وجهة نظر أنثروبولوجية ..

mainThumb

04-05-2014 11:20 PM

الانثروبولوجيا هو علم يختص بالانسان بزمن هو متى ؟ ، ومكان هو أين ؟ وبعد ذلك يأتي الكيف في تطور هذا الانسان ، والعوامل التي ساعدت بتشكله ، وما يسبق ذلك أننا اذا أردنا وضع الانسان بخانة تعريفه حسب مقتضى الحال السابق والحالي لا بدَّ أن نعنى بما يلاصق الانثروبولوجيا وهو علم التاريخ القديم وما بعده ، ولضرورة اهتمام الانثروبولوجيين الاكاديميين في الدول التي ’تسهب كثيراً في احترامهم للانسان ودراسة جوانبه البيولوجية والاجتماعية والثقافية ؛ كان من الضرورة الى الانعطاف لجزئية هامة من أجل التعرف أكثر على خاصية وما ’يثبت وجوده كآدمي لا يشبه القرد !!! ، فانبثق عن هذا العلم الحضاري للمهتمين به الى ما ’يسمى  بعلم الآركيولوجيا ( علم الآثار ) العلم الذي يدلل على وجود انسان من خلال الأحافير وتفاصيل حياة الانسان في الوقت الذي تشير اليه هذه الآثار من لغة - اجتماع - ثقافة - طعام - رموز وعلامات تواصل - بناء - أدوات مستخدمة ألخ من وسائل تجزِم بوجود انسان - وهذا من وجهة نظر علماء الانثروبولوجيا في العالم ككل ، والمتابعين  لهذا الفاصل الدقيق في بناء المجتمعات والدول ، والنظام الذي يحكم ؛ حتى ستطيعوا من خلاله فَهم المكونات البشرية قياساً بما سبق من دلائل حساسة ’تعاد على أساسها - توثيق صلات التواصل بين الشعوب على أساس أنهم مكملون لبعضهم البعض في العلوم  وشكل الانتاج ، ما يسمح بعد ذلك الى التعايش السلمي وان اختلف البحث بأن هناك مجتمعات لا تشبه الأخرى من خلال الدلالات في اللغة والمعتقد ، وطرق التفكير وما غير ذلك ..
 
علم الانثروبولوجيا من العلوم الفاعلة في استشراق ومستقبل الأمم ، وهو الطريق الحرفي في معرفة ما للانسان وما عليه - لننظر الى الازمات التي تشكلت وعلى مر السنين ، وقد كان مفهوم الاستشراق هو نقطة البدء في حواصل الازمات التي يعيشها سكان الوطن العربي كخصوص ، والعالم كعموم - فحاول ذلك العالم البعيد المغاير   لثقافاتنا وموروثنا ومكوننا أن يبادرَ  بانتاج وسائل العلم والصناعة ، والبدء بغزو  مجتمعاتنا ، والتعرف عليهم وعلى ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، والتعرف على مخزون المنطقة من المصادر الطبيعية ، وما سبقه بذلك دراسة الانسان العربي وماهيته ، وبعده الثقافي والحضاري ، واستطاع هذا العالم الغريب المعتقد - الليبرالي القديم والمحدث أن يساهم في اسقاطنا نحن العربان بوعاء الداروينية ( داروين )  كما نظرها الزعماء العرب بعد ذلك لشعوبهم ثقافة مستوحاه من قوى العلم والاستبداد والقتل والمتمثلة بدول الرأسمال التي ’تسقِط  ارث الإنسان وفاعليته ، و’تعلي من شأن المادة المتغيرة مع الزمن - فكان لعلم الانثروبولوجيا للدول التي صنعت كرامتها وارثها البراغماتي !! مع أنظمتهم الدور الفاعل في بناء الدولة ، والقانون ، وسيادة الانسان حتى لو كانوا بلا ارث ، ولكنهم ضمن مقتضى العلوم هم أصحاب الارث الحقيقيين ، لأن العرب أخفقوا في فهم وسلوك ورسائل الانبياء الذين نزلوا  على أرضهم -أرض الصراع والازمات المركّبة - أرض  ( الشرق الاوسط ) .. وربما الدائمة على مر الزمن ....
 
الآن وفي هذه الظروف التي تعصف بالمنطقة العربية وان حاولنا جاهدين أن نعزيها - بلو - ولو أن - ... ويا ريت ... أتصور أنها كلمات صيغت كثقافة من علوم الرفض ، سيطرت على الشعوب التي خالفت الطبيعة بأن تعيش دوماً تحت سطوة الظلم والقهر ، فأتصور أن ثقافتنا للانسان العربي قد أطّرها الزعماء الهلاميون الذين يحكمون شعوباً قد مارسوهم اسقاطاً كعينة دراسة غربية - من أجل جعلهم وتسفيههم في مستنقع الرفض ، الخوف - العبودية - الظلم - السلبية بمختلف أنواعها فهي دراسة أنثروبولوجية خارجة عن نطاق العرب والعربان  ، وتعدتهم للدول التي سطَّرت كثيراً بماضيها سِبراً من الحروب والظلم وقتل الابرياء ولا زالوا ولكن بشكل حضاري غير مرئي عرفته العقول البائسة من التغيير بالدول الديمقراطية ؟!   - فلم يتعاملوا مع الانثروبولوجيا كعلم انسان تكاملي مع رديفه الانسان بأي مكان في العالم كمخلوق يحس ويشعر  - بل تعاملوا بهذا العلم من اجل اطلاق برنامج علمي ؛ لأجل السيطرة  على شعوب العالم كبنى انسان ، ثم احتلال  مقدرات ، وبعدها انتاج الازمات المتغيرة حسب الظروف - ليبقى الانسان دون الحد الادنى من موروثه العام ، وما يدل عليه أنه صاحب حق فقط في الوجود والحياة ...
 
كل الازمات التي تعصف بدولنا تخضع لدراسة انثروبولوجية متخصِّصَة - فالانثروبولوجيون المهتمون في دول القانون والمؤسسات والتي رسمها الانسان حاضراً ومستقبلاً وآمالاً  لدولته  - دولة القانون والمؤسسات - في نطاق لاعترافه  بإرثه المبني على احترام ثقافته العامة ، وما يدلل على ثباته من أدوات وهوية مكتوبة على الحجر ...   ، وبما ينعطف بالمساواة في الحقوق والواجبات ؛ فهم ( الانثروبولوجيون ) الاقرب لرجال السياسة والاقتصاد والاجتماع ؛ لانهم وحدهم مَن يرسمون الطريق المعبّد لسيطرة أمَّة وقوى على أمَة ؟! ، وعلمٌ على عَدمية إنسان وعلوم ، وحضارة فكر على هوامش ، ولا زلنا نتوسده بالكثير من المغالاة بكل شيء - فالتحالفات التي تتم الآن بين الاثنيات والمذهبيات المختلفة والطائفيين في المنطقة العربية تدل على غياب للانسان واطاره المعرفي بثوابت انثروبولوجية  ومصير  ، وطريقة تعامل الانظمة مع شعوبها ل هو الدليل على ضياع الهوية والتاريخ والانثروبولوجيا والآثار  ، واعتراف ظاهر بقرار ما صاغه النظام االعربي الحاكم ، ورؤساء الحكومات  العربية في أن المواطن العربي ، وضمن تفككه العام ، وما نمارسه’ عليه ، يدلّل على أنه يرجع لأساس وجذر  الداروينية ، وأن أصله القرد فقط ....
 
في الحرب والسلم ، وبسبب المؤامرة على ضياع الانسان ومكتسباته الطبيعية  ( الانثروبولوجية )   وما يشير على أنه صاحب ارث وجودي ، ومحيط يحتوي وسائل حياة (مقدَّرات وثوابت هوية  ) ’يباع كل شيء .... ولو كان هناك اهتمام رسمي في تحصصات متلازمة كالتاريخ والانثروبولوجيا والآركيولوجيا - لما كانت هناك أية معاناة مجتمعية ثقافية في اسقاط الانظمة الطارئة بسلّمية وتوافقية الانثروبولوجيا  ، والتي تغولت ( الانظمة ) على الطبيعة والانسان على مساحاتنا العربية المنكوبة بتناقضات بين المتعايشين قسراً أو طوعاً ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد