خبز وشاي

mainThumb

20-07-2014 02:51 PM

يكاد العنوان غريبا على البعض (خبز وشاي). نلاحظ في الصحف المحلية والمواقع الالكترونية وغيرها تبجح غريب وأمور تحدث لا مبتغى لأجر أو ثواب من خلالها. أنت حر ادعوا من أردت على الولائم وحفلات الإفطار الرمضانية، أولم السيد المبجل فلان لدولة السيد فلان وحضر المأدبة أصحاب المعالي والسعادة ومن كان رفيع المستوى وتنتشر صورهم على صفحات المواقع الالكترونية ومنازلهم الفخمة ولا ندري لماذا هذا التبجح الغريب.
هل تعلمون أن عائلة في منطقة الأغوار الجنوبية أفطرت في احد أيام رمضان على خبز وشاي، وعائلة أخرى والله على ما أقول شهيد قد أفطرت الأم وأبنائها على علبة لبن ثمنها ربع دينار وقد استحلفوني بالله أن لا اذكر أسمائهم لأحد، وقد رويت قصتهم ولن اروي أسمائهم لأحد.
نعود إلى الموضوع من حق كل شخص أن يولم لمن شاء وانا لا أنكر لعلية القوم والأغنياء من أبناء الأردن فعلتهم بقدر ما اثر في نفسي صورة تلك العائلات المستورة  والسؤال أين التكافل الاجتماعي؟ والذي يريد الأجر من الله لا يطعم من شبع  اللحم اللحم بل يطعمه لمن افتقدوه في رمضان وكأنه محرم عليهم. واعتقد بان غالبية ولائم علية القوم مرامها منصب أو وزارة أو حماية فاسد، لله در مجتمعنا الأردني كيف تغير، فلا يصبح المسؤول مسؤولا إلا بالولائم والإسراف بها كنية على الكرم أي كرم هذا؟ انه نفاق من نوع أخر.
وهنا احمل الحكومات الأردنية المتعاقبة مسؤولية ما وصل إليه الحال في الأغوار الجنوبية والمسميات التي أطلقتها عليه : جيوب فقر، الأقل حظا. لو كانت الأغوار الجنوبية مدرجة على خطط التنمية لما كانت حاجة الكثيرين تتركز حول الأكل والشرب، لكن التهميش والحرمان هي ما جناه أهل الأغوار الجنوبية من الدولة.
لا أقول هذا الكلام حتى استجدى من احد لأهل الأغوار الجنوبية فهم والله سعداء جدا بالخبز والشاي  فلطالما عاشوا عليه سنوات طويلة وأجيال كثيرة تربت على الخبز والشاي. ولكن المطلب من الحكومة أن تتق الله تعالى في هذا الشعب الصابر المرابط الموالي للدولة والنظام وقدم مواكب الشهداء في سبيل ثرى الأردن الطهور وكان الجزاء باختصار: خبز وشاي. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان.


 Awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد