تهرب إلى الأمام شأنها شأن كل حكومات وادي عربه الساقطة .

إننا ندعو الجميع بتحمل مسؤولياته والوطن في خطر طالما قرارنا السياسي مصادر والحكومة مصرة على إتباع السياسة الميكافيلة ( أي الغاية تبرر الوسيلة ) إنها مفارقات محزنة أن نرى الحكومة في جانب والشعب كله في جانب آخر ليس له علاقة بما يحدث على الأرض وما نقوله أن الحكومات المتعاقبة بتاريخ الأردن باستثناء حكومة النابلسي كلها حكومات تلقي الأوامر عبر التلفونات وليس تحمل المسؤولية الوطنية ، وهناك للأسف حكومة الظل الخفية التي تحمي الفساد والاستبداد والكل يعرفها من خلال سيطرتها على كل مفاصل الدولة وتحكمها بأرزاق البلاد والعباد ، ومتى يشعر المواطن الأردني بأنه أصبح صاحب قرار وصوته يعني قرار وطن ومستقبل أجيال قادمة ، وان هذا الصوت مسئولية وأمانة ، ولا عزاء للصامتين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد