نقطة نظام ، والعدو الصهيوني

mainThumb

06-11-2014 06:39 PM

الحضارة لا ينكرها صاحب عقل مجتهد ، ولكن حضارة اسرائيل بلغت ذروتها المادية دون ان ’تغفل حافز الدين ، وجمعت بين التقنية والعلم والجانب الروحي ، وأمّا نحن’ فقد بقينا واقفين أمام حضارة المادة مشدوهين مبهورين - عاجزين فاشلين ، واضفنا اليه فقدان الحافز ( الإيمان ) والذي يؤلف بين الاشتات ، ويحض على العلم والعمل ، و’يزري بالكسالى والمتخاذلين .

أضاع العربي سلاحه وهو الايمان ، وعضّوا هم عليه بالنواجذ ، ولم يمنعهم دينهم من الصعود لأعلى القمم في الابداع المادي ، ولم نسمع فيلسوفاً تقدميّاً أن نعتهم بالرجعية في أمور الدين ، ولقد هَزم اليهود’ العربَ بالإيمان والعلم ؛ لأننا واجهناهم بلا علم ولا إيمان ، وقد حصلنا من الحضارة الأوروبية على برشامة الإلحاد ، والأيديولوجيات الوافدة التي نخرت عِظام الأمّة ، وفتت في عضدها ،وأجهزت على كرامتها حتى غدت أمثولة التاريخ في الذل والهوان .

والأمّة التي تستحي من تراثها ، وتبتر صِلة حاضرها بماضيها ، وتستخف بأمجادها هي أمة لا تستحق الحياة ، وما لم نعِ أن معركتنا مع الصهيونية الفاشية هي معركة دينية قبل كل شيء ، فكل ما نفعله باطل غير حقيقي البتّة . فبغير رفض ديني ! كيف يمكن لنا مقاومة احتلال للأرض والمقدسات ؟! هل يمكن لنا مقاومة الغزو الديني العنصري الاستيطاني بشعارات نستوردها من مستنقعات الغرب اللاإنساني ؟؟!!

ولعله من الممكن أن يكون من قادة اسرائيل من هو ملحد لا يؤمن بإله ، ولو حتى إله اسرائيل الحقود ، ولكن ليس من قادة اسرائيل من لا يدرك الدور الكبير للطاقة الروحية في تكوين الحوافز على الموت في سبيل خرافات التوراة ، وأساطير التلمود - فالأمم لا تنتصر إلا بالقيم الروحية ، ولقد هزمتنا الدولة الآنية الملفقة والمرقعة من تسعين دولة ، وسقطنا نحن الذين نمتاز على جميع التكتلات الدولية لمستوى نادر من التآلف والتجانس صرعى تحت أرجل شذاذ الآفاق !!!!!!

- كما قلت’ سابقاً - أن التناقض بين المسلمين والمسيحيين من العرب مع الصهاينة المحتلين الغاصبين في هذه المنطقة ذات الصراع المتشكّل بقرار سياسي براغماتي يخضع لمبدأ التنافي الكلي المتبادل ، وهي فلسفة عقلية ، فلا سبيل إلى المساومة أو المصالحة أو المهادنة ؛ لأننا طرفا نزاع في قضية وجودية ، أحدهما زائد عن الحاجة الطبيعية ، يجب أن يزول .

ولاحقاً حين وصلت الجماهير اليهودية حائط المبكى في السابع من حزيران المشؤوم - صلّى بهم حاخامهم الاكبر بعد الانتصار صلاة الظفر والنصر - فعلا النواح بينهم مرددين : ليسقط محمد ( اليوم انتهى محمد ، ومحمد مات وخلف بنات ! يا لثارات خيبر !!! لم يهتفوا ضد قادة العرب آنذاك - ناصر او الاتاسي او حسين او عارف ؛ لأن المؤامرة هي محمد والاسلام فقط ؟! سؤال : لماذا يهتف القوم ضد محمد رسول الأمّة - هل لأن من واجهوا العدو في ذلك الوقت من التقدميين (!) لا يعرفون محمد وبل لا يعرفون حتى الله ؟!

فالمتدينون اليهود يهرعون لباحات الاقصى الشريف ليقرعوا البوق وقت الأذان في مسجد عمر ، ليقيموا حلقات الرقص في باحات الكنائس والمساجد استهزاءً واحتقاراً بالديانتين السماويتين العظيمتين !وتالياً إعلان اليهود بكل مناسباتهم هدم الاقصى الشريف ، وقبة الصخرة ، وبناء هيكل سليمان الجديد فوق انقاض الاسلام - ماذا نسمي ذلك ؟ أليس هذا هو الارضية الدينية الحقيقية للعدوان الاسرائيلي ؟؟!!


- حين يتفوه بن غوريون قائلاً في إحدى خطاباته الرسمية : " بدون التفوق الروحي ، لم يكن شعبنا ليستطيع البقاء الفي سنة في الشتات .. وأن لا معنى لاسرائيل بدون القدس ، ولا معنى للقدس من غير الهيكل ؟!!!سؤال : هل من العيب اذا استصرخنا المسلمين والمسيحيين لانقاذ مقدساتنا ؟! وهل هذا لا يكفي من الأدلّة لابراز الطابع الديني للغزو الصهيوني ؟!! فنظام التعليم - من دور الحضانة وحتى اعلى الشهادات ’يلقن التلميذ التاريخ والدين اليهودي ليضفي به إلى مقولة - شعب الله المختار ... وكفى !

- لقد بلغت الخيانة في بعض المجلات العربية والاسلامية قديماً دعوة الفدائيين إلى وضع ميثاق عمل واحد يجتمع’ حوله المناضلون العرب وطلائع التقدميين في اسرائيل الالحادية ، ليرسم صورة كاملة لمستقبل اسرائيل وفلسطين معاً على أساس الايديولوجية الماركسية ، وسيادة البروليتاريا ..... والهتافات تعلو - يا صعاليك العالم اتحدوا !!!!

- قولوها بصراحة أيها العلمانيون - إن محاربة الارضية الدينية ، وسلاح الايمان ، والجماعات الاسلاميّة الصاعدة مفضلة عندكم على محاربة اسرائيل ... يكفي العرب سفاهة أن يتوقعوا أنهم بشر يتحركون حسب الزمن ... وحالهم - لا حضور ولا عقل .... فلا عدو للعرب الآن وحتى قيام الساعة إلا الصهاينة المحتلين ، واتوقع من الترف والعبث أن ندعو في خطاباتنا السياسية إلى محاربة التطرف والارهاب - فالتطرّف والارهاب ’يختصر في داخل ’مختل ’محتل للأرض المقدسة والكرامة العربية ___ والشاهد الاكبر الحرب على غزّة الرجال والصمود والإباء ، وعلى شام العز  والمجد والتاريخ ... ’ترى ! هل داعش هي العدو والتطرّف الحقيقي للعرب والاسلام  يا حكام الصّدف ! أم المحتل الصهيوني ؟؟!! فكل الدماء والفساد بعامة هما من نتاجكم يا زعماء العرب والمسلمين .....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد