قبيلةُ ( جُذَام ) في شعر العرب

mainThumb

13-07-2014 09:27 PM

 قبيلة جذام قبيلة عريقة ، لها من المآثر الشيء الكثير ، فمنها الملوك ،الفوارس ، والشعراء في الجاهلية ، ومنها الصحابة الكرام مع الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – ومن بعد ذلك العلم...اء والشعراء ...

 
وجذام هو ( عمرو بن عدي بن أُدَد بن يَشْجُب بن عريب بن زيد بن كَهْلان ... ) . وهو عمُّ كندة الذي منهم الشاعر ( امرؤ القيس ) .
 
وفي سبب تلقيبه ب ( جُذَام ) أن أخاه مالكا الملقب ب ( لخم ) لطمه على وجهه ، فقام عمرو بجذم اصبع اخيه مالك ، فأطلق عليه ( جُذام ) ، وأخوه مالك لخما ؛لانه لَخَمَ ( لَطَمَ ) عمرواً .
 
وهناك سببٌ آخر ان العرب تُسَمِّي أبناءها بهذه الأسماء الكريهة ، كأسماء الأمراض ( جُذام ) او اسماء السِّباع ( الاسد ، الذئب ، ... ) كي يكونوا موتاً على أعدائهم في الحروب بمثابة هذه الامراض وهذه السِّباع المفترسة !
 
وقبيلةُ جُذام تناسلَ منها قبائلُ كثيرة لا تُحْصى عددا ، وهي اول قبائل العرب استيطانا لمصر زمن الفتوحات الاسلامية ، ومما اشْتُهِرَ عند علماء النسب أنهم بقايا قبيلة جُذام في هذه العصور ( العايد في مصر ، والحويطات ، والترابين ، والصخور ، والاحيوات ، والمعازة بني عطية ، والسواركة ، والعجارمة ، والحمايدة ... ) ، وعائلات كثيرة جدا .
 
وسوف أُسَلِّطُ الضوءَ على بعض الأشعار التي جاء فيها ذِكْرُ قبيلة ( جُذَام ) .
 
ذكر البغدادي في ( الخزانة ) ( 8 / 125 ) قصة سؤال سعيد بن العاص للشاعر الحطيئة : مَنْ أَشْعَرُ العرب يا هذا ؟ فقال الحطيئة : الذي يقول :
 
لا أَعُدُّ الاقتارَ عُدْمَاً ، ولكنْ 
..... فَقْدُ مَنْ قد رُزِئْتُهُ الإعدامُ
مِنْ رِجالٍ مِنْ الأَقاربِ بانوا 
..... مِنْ ( جُذَامٍ ) هُمُ الرؤوسُ الكرامُ 
سُلِّطَ الموتُ ، والمنونُ عليهمُ 
..... فلهمْ في صدى المقابرِ هَاْمُ 
وكذاكمْ سبيلُ كُلِّ أُناسٍ
..... سوف حَقَّاً تُبْلِيْهُمُ الأَيَّامُ .
 
وصاحِبُ هذه الابيات هو الشاعر الجاهلي ( أبو دُواد الإيادي ) .
 
فهذا الحطيئة وهو مَنْ هو في الشعر ومعرفته عَدَّ أشعرَ العرب من قال هذه الابيات التي فيها الثناءُ العطر على رجال ( جُذَام ) وهم كِرامٌ أبناءُ كِرام .
 
وقد دارتْ فِتَنٌ بين المسلمين وخاصةً بين القيسية واليمانية في وقعة ( مرج راهط ) ، وجُذام من رؤوس اليمانية ، فقال شاعرُ القيسية ( زُفَرُ بن الحارث الكُلابي ) يصف شجاعة اليمانية وعلى رأسهم ( رجال جُذام ) وهي من الابيات المنصفة ، ونقصد بالمنصفة التي يعطي الرجلُ خصومَه الشجاعة ولا يهْضِمُهم حقوقهم ، فيخبر بما رأى دون محابةٍ لقومه :
 
وقد ذكرها الجواليقي في حاشيته على الخزانة ( 1 / 310 ) :
 
كُنَّا حَسِبْنَا كُلَّ بَيْضَاءَ شَحْمَةً 
...... عَشِيَّةَ لاقينا جُذَامَ وحميرا 
فَلَمَّا قَرَعْنا النَّبْعَ بالنَّبْعِ بَعْضَهُ 
..... بِبَعْضٍ أَبَتْ عِيْدَانُهُ أَنْ تَكَسَّرا 
ولمَّا لَقِيْنا عُصْبَةً تَغْلِبِيَّةً 
..... يقودون جُرْداً للمنيَّةِ ضُمَّرا 
سَقَيْناهم كَأْساً سَقَوْنا بِمِثْلِهِ 
..... ولكنَّهم كانوا على الموتِ أصبرا .
 
فهذه شهادةٌ صادقةٌ من خصمٍ شريفٍ ، شَهِدَ بما رأى من رجال اليمانية ( جُذام ، وحمير .. ) في تلك الوقعة التي دارت رحاها بينهم ، وكان منصفا للغاية عندما قال :
 
سقيناهم كأساً ، سَقَوْنا بمثله 
..... ولكنَّهم كانوا على الموتِ أصْبَرا .
 
فقد تناصفوا السُقْيا ، ولكن الشاعر القيسي زُفَرُ أثبتَ لليمانية ( جُذام ... ) أنهم كانوا على الموت أصبر وأشدَّ ثباتا من غيرهم !
 
والعربُ بشكل عام جنسٌ تتوفَّرُ فيه كُلُّ الصفات الطيبة من شجاعة واقدام ، وكرم ... ؛ فلذلك اختارهم اللهُ لحملِ الرسالة الخالدة ، رسالة الاسلام التي جاءت بالهداية والامن والامان ، وهذه الرسالة يظهرُ جمالُها ونورُها انْ سارتْ على هدي السلف الصالح لا هَدْيَ المنحرفين من الاحزاب التي شَوَّهتْ سماحة الاسلام وطهارته .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد