الواقع ،واستحقاق المرحلة القادمة!

mainThumb

17-01-2015 07:58 PM

هاجس المؤامرة المكثّفة ضد هذه المنطقة ، هو الاسلام ، وهو الكابوس الذي يقض مضاجع القوم على الدوام ، وذات مرة قلنا : ان تلك الهجمة تنطلق من معطيات دينية كاذبة ، وسياسية زائفة ، فأما الدينية فمبنية على الخرافات والاساطير ، وأمّا الحوافز السياسية فتقوم على وحدة دول الشرق الاوسط التي تسيطر على شاطئي المتوسط الشرقي والجنوبي ، وهو ما يهدد الأمن الاوروبي ، والسلامة الاوروبية والحضارة الغربية ، بسبب موقعها الجغرافي والاستراتيجي الهام على مفترق طرق ثلاث في قلب العالم ، وما تنطوي عليه من ثروات الطاقة المذهلة .

 ولذلك فهم يعتقدون أن دفع الخطر المتمثل في امكانية توحّد الاقطار العربية في احضان التضامن الاسلامي ، لا يتأتى إلا بإقامة كيان غريب في قلب تلك المنطقة يمثّل الحضارة الغربية الحاقدة بطبيعتها كالكيان الاسرائيلي ، ما يحول بينها والتوحّد ( المنطقة العربية ) ويبقيها فريسة التشعث والتعثّر ، ويجعلها كيانات "موزاييك " مهترئة على أسس اقليمية وعِرقية وطائفية في حالة رعب دائم ، ولتظل منطقة نفوذ للاستعمار الجديد ، واستهلاك للصناعات الاسرائيلية المتصاعدة على حساب مقدرات وطن وانسان يمارس عليه كل أشكال المرض النفسي والارهاب المؤسسي .


وأمّا ما يجري من تفاصيل داخل البلدان العربية هو نتاج تبدد وتعثّر في ثقافة الاجيال المتجددة جراء ممارسات  الانظمة العربية العميلة والتي ما زالت تتزين فناً في تفكيك المجتمع العربي على أسس من اللغة ، والجغرافيا ، والدين ، ومكتسبات الاقتصاد المخالف لقواعد الربح والخسارة ، فالاتفاق الذي يكون فيه السلطة مطلقة في جانب ، والطاعة المطلقة في آخر هو اتفاق باطل ، ويخالف المنطق ، وحق الاستعباد من أي زاوية نظرنا اليه هو حق باطل ، وهو لغو ، ولا معنى له ، والاستعباد والحق كلمتان متناقضتان على الدوام ، إحداهما تلغي الاخرى سواءً أكان ذلك بين انسان وانسان او انسان وشعب بأسره - فمن الترف بل  والمحال أن نقول : إنني أعقِد معك اتفاقاً بموجبه يكون كل شيء على حسابك ، وكل شيء في صالحي ، وانني سوف أحترمه ما دام يروق لي ذلك ، وسوف تحترمه أنت ما دام يروق لي أيضاً !.

من يراهن على الأمن والامان وبقاء مؤسسة العمالة والفساد وافساد الأمة وانقراضها  هو واهم ، فمؤسسات الحكم الملكية والجمهورية سقطت بعوامل ذكرتها في أكثر من مقال وهي عامل التقادم والفشل ، وانتهاء الصلاحية .. فالأمة العربية  لوحة من الفسيفساء القاسية بحجارتها ، وحجم استيعابها للشكل الذي تريد ، فإمّا أن تكون تحت الارجل لتزين معابد اليهود ، وإمّا أن تكون قبباً عالية تصدح بالقوّة والحق والسلام .. !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد