هي بدها صنع طيارة - رائد العزازمة

mainThumb

20-10-2014 04:22 PM

لا ادري من قائل هذه الجملة ولم وفيم قيلت إلا أنني قد لفت انتباهي تعاطينا مع هذه المقولة وبشكل كبير في حياتنا اليومية عندما نشرع بالقيام بعمل ما ويسألنا من حولنا بتعرف تعمل كذا ؟؟؟  فيكون الرد هي بدها صناعة طيارة والبعض يقول هي بدها صناعة صاروخ وكلا المقولتان تصبان في نفس المعنى.

 مناسبة هذا الحديث ما سمعته اليوم أثناء تسوقي ودخولي على احد محلات التموين ثم البدء بمشوار لملمة الأغراض المطلوبة من القائمة(ليستة) المجبر على تأمينها وإلا فسأكون أب وزوج لا للهدة ولا للسدة بالنسبة للعائلة الكريمة .المهم عند وصولي إلى الكاش او صندوق الدفع كان هناك شخص ويبدو عليه انه تاجر جملة وكان يحمل بيده كيس من البن ويريد تفريغه في مكان زجاجي مخصص لعرض هذه البضاعة إلا انه قد واجه صعوبة في ذلك فقام صاحب المحل وأتم المهمة قائلا وهو يضحك بمليء فاه:- "هي بدها صناعة طيارة".

تؤرقني كثيرا أبعاد هذه المقولة فسقفنا العربي في التفكير يصطدم برسائل سلبية لا ندري من الذي صاغها ووضعها وكأنه على العقول بناءا عليها أن تتوقف ولا تحاول حتى معرفة كيف تصنع الطائرة لان تعدي هذا الخط أصبح ثقافة مستحيلة التصقت بنا ولا نستطيع التحرر منها ومن أثارها السلبية على عقلنا الذي استعبد بدون أن نحاول التحرر من هذه العبودية.

البناء والمشروع يبدأ من فكرة والفكرة تحتاج إلى عقول مبدعة متحررة تستطيع أن تجول في عالم الإبداع والتفكير دون أي قيد يجبرها على  السير باتجاه مرسوم أصلا محدد الجوانب له سقف لا يسمح بتعديه .

والاستعمار الفكري يسبق دائما المادي وشواهد التاريخ والحاضر تؤكد هذا السبق فقبل الأرض عليك بالعقول تجهيلا وتنويما وعليك أن تملأها بالخزعبلات والقيود التي تجعلها اقرب إلى العتمة منها إلى الضوء .

علينا أن نرمي بهذه المقولة خارج ثقافتنا وان لا نستسلم لها وان ندرك ونثق بمقدرتنا على الإبداع والبحث عن كل ما هو جديد فحدود العقل لا يضعها مخلوق فهي من اختصاص الخالق وأول ما نزل من قرآننا سورة تحضنا وتأمرنا على العلم والمعرفة أفنترك ما يأمرنا به شرعنا الحنيف وننساق وراء مقولات لا نعرف أصلها ولا من وضعها. فحرروا عقولكم من كل هذه السلبيات التي تخدم عدونا بالدرجة الأولى وتجعله يتفوق علينا ويسبقنا بعشرات السنين في فجوة علمية واقتصادية واجتماعية يجب علينا البدء بردمها حالا وبأسرع وقت ممكن.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد