الإسلام الأمريكي

mainThumb

20-10-2014 10:29 AM

عرفنا إسلام مكة حيث الدعوة السرية والضغوطات والحصار وإلحاق الأذى برسولنا الكريم  محمد "صلى الله عليه وسلم"،وإسلام المدينة ،حيث تأسيس الدولة وتوسيع رقعة الإسلام والإقبال عليه ،بغض النظر عن بعض النفاق، وها نحن نعيش حاليا الإسلام الأمريكي الذي يمتاز بإمتياز بالإساءة للدين الإسلامي الحنيف وتشويهه ،وعلى أيدي وبأفعال من يدعون أنهم مسلمون  مع الأسف الشديد حيث القاعدة .


هذا الإسلام الذي بدأ  يدب على الأرض في أفغانستان ،كثمرة من ثمار التحالف بين الإسلام السياسي  وبين الإمبريالية الأمريكية ،لمقاتلة "الكفار الملحدين" الشيوعيين السوفييت ،ما أدى  إلى هزيمتهم في أفغانستان وإندحارهم من جبال وكهوف تورا –بورا ،وصولا إلى تفكيك الإتحاد السوفييتي السابق وتشظيه إلى جمهوريات  فودكا تهرول في غالبيتها للإلتصاق بالولايات المتحدة الأمريكية،وتجرأ بعضها على شن الحرب على  روسيا الإتحادية بدفع أمريكي.


التحالف المشار إليه في أفغانستان أنجز العديد من القضايا ،علاوة على  طرد السوفييت من أفغانستان ،وأخطر  هذه الإنجازات هو تشويه الدين الإسلامي السمح التعددي والوسطي،ومحاولة إقناعنا أن الله جل في علاه ،قاتل في افغانستان مع التحالف.


جاء ذلك في تصريحات متلفزة  تحت القسم على بعض  شاشات التلفزيونات العربية آنذاك،لدعاة إسلاميين  عرب غاصوا في أفغانستان تحت راية التحالف،ظنا منهم أنهم يقومون بخدمة الإسلام،وقد أقسم هؤلاء  أنهم شاهدوا  وبأم أعينهم "المجاهد" يرفع سبابته بإتجاه طائرة السوخوي السوفييتية ويقول لا إله إلا الله ،فتخر تلك الطائرة على الأرض والنار تلتهمها.


مع الإحترام والتقدير  لكلمة لا إله إلا الله ،فهي عماد إيماننا المطلق بالله ،لكن الأمر زاد عن حده ،ووصل مرحلة الهرطقة،لأننا  لسنا في زمن المعجزات ،فآخر معجزة  شهدتها الأرض كانت تتمثل في النبي الأمي العربي محمد "صلى الله عليه وسلم".
قال هؤلاء أيضا  لا فضت أفواههم أنهم رأو ا وبأم أعينهم أيضا وقد إستعانوا بحاسة الشم أيضا لإثبات إدعائهم ، بعد  القسم بالله العظيم أنهم رأوا في سفوح ووديان جبال تورا بورا في افغانستان ،جثامين  الشهداء المجاهدين ، تنبع منها أنهار المسك وتجري على الأرض شأنها شأن الأنهار المائية العادية .


نعلم جيدا قيمة الشهادة ومنزلة الشهداء عند الله سبحانه وتعالى،فالشهداء هم من أقرب الناس إلى الهه بعد الأنبياء والرسل، لكن أن يقال وفي هذا الزمان الذي يشهد فسادا  لا يتصور في البحر والبر ،أن انهارا من المسك،كانت تنبثق من جثامين "المجاهدين" الأفغان ، فهذا أمر مستهجن  يشي بأن من تحدث بذلك ،وبأقل التهم غير فاهم لدينه،وأنه يشكل خطرا على الإسلام ،لأن خطر غير الفاهم لدينه على دينه خطير جدا.


ذات سجال بيني وبين ثلاثة من كبار قادة  إحدى الجمعيات الحاضنة للإسلام السياسي التي كانت تدعم  التحالف في أفغاستان في إحدى الدول العربية  أواخر عام 1987 بعيد إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الأولى ، أثرت معهم  عدم دعمهم للفلسطينيين أثناء مواجهتهم للعدوان افسرائيلي صيف العام 1982،في حين أنهم منخرطون إلى ما فوق الركبتين في مقالتلة السوفييت في افغانستان ، وكان الجواب الكارثة :أنتم في لبنان كنتم تحبون النساء وتشربون المنكر ولا تقيمون الصلاة جماعة!!!؟؟؟؟؟؟؟؟،عكس "المجاهدين "الأفغان.


ذهلت أيما ذهول من ذلك الجواب  الذي صدر عن كبار رجال الدين في تلك الجمعية ،وكان ردي  النزق:كنت في لبنان آنذاك،وكنا  نصلي ونصوم ،ونصلي جماعة لكن التلفزيون الأمريكي لم يصورنا  خلال صلواتنا  ليعرض صورنا على العالم،كما هو الحال في أفغانستان .


هذا  هو الإسلام الأمريكي وما أتحفنا به من إرهابيين مأجورين يعملون  لمصلحة أمريكا ومن يدور في فلك أمريكا ،وآخر طبعة  من هذا الإسلام هو تنظيم الخوارج الجدد المسمى داعش ،الذي  إستمنته أمريكا وبريطانيا وإسرائيل  ،كضربة قاضية للعرب والمسلمين ،وليكون  الأداة في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد  أو الكبير أو الوسيع لا فرق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد