اختلاط المفاهيم

mainThumb

03-07-2014 02:50 PM

أفاقت عشتار من غفوتها وتجلت في جبروتها الغاوي لتعطي النبوءات للطبقة البرجوازية وعلية القوم ، وتمنحهم صكوك الغفران، وتساعدهم من جديد على اكتشاف رائحة الطريدة من تلقاء أنفسهم. هل عادت عشتار لتعبد من جديد؟ وهل استقبل كل إقطاعي نبوءته؟ وهل هي مدنية جديدة فرضت بدواعي التحضر؟


من هذا الذي قفزت اليه نظرات الازدراء؟ انه شخص لبس ثياب ذل هذا الزمان . إنه الفقير (عفوا المتسول) يحمل بطاقة أحوال وجواز سفر كغيره من البشر، لكن البطاقة مختوم عليها بخاتم المجتمع بين قوسين( متسول) ، يُستقذر من قبل الناس لأنه متسول. من أوصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه من ذل الحاجة وازدراء المجتمع؟ هل تراهم أذنبوا عندما خلقوا فقراء؟ بعضهم لا يستطيع أن يطلب الناس خوفا من كلمة متسول فهي قبيحة في المجتمع، ويعاقب عليها القانون. فكيف نفرق بينهم ونعرف المتسول من صاحب الحاجة؟ مفاهيم مجتمعية اختلطت بدواعي المدنية والتحضر حتى أنها غرست في مناهجنا الخفية، وأصبحت عصية عن التعديل. فكل صاحب حاجة أصبح متسول. تلك الكلمة المخيفة والتي أرعبت حتى الذين نحسبهم أغنياء من التعفف. فصاحب الحاجة يموت في اليوم مرات ومرات، أسى وحزنا لأنه عاجز عن إدخال بصيص من الأمل والفرحة إلى قلوب أطفاله في المناسبات الاجتماعية. وحيد بين مجتمعه، مهجور بيته لا بواكي له. لأنه فقير عفوا (متسول) بمعناها الحضاري. فقد رأيت أنسانا أكل عليه الدهر وشرب لا يملك قوت ساعة، تعرض لأبشع أنواع الاهانات وازدراء الناس وذنبه الوحيد انه صاحب حاجة بمفهومها الحقيقي. متسول بمفهوم هذه الأيام.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد