لهذه الأسباب .. أبق على حكومتنا يا جلالة الملك .. !

mainThumb

02-11-2014 11:12 AM

يتابع الأردنيون خطاب العرش باهتمام، وهذه المرّة باهتمام أكبر، وهو اهتمام مشوب بالحذر والخوف، حذر من عركسة المسار، وخوف من بعثرة الرجال، والخطاب الذي أوجّهه اليوم لصاحب الخطاب، وهو يؤكّد مرتكزات السياسة الوطنية، ويرسم خارطة طريق خطط التنمية في البلاد وأطر التعاون المنشود بين سلطات الدولة الدستورية، هو خطاب من نوع خاص أوجّهه لملك البلاد، يسبقه عنوان هذا المقال في مناشدة لجلالة الملك منزّهة عن المآرب، أما الأسباب فأُجمِلها في الآتي:
•    أن حكومتنا الرشيدة، عَبَرت مخاضات قاسية خرجت منها بنجاح ولو على حساب جُموع أخطأت في حسابات الطرح والقسمة والضرب..!
•    أنها لم تأبه لكل ما قيل وما يقال عنها وفيها، ولم يفُتّ ذلك في عضدها، بل جعلها تُصرّ على اتخاذ  قرارات قاسية، لم تختبىء وهي تتخذها خلف  عباءة الملك، ما أدّى إلى بروز تاريخية حكومية استقوائية نجحت في تقديم نفسها على أنها المنقذ الأعظم والمخلّص الملهم من شرور الآخرين، وسيئات السابقين..!
•    أنها قدّمت للشعب كل سُبُل العبور إلى المستقبل بأمان، حتى لو انطوت هذه السُبُل على جوع ونزوح إلى دوائر الفقر والقهر..!
•    أنها استطاعت تخفيض المديونية العامة للدولة بوقت قياسي خلال سنتين من (17) مليار دينار إلى (21) مليار دينار بفضل سياساتها الاقتصادية الحكيمة، وعلينا أنْ لا ننظر إلى الرقم بصورة مجرّدة للحكم على هذه السياسات، بل على الظروف العامة التي عملت خلالها الحكومة وحققت هذا الانجاز، وأعني بالتخفيض تقليل الخسائر، وزيادة الإقتراض..!
•    أنها استطاعت أن تتعامل مع مجلس النواب بأسلوب فريد من نوعه، وأنْ تحتوي معارضته لسياساتها دون عناء، وتضمن دعمه وتأييده لقراراتها المريحة والقاسية على حد سواء..!
•    أنها أبطلت مفعول الحراكات الشعبية بذكاء خارق، وقدّمت أنموذجاً في المعارضة التاريخية، كونها الأولى في تاريخ الحكومات الأردنية التي راهنت على الشعب وزايدت في الوطنية بحق وإصرار، ما ترك البعض يلجأ إلى حراكات البيوت والكهوف المعتمة..!
•    أنها تعاملت مع النيران المشتعلة في الإقليم بمنتهى الحيطة والحذر، وبفضلها لم يحترق أصبع أردني واحد، وإنْ تطلّع الأردنيون إلى الإقليم بارتياب، كما أنها ساهمت في تحريك مياه الأحزاب السياسية الراكدة، ورعت شؤونها باحتراف، فأصبح الشباب الأردني مستعد للانخراط في الحياة الحزبية والمشاركة السياسية من أوسع أبوابها..!
•    أنها حكومة حسّنت من صحة المواطن بصورة ملموسة، فخفّت الأمراض والأوبئة، والأخطاء الطبية، وضبطت دواء وغذاء المواطن، وحاصرت حيتان الغذاء والدواء، وأوقعت أشد العقوبات بمن يُتاجر بصحة المواطن من أصحاب المطاعم ومستودعات الغذاء.. حتى أصبح المواطن واثقاً من طعامه وشرابه ودوائه، يأكل ويشرب ويتناول حبّة الدواء مُشَهِّداً متوكلاً على الله وحده..!
•    أنها حكومة مبادرات وتطوير ونهضة، فقد استطاعت أن تحقق نهضة مشهودة في مسيرة القطاع العام، وتستحوذ على رضا أكثر من 220 ألف موظف، وها هي المسيرة تتواصل، وها هو الموظف العام يعيش أزهى مراحل عمره المهني وأكثرها سعادة وفاعلية، فقد استقر الموظف العام واطمأن إلى مستوى العدالة والتكافوئية، فانتقل القطاع العام، بفضل حصافة الحكومة وعدالتها، من قطاع متخلّف رجعي إلى قطاع متطور حيوي بكل معنى الكلمة، والشهادات على ذلك أكثر من أن تُحصى..!  
•    أنها استطاعت لملمة شتات سوق العمل بمزيد من الحزم وتطبيق القانون، وحافظت على حق كل أردني في التوظيف والعمل، ولم تسمح للعمالة الوافدة أن تنافس عمالتنا الوطنية وتحتل وظائفها خروجاً على القانون، ما أسهم في حل جزء كبير من مشكلة البطالة التي عجزت حكومات سابقة عن حلها..!
•    أنها حقّقت نجاحاً كبيراً في مكافحة الجريمة وردع المجرمين، فشهدنا كيف توقفت الجريمة الاجتماعية، وساد الأمن، وتوقفت حالة الفلتان و الزعرنة و البلطجة بعد أن أودعت المشبوهين وأصحاب السوابق السجون، فساد حكم القانون على الجميع دون استثناء..!
•    أنها ضبطت عبر بلدياتها المنتخبة في أنحاء المملكة أمور النظافة العامة، وعزّزت الظروف البيئية، فلم نعد نرى مشهد الحاويات طافحة بالقمامة متناثرة على الطرقات والشوارع، أما الحفر والأخاديد في الشوارع فلم نعد نراها أبداً، وانتشرت الإسكانات الحكومية في كل مدينة وقرية، وأصبح الحصول على شقة أو بيت أمراً سهلاً في متناول كل مواطن..!   
•    أنها استطاعت تطوير الإعلام الرسمي بكافة مؤسساته، فأصبح إعلام دولة بامتياز، إعلاماً مهنياً محترفاً، وتطوّرت نشرات الأخبار بصورة غير مسبوقة وغير مألوفة، وأفسحت المجال واسعاً للرأي الآخر على شاشتنا الوطنية وأثير إذاعتنا.. وتوقفت الحكومة عن التدخّل البتّة في شؤون الصحف اليومية وتحديداً في صحيفتي الدستور والرأي، ولم نعد نرى مقالات لكاتب الشؤون الوطنية على صفحاتهما..! 
•    أنها نجحت في ضبط الأسعار، ومراقبة الأسواق، ومنع الغش، فعاش المواطن بأريحية وطمأنينة، ولم يعد يخشى من أي متجر أو مول يبتاع احتياجاته..!
•    أنها طوّرت الزراعة في البلد تطويراً ملموساً إنتاجاً وتسويقاً، ورعت المزارعين وحَمَتْ إنتاجهم، ولم تتوانى عن محاورتهم في همومهم ومشكلاتهم، لا بل قامت بزيارتهم في خيمة اعتصامهم غير مرّة، وحاروتهم حواراً حضارياً رفيعاً، أسعدهم وبثّ الطمأنينة في نفوسهم، ولم نعد نرى مزارعي الأغوار يقذفون أطناناً من إنتاجهم في الشارع احتجاجاً على ضعف الأسعار وضعف التسويق..!
•    أنها ضبطت العملية التعليمية بكافة مستوياتها، وضبطت التعليم الخاص وتجاوزاته الكثيرة، وأوقفت مزاجية وفوضى رسوم المدارس الخاصة، وسنّت نظاماً للمؤسسات التعليمية الخاصة بدأت بتطبيقه بحزم على الجميع، وأوقفت فوضى القبولات الجامعية في الجامعات الرسمية ووحّدت معايير القبول أمام الجميع دون استثناء، ولم نعد نرى طالباً على مقاعد كلية الهندسة بمعدل 80 في التوجيهي، في حين نجد طالباً آخر بمعدل 95 لم يتمكّن من الحصول على مقعد في ذات الكلية..!
•    أنها حكومة ذات عين حمرا على الفساد والمفسدين، فعملت على جلب الفاسدين الكبار الهاربين خارج الحدود، وإنفاذ القانون وحكم القضاء فيهم، ولم يشفع لأي منهم قريب أو نسيب، وأولهم بطل الفوسفات.. صاحب أكبر قصة فساد معاصرة فها هو مركون في السجن بلا ونيس ولا أنيس..!!
•    أنها قرّرت الانحياز إلى قيم العدل والحق والنزاهة والحياد في تنظيم الحج وإتاحته بعدالة أمام الأردنيين، فابتدعت مؤسسة صندوق الحج خروجاً على معايير السنّ التي شهدناها طيلة سنين طويلة مضت لاختيار كوتا المملكة، فأصبح الحج متاحاً بفضل الصندوق لصغار السنّ الراغبين في ادّخار بضعة آلاف من الدنانير لدى الصندوق، وهو ما أطلق عليه أحد الزملاء الإعلاميين الحج الموازي..!
•    أنها استطاعت أن تغرس مفاهيم ثقافية عميقة بين الأردنيين، عمّقت من خلالها الانتماء في نفوسهم، وها هي المبادرات الثقافية والمهرجانات الفنية تملأ أنحاء البلاد، ولم تعد حكراً على العاصمة وحدها، كما قامت الحكومة بدعم كل المؤسسات الثقافية بلا حدود فشجّعت الشعر والشعراء والأدب والأدباء، والفن والفنانين وأصبح لدينا نجوم لامعون في الشعر والأدب والفن..!
•    أنها حكومة ذات مزاج سياحي رفيع، وبفضل هذا المزاج تدافعت أفواج السيّاح إلى البلاد، ومنْ ينظر في الخدمات السياحية التي تقدّمها الدولة، سيلمس حجم التطور الكبير التي شهده هذا القطاع الاقتصادي الحيوي.. فأصبحت مدة مكوث السائح الأجنبي في الأردن أكثر من مدة مكوثه في إسرائيل على سبيل المثال، أما المواقع السياحية والأثرية فحدّث ولا حرج عن مستوى الخدمات المقدّمة فيها..!
•    أنها حكومة رسّخت مبدأ المؤسسية وتكافؤ الفرص بين الأردنيين في تقلّد المناصب العامة، فأصبح التعيين في الوظائف القيادية مؤسسيّاً، وفق نظام خاص محكم، فلا واسطة ولا محسوبية، ولا غيرها، حتى لو تمّ وعْد أحدهم وتبشيره بالمنصب قبل المقابلة والامتحان، فالكفاءة هي الأساس..!!
•    أنها نجحت في توفير الطاقة، عبر رفع أسعارها وإجبار المواطن على الترشيد، وحققت وفراً في جيوب متنفّذين كبار، استطاعوا أن يُطوّروا منازلهم لتعمل على الطاقة المتجددة بلا عناء ولا فواتير، فكانوا أنموذجاً يُحاكى في الترشيد والتوفير..!
•    أنها قامت بحل مشكلة المرور في البلاد، وخاصة في شوارع العاصمة، فانسابت حركة السير بسلاسة عزّ نظيرها، وقامت بتنظيم النقل العام في المملكة بطريقة فذّة عبقرية، بعد أن ألغت وظيفة الكونترولية وأصبح بمقدور المواطن أن يصل إلى مكان عمله أو بيته ضمن وقت قياسي ودون أن يُصيبه التوتر والعصبية والدوار، أو يلوّث سمعه وبصره صوت الكونترولية النشاز وألفاظهم النابية ومنظرهم الرثّ..!
•    أنها حكومة إلكترونية بالكامل، تعمل بسلاسة وتقدّم خدماتها الإلكترونية بسلاسة، ومنْ يقارن حكومتنا بغيرها يجد الفارق كبيراً.. كبيراً..!
•    أنها استطاعت تحقيق قفزة كبيرة في مضمار التنمية الاجتماعية، فازدهرت في عهدها مراكز الإيواء، ومراكز المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتراجعت أعداد المتسولين بصورة كبيرة، وأطلقت مبادرات اندماج اجتماعي خلاّقة، فانزوى الفقر بعيداً عن أعين الأردنيين، وسرت في مجتمعنا صيحة اجتماعية جندرية سبقت مجتمعات معاصرة كثيرة..! 
•    أنها وضعت استراتيجية للمياه في البلاد، ضبطت عبرها الاعتداءات، وأوقفت حيتان الآبار عند حدودهم، ومنْ لا يصدّق عليه أن يقوم بجولة على مزارع الكبار، ليشهد كيف استطاعت الحكومة سدّ آبارهم الارتوازية..!
•    أنها تعاملت مع كل الاعتصامات والإضرابات التي جابت أنحاء القطاع العام في الدولة بمنتهى الحزم والعدل والحنكة، فأذعنت لبعضها، وتمنّعت على البعض، فأصبح العاملون في القطاع كلهم على قلب رجل واحد.. تفانياً وإخلاصاً وكفاءة وانتماءً..!
•    أنها حكومة قريبة من نبض الشارع، ما فتئت تتحسّس هموم الناس وتداوي جراحهم، وتعالج أوجاعهم، وكانت ولا تزال دائماً حاضرة عند كل طلب أو مناشدة، أما رصيدها في الشارع فيشهد عليه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية..!
•    أنها حكومة استطاعت أن تُرهِب الأعداء، وأن تثبت للجميع بأن حيط البلاد ليس واطياً، وأن المواطن الأردني خط أحمر، وليس أدلّ على ذلك، من موقفها الحازم والحاسم من حادثة قتل القاضي الأردني رائد زعيتر على يد الجنود الصهاينة، ما دفع الحكومة الاسرائيلية إلى الاعتذار للأردن ملكاً وحكومة وشعباً وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع..!
•    أنها نجحت في كسب ثقة دول الجوار جميعاً وعلى رأسها دول الخليج العربي التي أفسحت للأردن حيزاً بينها، لتكون عضواً في مجلس تعاونها، بفضل سياسة الحكومة الحصيفة على المستوى الخارجي واعتدال مواقفها إلى درجة الحياد..!
•    أنها حكومة صاحبة ولاية دستورية كاملة وأن رئيسها متمسّك بالولاية، ويتحلى بالصراحة والشفافية، ولي أدلّ على ذلك من أنه اعترف بأنْ لم يكن على علم بـ هرقلة فلم يأتي برواية أخرى ليداري تغييبه عن الموضوع، بل سبقته شفافيته واعترف بأنه كان مغيّباً، وعندما عَلِم الحقيقة أصرّ على الإفصاح بها أمام الشعب..!
•    أخيراً، حكومتنا يا جلالة الملك، نفّذت بإخلاص كل ما أمرته بكتاب التكليف السامي، وأول ذاك، أنها سعت إلى تحسين معيشة المواطن، ونجحت أيّما نجاح، فانظر يا سيدي، فيض السعادة والوفرة التي يعيشها الأردنيون ..!!         

للأسباب أعلاه وهي غيض من فيض، ندعوك يا جلالة الملك أن تُبقي على حكومتنا الرشيدة، وأن تتريّث قبل أن تستمع إلى هذا أو ذاك ممّن ينادون برحيلها، وكنت أحد منْ نادوا بذلك قبل أن أثوب إلى رشدي، فلا تُفرّط أبداً في هكذا حكومة يا جلالة الملك حباها الله وطننا الحبيب، حتى لو قدّمت هي استقالتها، نرجوك أن لا تقبلها أبداً، وليس هذا فحسب بل لا تسمح حتى بتعديلها لأن المَثَلَ الأردني يقول الْمْعدّل لا يُعدّل وهي بكل المعايير حكومة مْعَدَلِة بكل شخوصها وسياساتها وقراراتها وحتى في شطحاتها..!!
أَبْقِِ علينا حكومتنا يا جلالة الملك، ففيها الخير في موسم الخير وبدل السنتين ونيّف من عمرها المديد حتى الآن لتظل فوق رؤوسنا أربع أو ست سنوات.. وإنا لصابرون محتسبون.. منتظرون فرج الله..عتقاء طلقاء بإذنه..!!!

            Subaihi_99@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد