الخروج عن النص ..

mainThumb

21-06-2014 06:25 PM

دائما هناك أشياء تدعونا للاجتهاد في الغوص بعقلية العربي، واستباقه لأي طارىء قد يحدث ولا يتعدى ظاهرة الخوف ، والحرص على مركز الشيخ الحاكم ؛ لأن المواطن العربي هو ظاهرة - دائما ما تخرج عن النص --- لنحاول جدلاً أن ننفي أن العرب ظاهرة ’نشبهها بما لا ينطق، ولا يحس، وخلق آخر من مخلوقات الله كالموت مثلاً وربما الحياة ، وظاهرة الفلك والاجرام السماويّة .... هل نحاول مرّة واحدة أن ننفي ما يحدث على الساحة العربية تحديداً هو عامل صدفة أو خيال أو مثلاً هواية من هوايات البشر .. بالطبع لا - فإن ما يحدث هو نتاج لعقلية تخاصمية تآمرية ’تنتِج نفسها كل يوم بشكل وصورة أخرى ، وهذا ما يدلل أن الصراع قائم ما بين المعقول واللامعقول ، وما بين المباح واللامباح --- اذا نظرنا لفسيفساء التشكّل العربي بما يحيطه من ظروف تؤثر وتتأثر بكل أيدويولوجيات العالم لوجدناه عربي يتحول بسهولة إلى الكذب ، ويخلق كل المبررات التي تساعدة في حماية عدم كبح شهواته الجسدية البائدة مع مرور الزمن ، وما يصبو في الحصول عليه من ماديات متشعبة تساعده في البقاء دون قوانين تحكمه ، وهنا انا لا اناقش طبيعة انسانية منزهة عن الخطا - بل أحاول فهم أن كل الشعوب حاولت مع مرور الزمن أن تتعدى رغباتها الشخصية لتتحول إلى مصالح تجتمع مع مكونها ضمن دائرة العدالة ، وحب كل انسان للآخر وحقه في العيش والحياة كالآخر الذي يعيش في داخل نسيجه الذي تكوّن واستطاع بإرادته أن يبني دولته ومجتمعه ضمن قانون ، وإرادة شعبية اجتمعت على أن المصالح العامّة التي تحدد بقوانين ، وديمومتها  هي الضمان الوحيد لعدم وجود الفقر والغنى الفاحش والظلم والقهر وعبودية الآخر ، وعدم افساح المجال أمام النظام الذي يحكم بالعنجهية في  التصرّف لاكمال مشروعه المصاب بأيشع أنواع المرض النفسي في بقائه ، وتحركه بما تتيح الرغبة ، والضعف بداخله كإنسان يسمي حاله حسب شهادات التاريخ المزورة ، وشهادة الولادة أنه ’مسلم ، ولم يسلم أحد من رعيته من يده ولسانه ...!!

عندما ’نفكِّر بالثورة ( ثورة البقاء والدين )  ؛ يجب علينا جميعاً قبل ذلك الحدث أن نكون مؤمنين ، متجانسين في الهدف والطموح ، وأيّ’ هدف وطموح يخرج عن النص الأوحد هو خروج عن الجسد والعقل ، وأقصد بالنص أن الاسلام وقواعده الشرعية هو كامل النص ، وأيّ’ سلوك يخالف ما جاء به الاسلام برسالته القويّة الناظمة لحكم البشرية جميعاً ، إنما هو خروج الانسان عن النص ، وأن الانسان اذا ما أضمر بداخله شيء وانسجم مع الفعل بما أحلَّ الله وما حرَّم عليه فإننا نستطيع بذلك كمكون عام أن نصل لحالة من الخلاص مما نحن’ فيه - فالدماء ليست من شرع الاسلام إلا في حالات اقامة حدود الله ، والدفاع عن الدين والنفس ، وان ما نعيشه الآن هو نتاج كذب استمرأنا التلذذ به ، وما أعطانا لاحقاً صفة الفعل نفسه - مثلاً  :  نسرق ونخون ونلبس أقنعة أخرى حسب مقتضى الظرف والحال ، ونتصرّف بالكتابة كيفما نشاء ؛ لنجمّل صورتنا  أمام الآخر حتى نبدد في وقت سينتهي الشكل الذي ’كنا نعيشه’ ،  وبلغة أبسط أي أننا نلبس’  لباس الفضيلة لوقت يزول ، وحتى الحصول على الرغبة المنتهية مع مدة الصلاحية  - وهذا ينسجم مع لغة الحيوان - ذلك المخلوق الذي ترفّع كثيراً عن البشرية في هذه الايام  ، وبما يجري بين أبناء الجسد الواحد .... فمن وجهة نظر الشرع - ان الرابط بين الناس كافة ليس الدم واللغة والارض وما غير ذلك - فالرابط الوحيد هو العقيدة - فقد تجد لك أخاً في أقاصي البلاد يجتمع معك في الهدف والمصير ، وبحديثي هذا أنفي أن العرب هم أمّة واحدة ، وما يجمعهم هو الخلاص فقط من ذاتهم حتى يتلاشوا إلى الابد - فلا هدف يجمعهم ، ولا عقيدة ضمن المشهد العام تحاول كبح جماحهم الموصوف باللا شيء - فقط هم كائنات ’تشكل ظاهرة ليسوا على صور الآدميين بشيء - في العراق يموت كل شيء!! - انسان وأرض وأخلاق ، وفي سوريا ظلام لا يمكن لباحث أن يصفه’ أمام ما يحدث على الواقع في الداخل - وفي مصر مشاهد أكبر من حجم العقل نفسه - سجون تمتلىء بالنساء ، وأطفال تحت سن الثامنة عشرة - ينامون فوق بعض - ومنهم من يبقى دون نوم حتى يفيق الآخر ليرقد مكانه ، وينتشر في السجون الرذيلة السيسية المغلفة بالاسرار ، والتي لا يعرفها حتى طائر السماء ، وفي سوريا - يموت الناس جوعاً ، وحاجة للعلاج والخدمات الحياتية ، والاعلام الوسخ لا زال ينبض بلسان الحكام - البقاء لهم ، وان الوطن بخير والامّة بخير - وكل الوطن العربي كذلك - فهل هذا واقع يجمعنا كأشقاء ، نتساوى فيه في الهدف والمصير ؟؟!!

كل شيء في وطني الذي اختصرته بغياب الانسان ووعيه وهلاميته في الفهم وعدم كبح رغباته البهيمية ، ما يدعوني لطرحهم على طاولة في معتقلات الباحثين عند خوارج العالم الذي سماه العرب بالعدو المتربص لنا في كل حين؛ لمناقشتهم كظاهرة ربما بعدها أن ’ينتج غيرهم حتى لا تؤثر صورهم وفعلهم على سلامة الارض والسماء ... ترى في وطني ثقافات داخل العشيرة تتعدى كل كتب التاريخ وعلم الاجتماع - يسرق من المال العام ويتصدّق ، يلبس’ عارياً و’يصلّي ، يتقن لباس الدين في العمل ، وهو أشدّ’ خطورة من المرض، يكذب ’كل يوم بحجة أنه المهدي المنتظر، يتبجح في الوظيفة وكأنه رمز من رموز الآلهة العظيمة ، يبكي على الطفل الذي يموت في العراق وسوريا ومصر ، وينتهك بعد ذلك كل الحرمات ، يسابق النجوم على الفرس الطائر حتى يصِل تحت أقدام الصنم الحاكم ، يمارس الرذيلة في المقاهي والبارات ، ويسعى بعد ذلك للنوم على فراشه الذي احتضن كل أشكال الكذب والميوعة ، ينشِد العدالة وهو أشدّ’ المعارضين لها بتكوينه الداخلي --- !!!!  كيف لنا أن نعيد انتاج العرب ، ليؤمنون بأن الله هو الخالق الأوحد ؟!

نحلل واقعاً دون الرجوع الى ما قالته عنا أنبياء الحكام العرب ، و’كتب لم تعالج فينا سوى المزيد من الضعف  - مثل وايزمن حين قال :  أعطونا نصف فرصة ؛ لنثبت لكم خرافة الوحدة العربية ، وما قاله بن غويون : نحن لم نهزم العرب ولا مرة ، فالعرب هم الذين  انهزموا  أمامنا ’كل مرة ,,,, !!

الحديث يطول - لكن ما قالة وايزمن لاحدى اللجان البريطانية التي ارسلت الى فلسطين - بأن لولا جامع الدين وخرافات التلمود لتمزقت اسرائيل ، وايمانهم بموروثهم الفكري والثقافي والديني  انهم شعب الله المختار ، وان جميع الشعوب الأخرى هي ضالة جاهلة ، ولا يستحقون أكثر من ان يكونوا حميراً يمتطيها اليهود لاغراضهم ؟!

اربط بين كل فكرة تناولتها في المقال بدقة دون الرجوع الى تفسير .... والله المستعان على كل شيء ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد