لدي حلم 2

mainThumb

18-01-2015 11:30 AM

قال في خطابه:" لديّ حلمٌ بأن أطفالي الأربعة سوف يعيشون يوماً ما في دولةٍ لا يُحكم عليهم فيها على أساس لون بشرتهم، وإنما شخصهم وأفعالهم. أتذكرون قائل هذه العبارة" I have a dream " انه صاحب التاريخ القريب، لا يتعدى الستين عاما منذ الآن، مارتن لوثر كنج ، الأسمر من أصول افريقية، والذي استطاع أن يقلب موازين الحريات في العصر الحديث. لقد دفع مارتن لوثر كنج حياته ثمنا لما أراد، فكان بعد موته ما سعى إليه، لقد اجبر اكبر قوة في العالم على تغيير سياستها تجاه التمييز العنصري ذلك الشيء البغيض، والذي يمتهن كرامة الإنسان بأبشع صورة.


لقد أجبرت عبارة لدي حلم الرئيس الأميركي ليندون جونسون على التوقيع على قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والأجناس في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، كل هذا التاريخ بدا علم 1954م وانتهى بمقتل لوثر كنج عام 1968م .


دعونا في هذه العجالة نتحقق من واقع الإسلام الدين الحنيف والذي لم يترك شيئا إلا و أوضحه للناس. فالإسلام دين عالمي ، نزل للعالمين كافة ، ولم يفرق بين عربي وأعجمي ، إلا على أساس التقوى والقرب من الله تعالى ، ولم يجعل لقوم فضلا على غيرهم لشكلهم أو لونهم ، فليس في الإسلام فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح . ولم يجعل الإسلام هذه المبادئ على المستوى النظري فقط بل جعلها مثالا عمليا يظهر في عدم التمييز في الصلاة ولا في الصوم ولا الحج ولا الزكاة ولا الحدود والجنايات.
يقولون: المرأة السوداء تنتج حليبا ابيض كباقي النساء. وهذه حقيقية لا مجال لإنكارها وهي تدل على أن الله تعالى خلق الناس وأعطاهم اللون ليس تفضيلا لهم إنما لحكمة يعلمها الله تعالى.


لقد عانى السود كثيرا من مشكلة التمييز العنصري فقد كانوا يباعون كالحيوانات في الأسواق ويقتلون لأتفه الأسباب، ولا يتمتعون بأية حقوق اجتماعية أو سياسية.


يقول مارتن لوثر كنج:" إن روح النضالِ الجديدة والرائعة، والتي تشبّع بها مجتمعُ السود، لا يجبُ أن تقودنا إلى الارتيابِ في جميع البيض؛ لأن العديد من إخواننا البيض، كما دلّ على هذا وجودهم اليوم بيننا، أدركوا أن قدرهم مقيّدٌ بقدرنا، وحرّيتهم هي رابطٌ لا يقبل الانفصام عن حريّتنا. فنحنُ لا يمكننا أن نمضي وحدنا."


ولكن السؤال المطروح هنا ما هو واقع السود في الوطن العربي بشكل عام وفي الأردن بشكل خاص؟ فلم نرى وزيرا في الأردن اسود اللون، ولم نرى سفيرا اسود اللون، أو عين في مجلس الأعيان اسود اللون، أو أمين عام وزارة, على مر تاريخ الأردن الحبيب إلا ما ندر. نرجوا من الحكومة الأردنية أن لا يكون السبب تميز عنصري. فالسود أو السمر في الأردن هم أبناء الدولة وقدموا الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن ومجده. حمى الله الوطن وأبقاه عزيزا كما كان. 
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد