لقاء النقابة مع الحكومة : محاولة للقراءة

mainThumb

27-01-2015 08:42 PM

حلقة جديدة من مسلسل هزائم قيادة نقابة المعلمين ،أمام أنفسهم أولا، إن وعوا ذلك،وأمام طموح المعلمين التواقين إلى العزة والكرامة ثانيا،وما كان ذلك بقوة الخصم ،ولاعدميّة عدالة مطالبهم، بل نتيجة لضعف المجلس ذي اللون الواحد الإخوانيّ،وغربة مرجعياتهم.


      المفارقة تقول:إن ميدان المعلمين كان وما زال عصيّا على الإذعان والتراخي،بينما قيادة النقابة امتهنت الخضوع والتضليل والسعي نحو قلب الحقائق،بل اعتقلت نفسها في سجن المكابرة والبحث عن الذات،والترويج لإنجازات وهميّة،لا يراها عقل سليم.
      حين لا يملك القيادي إرادة التضحية بمصالحه ومكتسباته الشخصية مقابل العام منها، يفقد مصداقيته، ويطمره ألف قناع وقناع،ويصبح مستباحا لمن يجرؤ ،لا يجد إلا الولس وجها جديدا له.


     من يسدي قليلا من التدقيق بمخرجات لقاء أعضاء المجلس برئيس الوزراء ، والتي نشرتها وكالة بترا يوم الاثنين 2612015 يدرك المعطيات التالية :


الأول : عدم وجود رؤية واضحة أمام أعضاء المجلس،وما يصدر من قرارات ما هو إلا ردود فعل اعتباطيّة ، ارتجاليّة ،سرعان ما تضعف وتختفي أمام الواقع.


        فمعظم مواقف المجلس التصعيدية تخرج كردّة فعل بسبب مواقف شخصيّة لأعضائه،كما هو الحال في السلوك الأرعن الأخير ، وتوالي البيانات الفارغة المحتوى،والتي كانت بحقيقتها ردّ فعل على العقوبات التأديبيّة التي طالت النقيب وبعض أعضاء المجلس نتيجة مخالفتهم لنظام الخدمة المدنيّة،وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء بعد اللقاء.


الثاني : استخدام المجلس لمطالب المعلمين المحقّة كورقة ضغط على وزير التربية،لا كمطالب يؤمنون بها، بدافع الغيرة على مصالح المعلمين، ويتضح ذلك (مثلا) بقضية علاوة ما يسمى بـ (الطبشورة) ، إذ لم تطرح أمام رئيس الوزراء ولا قبل موقف الوزير الأخير المتعلق بتخلي الوزارة عن دورها باقتطاع رسوم الانتساب للنقابة،وهذا طبيعي لأنّ المجلس تخلى عنها (العلاوة) خلال تفاهمات الإضراب الأخير،بمعنى أن المطلب الماديّ سلاح يستخدمه المجلس عند الحديث عن الإضراب،كمطلب جاذب للميدان،يضمن التزامهم بالإضراب فقط،حسب قناعة أعضاء المجلس (للأسف).


الثالث: تمييع سلاح الإضراب نتيجة تعامل المجلس معه كأغنية صباحية لفيروز،أو تحيّة اللقاء،تُرمى في أيّ مكان وزمان،فتمّ تخنيثه بقصد أو جهل.


الرابع: حالة الانفصام التي يعيشها أعضاء المجلس، بين حقيقة ما يجري داخل اجتماعاتهم ولقاءاتهم مع المسؤولين،وما يخرج به جهازهم  الإعلاميّ علينا،ففي الحالة الأولى يبدو ضعفهم وتنازلاتهم هي العنوان الحقيقيّ للقاءات،وفي الثانية يحاول ذراعهم الإعلاميّ تصوير قوتهم وبطولاتهم وإنجازاتهم الوهميّة. وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء أيضا عقب اللقاء.


الخامس: عبثية البيانات وكثرتها، مما قلل من هيبتهم وهيبة بياناتهم،فما خرج من بيانات بآخر شهر يتجاوز عدد بيانات الصحّاف إبّان الاحتلال الأمريكي للعراق.


 بالمحصلة ما يخرج عن الجهاز الإعلامي للنقابة لا يعدو كونه فرقعات إعلاميّة، فاقدة للمصداقيّة ، تخاطب عقول أعضاء المجلس وأتباعهم لا عقول المعلمين ككلّ.


السادس: تلخص عنوان المرحلة القادمة ، إذ صار لزاما على أعضاء المجلس تقديم شهادة حسن سيرة وسلوك، ربّما كلّ ثلاثة شهور للحكومة،وبعدها تنظر الحكومة في إمكانيّة استمرار وزارة التربية باقتطاع دينار رسم الانتساب لصالح النقابة أو ايقاف اقتطاعه،وتنظر كذلك في ديمومة تقديم المزايا الخاصة لأعضاء المجلس أو ايقافها .


والنقاوة وكما ألمح كثير من الزملاء تقول: كسبوا الدينار وخسروا الجبّار



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد